عندما تصل إلى عتبة الخمسين سنة، عليك اتخاذ اقصى التدابير الصحية الاحترازية لحماية الامعاء او القولون من المرض الخبيث، الذي – وبكل اسف – لا تظهر عوارضه الا عندما ينتشر كليا في الامعاء، هذا ما شددت عليه حملات التوعية لجهة الكشف المبكر من خلال إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، ولكن ما هي؟ وهل وحدها تكفي في الحد من انتشار المرض واختيار العلاج المناسب؟
ابتعد عن المأكولات الدسمة
في هذا الاطار، تحدث الاخصائي في الجهاز الهضمي الدكتور جوزف شريم عن ضرورة اجراء الكشف المبكر للحد من التداعيات الصحية لسرطان الامعاء، شارحا لـ greenarea.info ان “ازدياد سرطان القولون في لبنان يعود الى نوعية المأكولات الدسمة والاكثار منها”، وقال: “ان هذا المرض يتكاثر عند الرجال اكثر من النساء في عمر الخمسين، ولذلك نشدد على اهمية الكشف المبكر، لانه يحد من انتشار المرض في الجسم، وذلك من خلال الفحص الطبي بالمنظار، ففي اوروبا ينصح بإجراء فحص بالمنظار للامعاء كل ثلاث سنوات، مع ضرورة اتباع الاكل صحي ومراقبة تغير لون البراز، خصوصا في حال ظهور دم مفاجىء، وفي حال استمراره – مع التمييز بين عوارض البواسير التي تزيد احيانا من الدم في البراز، وهنا نشدد هنا على اهمية التوعية الصحية في اجراء الكشف المبكر الطبي، اقله اجراء فحص للمنظار للامعاء مرة كل سنتين بصورة دورية، اما في حال كان احد من افراد العائلة مصابا بسرطان الامعاء او القولون، فمن المستحسن اجراء فحص للمنظار سنويا للحماية من اي سرطان طارىء قد يظهر، لان سرطان الامعاء لا تظهر عوارضه الا بعد أن يكون قد تفشى كليا في الامعاء، وهنا يصبح العلاج الجراحي ضروريا للقضاء عليه”.
أما الاخصائي في الجراحة وطب الطوارىء الدكتور رشيد رحمة، فتحدث لـ greenarea.info عن ان “هناك عوامل عدة تزيد من احتمال الاصابة بمرض سرطان القولون او الامعاء، كالاكثار من تناول المواد الملونة الكيمائية في المأكولات اليومية، كون نوعية الطعام تغيرت بفعل تغير نمط الحياة، كل ذلك يؤثر مباشرة على مسألة الهضم”، وقال: “التشخيص الطبي صار افضل من قبل”.
واضاف رحمه: “بعض الدراسات الطبية العالمية، أثبتت ان عمليات التنحيف قد تزيد من احتمال الاصابة بسرطان القولون بنسبة 15 بالمئة، نتيجة الاضطرابات الهضمية، ولهذا ننصح الاشخاص الذين يعانون من النفخة غير الطبيعية في الامعاء وعوارض الاسهال والامساك بكثرة، بالتنبه الى ذلك باكرا، واستشارة الطبيب المختص لاجراء الفحوصات الطبية اللازمة، مع ضرورة الاكثار في تناول الالياف لحماية الامعاء من اي نوع من السرطانات”.
معالجته والتغلّب عليه
وأكد الاخصائي في السرطان الدكتور جورج شاهين لـgreenarea.info على “اهمية حملة للوقاية والتوعية ضد سرطان القولون والامعاء”، وشدد على أن التشخيص يجب ألا يكون متأخرا عند كل شخص تخطى الخمسين سنة، ويجب ان يجري فحصا بالمنظار (على صحة السلامة)، اما اذا كان احد من افراد العائلة مصابا بالمرض فيجب اجراء الفحوصات الطبية اللازمة لانه من المحتمل ان يكون وراثيا، مع اهمية الابتعاد عن الدهون واللحوم والاكثار من الالياف والخضار والفواكه وتجنب البدانة، مع الاشارة الى انه اذا ظهرت اي من هذه العوارض كانتفاخ غير طبيعي للامعاء لاكثر من اسبوعين من دون سبب يذكر مع ظهور دم في البراز، على المريض استشارة الطبيب فورا”.
وأشار شاهين إلى أن “40 بالمئة من حالات سرطان القولون أو الامعاء، تكون في مراحل متقدمة ولا يعود العلاج ممكناً”، وقال: “لقد تطوّر العلاج بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، ولكن الحالات المتقدمة جداً تبقى غير قابلة للعلاج، ومن هنا ضرورة الكشف والتوعية، خصوصا بين من تزيد أعمارهم عن الخمسين عاماً أو الذين لديهم تاريخ من الحالات المشابهة في عائلاتهم.”
وأضاف شاهين: “ان سرطان القولون والمستقيم هو الثالث الأكثر شيوعاً بين النساء والرجال على المستوى العالمي، وفي لبنان يعتبر نوع السرطان الثاني الأكثر شيوعاً لدى النساء، والرابع لدى الرجال”. وشدد على اهمية الوقاية “عبر اعتماد نظام غذائي قليل السعرات الحرارية، وتخفيض استهلاك الدهون، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، وعدم التدخين، وعدم استهلاك الكحول، وممارسة التمارين الرياضية، والحصول على الكالسيوم والفيتامين (د)”.
وقال الاخصائي في السرطان الدكتور جوزف قطان لـ greenarea.info: “لقد بات سرطان الامعاء يحتل المرتبة الثالثة بسبب نوعية الاكل الغني بالدهون، فالمطبخ الغربي يتميز بكثرة الشحوم ولذلك تكون نسبة سرطان الامعاء اكثر مما هويعليه في المطبخ اللبناني”.
ونشدد على “اهمية الحفاظ على الحمية مع اهمية اجراء فحص بالمنظار للامعاء بعد عمر الخمسين”.
أما الاخصاصي في السرطان الدكتور فادي نصر، فقال: “لقد حصل تطور علاجي مناعي في معالجة السرطان الامعاء او القولون، وحملة التوعية هدفها التركيز على اهمية الفحص بالمنظار مرة كل عام تحت عمر 50 سنة”.