تركز دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالي البيئة والاستدامة على مسارين غير منفصلين، الأول، الطاقة المتجددة والأبنية الخضراء، ولم يكن من قبيل الصدفة إطلاق “المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر” من دبي الأسبوع الماضي، والتي تقرر أن يكون مقرها الرئيسي في دبي أيضا، أما المسار الثاني فيتمثل بصون وحماية التنوع البيولوجي، من نباتات وحيوانات تشكل مجتمعة ثروة طبيعية وبيئية.

وتولي الجهات المعنية من وزارات ومؤسسات تعنى بالمحميات والحفاظ على الكائنات وتوفير فرص تكاثرها، اهتماما عبر مشاريع حيوية وإقامة محميات ورعاية الكائنات البحرية المعرضة للانقراض، فضلا عن تخصيص جهود كبيرة للحفاظ على الأنواع البرية، ولا سيما منها الطيور المقيمة والمهاجرة.

 

الغطاء النباتي

 

بالنسبة إلى النباتات، وإن كانت الإمارات بطبيعتها الصحراوية تفتقر للتنوع البيولوجي، إلا أن النباتات البرية في أراضيها الشاسعة، تعتبر من الأنواع القليلة لكنها تمثل ثروة هائلة لما تحتويه من جينات لها مقدرة هائلة على تحمل الظروف البيئية الصحراية القاسية من ملوحة وحرارة وجفاف.

وبحسب دراسات علمية، فإن أكثر الأنواع النباتية انتشارا موجودة في شمال الدولة، وتمثل نحو 70 بالمئة من مجموع الأنواع النباتية البرية، وحوالي 60 بالمئة من هذه النباتات تنبت وتزهر وتكمل دورة حياتها خلال فترة قصيرة بعد هطول المطر.

ويضم الغطاء النباتي في الإمارات 76 عائلة نباتية، من بينها 335 جنسا، وهذه الأجناس تضم 625 نوعا من النباتات الوعائية البرية، وتحتضن إمارة أبوظبي حوالي 432 نوعا من النباتات المحلية، والكثير منها معرض لخطر الانقراض بسبب فقدان الموائل نتيجة التغير المناخي، وزيادة ظاهرة التصحر والاستخدام الجائر للأراضي والتطور العمراني.

وفي العاصمة أبو ظبي هناك أكثر من أربعين غابة تضم 19 مليون شجرة، تحتضن أراضي إمارة أبوظبي الجبال والصحراء الواسعة والسهول والأودية والسبخات الملحية المتكاملة، وهي تعتبر فريدة من نوعها عالميا، بحسب “وكالة الأنباء الإماراتية” الرسمية (وام).

 

البرمائيات

 

وفي أبوظبي هناك 402 نوع من النباتات، و49 نوعا من الثدييات و 382 طائرا و67 نوعا من البرمائيات والزواحف، وبعض هذه الأنواع تم ضمها إلى قائمة “الاتحاد العالمي لصون الطبيعة” International Union for Conservation of Nature، بكونها من الأنواع المهددة بالانقراض.

أما بالنسبة للبرمائيات، فتعيش بالقرب من البرك والمجاري المائية والأماكن الرطبة، إلا أن بعضها تكيف للعيش في البيئات الجافة، وأهمها الضفادع والعلاجيم (ضفادع الطين)، وقد وجد العلجوم في الإمارات في المناطق الجبلية والواحات وسهول الحصى، وتضع أنثى العلجوم العربي عددا كبيرا من البيض، إلا أن عددا قليلا منها فقط يمتلك الفرصة ليصل لفترة البلوغ، ويتغذى على الحشرات التي يلتقطها بلسانه، ويمتلك القدرة على البيات الشتوي الذي قد يستمر لسنوات عند الضرورة.

وهناك 70 نوعا من الزواحف، فضلا عن نوعين من البرمائيات تتكيف للتأقلم على الظروف الصحراوية في دولة الإمارات وتسكن المناطق المحمية الرئيسية مثل جبل حفيت ومحمية المرزوم ومتنزه القرم الوطني ومحمية الحباري وبعض الجزر.

 

الزواحف

 

تمتاز الزواحف بجلد سميك مغطى بحراشف قرنية للتقليل من فقد الماء، ما يحميها من الجفاف، وتعتمد على حرارة البيئة المحيطة بها للمحافظة على درجة حرارة جسمها، وفي الامارات ما لا يقل عن أربعة عشر نوعا من الأفاعي الأرضية، أبرزها “الحية العمياء”، وهي حية صغيرة غير ضارة تشبه الدودة لا يوجد منها ذكور، إذ أن جميعها إناث تضع بيوضا رقيقة القشرة غير مخصبة تفقس عن حيات صغيرة من الإناث وهذا النوع من التكاثر يسمى “التوالد العذري”، وكذلك “الحية القرناء” وهي من الثعابين الخطرة، سميت بهذا الاسم لوجود زائدتين قرنيتين على رأسها، تعيش في المناطق الرملية، رأسها مسطح يحمل غدد السم ولها نابان أماميان متحركان.

 

أصغر أنواع الثدييات في العالم

 

أما “الحية البوا الرملية”، فيتكيف شكلها للاختباء والتحرك داخل الرمال، وتتغذى غالبا على السحالي، لا تمتلك سما ولا أنيابا وتقتل فريستها عن طريق عصرها، وتعيش “الحية ذات الحراشف المنشارية” على الشريط الساحلي أو في المناطق الداخلية على مسافة من الشاطئ أما “حية السجاد” فهي أفعى سامة جدا صغيرة الحجم تستوطن البيئات الصحراوية.

وفي الإمارات عدد من “الثدييات”، وهي في الغالب صغيرة الحجم فتكتفي بالحد الأدنى من الماء والغذاء مثل “القنفذ”، أما “الزبابة” فيوجد نوع وحيد منها في دولة الإمارات وتعتبر “الزبابة القزم” التي تم اكتشافها في الإمارات عام 2000 أصغر أنواع الثدييات في العالم، فضلا عن ما لا يقل عن 11 نوعا من القوارض، وتشمل السنجاب والفأر والجرذ والجربوع.

 

المها العربي

 

انتشرت قطعان المها العربي سابقا في أرجاء شبه الجزيرة العربية كافة، وبالرغم من أن نطاق تواجدها الطبيعي في أراضي الإمارات غير معروف بشكل دقيق وواضح، لكن من الممكن العثور عليها في صحراء غرب الإمارات إلى جانب السهول الجبلية.

ونجحت جهود الإمارات بإعادة المها العربي بعد اختفائه أكثر من 40 عاما واقترابه من الانقراض، حيث عاد للتكاثر في مواطنه البرية بفضل مشروع إكثار المها العربي الذي تبنته الدولة، واعتبر من أهم البرامج التي نفذت عالميا في مجال الحماية والإكثار للحفاظ على المها العربي من الانقراض .

 

الطيور المهاجرة

 

وتستضيف الإمارات أكثر من مليوني طائر مهاجر كل عام، حيث يبلغ عدد طيور “الفلامنغو” وحدها أكثر من عشرة آلاف، ويزور الدولة العقاب النساري ومرزة البطاح والنسر المرقط الكبير والعقاب المصري.

ونجح طائر “الفلامنغو” الكبير في التكاثر مرة أخرى في محمية الوثبة للأراضي الرطبة في أبوظبي، حيث سجل خلال موسم التكاثر خلال عام 2015 ولادة 420 فرخا، كما أن هناك أنواعا أخرى من الطيور تتكاثر محليا، مثل الغاق السقطري وزقزاق السرطان والصقر الأسخم وغيرها.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This