مع توسع ظاهرة اقتناء الحيوانات الأليفة في المنازل، بات من الضروري اتخاذ كافة الاجراءات الصحية اللازمة بهدف تأمين الحماية لصحة افراد العائلة، خصوصا الاطفال والمسنين من ذوي المناعة الضعيفة، وذلك من خلال التقيد بإعطاء اللقاحات والادوية البيطرية اللازمة، لتجنب الامراض التي يمكن ان تنتقل من الحيوان الى الانسان.
انما السؤال الابرز الذي يطرح نفسه: مع الازمة الاقتصادية، هل من تقاعس في تأمين كافة اللقاحات والادوية البيطرية للحيوانات الاليفة؟ وايضا هل من رقابة فعلية على نوعيتها وجودتها؟
الإلتزام باللقاحات للحماية
في هذا السياق، شدد الاخصائي في الطب البيطري الدكتور غابي هيلين لـ greenarea.info على أهمية الالتزام الفعلي بإعطاء اللقاحات البيطرية للحيوانات الاليفة في المنازل، فقال: “ان كل شخص لديه حيوانات اليفة عليه ان يتخذ الاجراءات الصحية اللازمة، خوفا من انتقال الامراض من الحيوانات الاليفة في المنزل الى احد افراد العائلة، خصوصا ذوي المناعة الضعيفة كالاطفال والمسنين، الا اننا لمسنا لدى اغلبية الذين يريدون تربية اي من الحيوانات الاليفة في المنزل التزاما فعليا بالتقيد باللقاحات، وابرزها لقاح داء الكلب، مع الاشارة الى انه ليس لدينا أي من الاصابات حتى الان في لبنان، من بعد ما ظهر منذ 30 سنة واختفى اليوم، انما هناك حالات جرب بكثرة لدى الحيوان الاليف في حال لم تتأمن له كافة الاجراءات الصحية الصحيحة كالالتزام بالنظافة، كون حشرة الجرب تتكاثر بكثرة بسبب الاوساخ او نتيجة فقدان المناعة لدى الحيوان، ومن المحتمل ان تتنقل العدوى من الحيوان الى الانسان، بحيث لا بد من اعطاء اللقاح للحماية، وذلك مرة كل سنة، عدا اهمية تناول (شربة) خاصة للدود حيث تعطى للحيوان الاليف مرة كل شهر خلال الستة الاشهر الاولى من عمره، وبعد ذلك مرتين سنويا، فضلا عن ادوية خاصة لمكافحة الحشرات على جسم الحيوان، كما أن اي شخص يريد ان اقتناء حيوان أليف عليه أولا استشارة الطبيب البيطري لنصحه بما يلزم فعله”.
علاجات خاصة في بروتوكول صحي
أما الاخصائي في الطب البيطري الدكتور فضل الله منير، فشرح لــ greenarea.info انه “عندما يأتي الينا احد الاشخاص يريد ان يربي حيوانا أليفا كيف يمكن ان نؤمن الحماية لصحتنا بوجود الحيوان في المنزل، ايا كان نوعه، فأؤكد له على ضرورة الالتزام باللقاحات، لأن هناك احتمال ان تنقل الامراض من الحيوان الى الانسان، فالكلب يجب أن يعطى لقاح الكلب، والهرة يجب ان تأخذ دواء للدود لانها تأكل لحم نيئا وتأكل فأرة على سبيل المثال، كما يجب اعطاؤها حقنة النفس والامر ذاته للكلب، كي لا ينتقل المرض ايا كان نوعه عن طريق النفس الى الانسان”، ورأى أن “تزايد الاهتمام اليوم بالحيوانات الاليفة له بعد نفسي حيث يعتبره البعض فردا من العائلة”.
بدوره أشار الاخصائي في الطب البيطري الدكتور فؤاد الحاج لــ greenarea.info إلى ان “هناك التزاما فعليا باللقاحات بنسبة 95 بالمئة داخل البيوت، اما نسبة 5 بالمئة غير الملتزمة فهي الحيوانات خارج المنزل، والطبيب البيطري يضع برنامجا للقاحات الواجب اتخاذها لاي شخص يريد ان يشتري اي نوع من الحيوانات الاليفة، مع التنبه احيانا إلى أن داء الكلب يمكن أن يصاب به الانسان ليس فقط من الحيوان بل ايضا من تناول اللحوم النيئة”.
الرقابة مشددة
وقال مدير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور الياس ابراهيم قال لـ greenarea.info: “ان هناك اجراءات مشددة على اللقاحات والادوية البيطرية في لبنان، انطلاقا من مبدأ القوانين المرعية الاجراء، حيث لا تستورد الا من بلاد المنشأ، الا ان اللقاحات التي تتعلق للكلاب والقطط تستورد جميعها من دول اوروبا مع اجراءات التشديد على النوعية والجودة من حيث مراقبة درجة الحرارة وطرق حفظها، ودراسة الملف بتفاصيله العملية”.
واضاف ابراهيم: “ان اكثرية اللقاحات البيطرية التي تعطى للحيوانات هدفها التحصين الصحي من الامراض، اما بالنسبة امكانية انتقالها للانسان فهناك تخوف من عدوى الطفليات من خلال الدود، إذ من المحتمل ايضا ان تنقل الى الاطفال عند لمس اي من الحيوانات الاليفة في المنزل”.
وشدد على “نوعية وجودة اللقاح وضرورة اعتماد طبيب معترف به وعيادته مسجلة في نقابة البيطريين ووزراة الزراعة”، وأكد أن “على الاهل تدريب اولادهم على اسس النظاقة الصحية لاطفالهم كتدريبهم على غسل اليدين بشكل مستمر، خصوصا عند الاقتراب من الحيوان، فالكلب في المنزل على سبيل المثال يحتاج للعناية الكاملة لضمانة صحته وصحة أفراد العائلة”.