عندما تنفق ثلاث سلاحف بحرية عند شاطىء عدلون (جنوب لبنان)، وفي أشهر قليلة، فذلك يعني أن ما نادى به “الجنوبيون الخضر”، لجهة الإسراع في تصنيف وحماية الشاطئ اللبناني وإعلان شاطئ عدلون محمية طبيعية، بات أمرا ملحا وضروريا، خصوصا وأن هذا الشاطىء صنفته دراسات بإشراف “برنامج الامم المتحدة للتنمية” من بين 15 موقعا بيئيا وأثريا على امتداد الساحل اللبناني، وهو ذو أهمية قصوى لحماية الكائنات البحرية والسلاحف منها بشكل خاص، كما صنفت دراسة أخرى شاطىء عدلون على أنه واحد من أهم مواقع نشاط السلاحف البحرية على الشاطئ اللبناني، بالاضافة الى “شاطئ البأبوء” المقابل لبلدة العباسية (قضاء صور)، وثمة ضرورة لإعلانهما محميتين شاطئيتين.

 

14580560_550057811861950_1339689558_n

 

عشرات السلاحف نفقت خلال العام الجاري 2016، ولأسباب عديدة، بعضها نتيجة تعرضها لاعتداءات مباشرة من مواطنين، وبعضها الآخر بسبب النفايات، فضلا عن أسباب وعوامل أخرى، ومن هنا تأتي أهمية المبادرت الأهلية، من قبل جمعيات ومؤسسات محلية يعوض نشاطها غياب الدولة، مع الإشارة إلى أنه في مواجهة العبث والاستهتار، تم تسجيل ورصد حالات أكد فيها مواطنون حرصهم على هذه الكائنات، وساهموا في إنقاذ بعضها، وهذه بادرة إيجابية تؤكد أن هناك وعيا حيال البيئة البحرية.

 

تهديد التنوع البيولوجي

 

وفي إطار متابعتها الدائمة للقضايا البيئية عامة وخصوصا التنوع البيولوجي، وثق “الجنوبيون الخضر” هذا العام نفوق ثلاث سلاحف بحرية عند شاطئ عدلون، الأولى في 28 نيسان (أبريل) الماضي عثر عليها محمد عبود، أما الثانية فعثر عليها في 15 أيار (مايو)، أي بعد أقل من شهر على توجه السلاحف نحو الشاطئ لوضع بيوضا، وكان قد عثر عليها علي طحان، فيما الثالثة فقد عثر عليها الناشط محمد الجندي، قبل يومين.

ونبه “الجنوبيون الخضر” إلى الآثار السلبية الناجمة عن التعديات الواسعة على الشواطئ اللبنانية، والتي تهدد التنوع البيولوجي للساحل وتقضي على موائل السلاحف.

ويذكر في هذا المجال أن أحد الصيادين من أبناء عدلون، أعاد إلى البحر في وقت سابق سلحفاة بالغة بعد وقوعها في شباكه.

 

شاطىء عدلون

 

يعد شاطئ عدلون أحد أهم مواقع الشاطئ اللبناني تنوعاً بيولوجياً وفق “دراسة – مسح تحسين فهم وإدارة ومراقبة المنطقة الساحلية” في إطار مشروع “مراقبة المصادر البيئية في لبنان”Environmental Resources Monitoring in Lebanon ERML، والصادر في آب (أغسطس) 2012 عن جامعة البلمند، بإشراف وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية والذي خلص إلى تحديد خمسة عشر موقعاً ذات اولوية قصوى للحماية من بينها شاطئ عدلون الذي جاء ضمن أربعة مواقع ذات خصوصية ثقافية وإيكولوجية.

 

14593592_550057805195284_576670476_n

 

ويطالب “الجنوبيون الخضر” بحماية وتصنيف الشاطئ محمية طبيعية وثقافية أثرية، وتقدمت الجمعية لهذه الغاية بطلبات وكتب مع مطالعات معللة لكل من وزارتي البيئة والثقافة الأسباب الموجبة لمثل هذه الخطوة، لكن إلى اليوم لم يتخذ أي إجراء لتصنيف الشاطئ وحمايته على الرغم من الوعود التي قطعها المسؤولون.

 

منطقة غنية بالسلاحف

 

وأشار الناشط في “الجنوبيون الخضر” لـ greenarea.info محمد الجندي، والمعروف شغفه بعالم السلاحف والحياة البحرية وكائناتها، وهو كان قد رعى وحمى عشا للسلاحف البحرية إلى أنه عثر على هذه السلحفاة عند الشاطئ المقابل لمنزله في عدلون مساء الاربعاء، وقام بتصويرها، وقال: “أتابع حركة السلاحف عند هذا الشاطئ، وأسعى كناشط لحمايتها ومراقبتها نظرا لأهميتها الحيوية”، وأكد الجندي أن “المنطقة غنية بالسلاحف”، منوها إلى أنها مسالمة “وغالبا نسبح بالقرب منها”، وأشار الى “غياب سلحفاة كانت تأتي كل عام لتضع بيضها منذ مدة سنتين”.

وأضاف أن ابنته شاهدت السلحفاة تطفو على وجه البحر لوقت طويل، وتقترب مع الموج نحو الشاطئ، “وعندها قمت بمراقبتها عن قرب خوفا منأان تكون مصابة أو بحاجة لمساعدة، ولكن سرعان ما وصلت إلى الشاطئ مع الموج واتضح انها نافقة، وقد تبين انها تعرضت لضربة حادة في وجهها مباشرة، وعلى الأرجح أن تكون ذلك بسبب اصطدامها بمركب ما أو أحد الزوارق السريعة”، ورجح انها “نفقت قبل أيام لوجود عوالق بحرية على قوقعتها”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This