عثر العلماء في الفيلبين على مخلوق يشبه “يودا” Yoda الشخصية خيالية في سلسلة أفلام “حرب النجوم”، معلقا على الأشجار في جنوب شرق آسيا، ويتميز بعيون كبيرة وأصابع طويلة بعض الشيء، تساعده في الإمساك بالحشرات والطيور والسحالي، وبأسنان وفك يشبه حيوان “الليمور” Lemurs في مدغشقر، إلا أن أنفه وعينيه تشبه قليلا القرود والبشر، وعند تحليل الجين الخاص بهذا الحيوان الصغير، تبيّن أنه ينتمي إلى فئة القرود في حين أنها تصنف في عداد القرود، ويعتقد علماء الأحياء أن هذا النوع من الحيوانات ينتمي إلى مجموعة منفصلة من الحيوانات من سلف مشترك للقرود منذ ملايين السنين.

وقال أستاذ علم الوراثة في “جامعة واشنطن” University Of Washington ومؤلف الدراسة الدكتور ويسلي وارن Wesley Warren: “نبحث في تسلسل هذا الحيوان ليس لمعرفة أسلافه فحسب، وإنما بسبب وظائف أعضائه وتشريحه وسلوكه الغذائي الفريد من نوعه”.

ووجد فريق البحث عددا من “الجينات القافزة” Jumping Genes أو ما يسمى بالترانسبوزونات Transposons التي يمكن أن تتحرك في الحمض النووي، وعند مقارنة “الجينات القافزة” في هذا الكائن مع القردة والسنجاب والبشر، تبيّن أنها تشبه البشر والقردة  ذات الأنوف الجافة.

 

الاختلافات الوراثية

 

وأعلن الدكتور يورغن شميتز Jürgen Schmitz من “جامعة مونستر” University of Münster في ألمانيا، أن الجينات القافزة تساعد في فهم كيفية اختلاف الأنواع عن بعضها البعض على مدى ملايين السنين، ويعدّ جين هذا المخلوق بمثابة “أرشيف حديث” من التغيرات التطورية التي أدت في النهاية إلى جينات البشر.

وأتاح هذا الفحص للعلماء الخوض في الحمض النووي لمعرفة ما الذي يجعل من هذا الكائن فريدا من نوعه، وكشف العلماء عن وجود 192 جينا متغيرا، أي بمعدل مختلف عند مقارنة جينات هذا المخلوق بأنواع القردة الأخرى.

ويعتقد الباحثون أن هذه الاختلافات الوراثية تساعد في توضيح الاختلافات الفزيائية مثل العيون الكبيرة وعظام الكاحل الطويلة من أجل القفز وهي خاصية مميزة بين القردة ذات الأنوف الجافة. وأكد الباحثون أن دراسة هذه الجينات يمكن أن تتيح نافذة على الأمراض التي تصيب البشر.

وأضاف الدكتور وارن قائلًا: “يمكن أن تعطينا دراسة جينات هذا المخلوق فكرة عن الأمراض التي تصيب الإنسان وتنطوي على نفس الجينات، فإذا كانت الأحماض الأمينية تغيرت بشكل فريد وترتبط بالجهاز العضلي لهذا المخلوق، فربما يكون ذلك جزءا هاما من البروتين ويستحق فحصه عندما يرتبط بالأمراض التي تصيب البشر”، ونشرت نتائج الدراسة في المجلة العلمية Nature Communications.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This