اختُتم المؤتمر الـ28 للدول الأطراف في بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفذة لطبقة الأوزون في مدينة كيغالي – رواندا أعماله قبل بضعة أيام، وطالب المشاركون فيه، ممثلو الدول الأطراف والمنظمات غير الحكومية الدولية، وبدور نشيط لمنظمات المجتمع المدني الإفريقي، بأعمال أكثر فعالية للحد من استعمال مركبات الهيدروفليوركربون Hydrofluorocarbones (HFCs) المعروفة بنشاطها المدمر لطبقة الأوزون والمسببة ايضا للتغير المناخي.
يشكل بروتوكول مونتريال واحدا من أكثر الاتفاقيات البيئية الدولية فعالية، وتحققت التوقعات المتفائلة في “كيغالي” حول مسقبل النشاط بشأن التغير المناخي، حيث كانت البداية مع إقرار التعديل الطموح على البروتوكول.
شكل هذا المؤتمر مناسبة هامة لتعزيز العمل على حماية طبقة الأوزون من جهة، وعلى التخفيف من مخاطر التغير المناخي من جهة أخرى. وكان تتويجا لسبع سنوات من المفاوضات والنقاشات الحيوية، التي أوصلت إلى الإتفاق على خطة عمل فعالة.
تحقق تقدم ملموس في المفاوضات المتعلقة بالتحكم بظاهرة الاحترار الكوني، المسبب للتغير المناخي، ولكنه بقي الكثير من العمل للتخلص النهائي من استعمال الغازات الخطرة المسببة لتدمير طبقة الأوزون وكذلك المساهِمة بالإحتباس الحراري والتغير المناخي. وكذلك في مسألة توفر التقنيات المستقبلية وأكلافها، مما يفرض استكمال البحث في التمويل الإضافي الذي تطلبه الدول النامية لكي تتمكن من إحداث الإنتقال بطريقة مستدامة وبكلفة معقولة.
إن التعديل الذي تم إقراره على بروتوكول مونتريال سوف يساعد على تفادي ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض بـ 0.5 درجة مئوية مع نهاية هذا القرن، وسوف يساهم بشكل فعال وكبير بتحقيق الهدف الكلي بالبقاء تحت مستوى الدرجتين مئويتين.
تستطيع الدول المتقدمة أن تقدم المساعدة التقنية والمالية للدول النامية كي تتمكن من تخفيف استعمال غازات الهيدروفليوروكربون HFCs وتسهيل عملية الانتقال هذه، في حين تتعهد الدول النامية الإلتزام ببرنامج زمني للتخفيف من استعمال هذه الغازات دون التأثير على نموها الإقتصادي، بل بدفع نموها في طريق الإقتصاد الأخضر.
تلتزم الصناعة أيضا باعتماد التقنيات الأكثر فعالية، والمقاربات الجديدة المتاحة للتخفيف من آثار التغير المناخي.
إن تعديل بروتوكول مونتريال خلال المؤتمر الـ28 للدول الأطراف يشكل حجر الزاوية لتحقيق الأهداف، التي وضعت في اتفاقية باريس للتغير المناخي، التي دخلت حيز التنفيذ منذ بضعة أيام.
إن إقرار هذا التعديل، الذي يدعو إلى التخلص من استعمال مجموعة غازات الهيدروفليوروكربون، التي تتميز بنشاط مزدوج في تدمير طبقة الأوزون وفي التغير المناخي، خطوة عالية الأهمية حيث أنها ستؤدي إلى تفادي إطلاق مليارات الأطنان من انبعاثات مسببة للتغير المناخي حتى العام 2050. هذه الغازات واسعة الإستعمال في صناعة البرادات وأجهزة التبريد عبر العالم.