احمد كموني – البقاع

أزدهرت تجارة الحطب بقاعا على أبواب فصل الشتاء، وزاد عدد مواقع عرض «المنتج« في زواريب وساحات مدن وبلدات المنطقه بما فيها ساحات وحرم بعض الطرق العامة.

ورغم تراجع سعر صفيحة المازوت بنسبة خمسين في المئه عما كان العام الماضي، فان إقبال المستهلكين على شراء الحطب للتدفئه بقي على حاله بسبب من توازن العبء المادي بين الحطب ومادة المازوت.

يوضح فيصل درويش، رب أسرة، سبب تفضيله الحطب رغم تدني سعر مادة المازوت بالاشارة الى حاجته الى أربعة آلاف ليتر مازوت لاجتياز فصل الشتاء بتكلفة مليونين وستمئة الف ليرة لبنانية بحسب السعر الرائج، بينما الحصول على نتيجة مماثلة وبشروط صحيه افضل وتدفئة تضاهي ما عداها ممكن ايضا عبر استخدام الحطب حيث احتاج لثمانية أطنان بالكلفة ذاتها تقريبا وربما أقل، وذلك بسبب ازدهار تجارة الحطب وارتفاع حدة المنافسة بين العاملين في هذا المجال حيث «يلعب«سعر الطن الواحد بين ثلاثمئة وأربعمئة الف ليرة لبنانية.

نموذج درويش ينسحب على كثر خاصة في مناطق البقاع الشمالي وراشيا و مشغره والقرى التي يزيد ارتفاعها عن 1200 مترا ففصل الشتاء في هذه المواقع قاس جدا لجهة البرودة والصقيع على عكس البقاعين الاوسط وبعض الغربي والسهل.

ولكن هل يبرر ذلك قطع الاشجار ؟

قطعا لا، يجيب ابو علي، أحد العاملين في هذا المجال، ويلفت الى نوعين من تجار الحطب، الاول يعتمد على ابتياع كميات كبيره من مساحات واسعة مزروعة باشجار مثمرة قرر اصحابها استبدالها بزراعات أخرى، وهذه العملية مكلفة ولها اصولها فنحن نحرك آليات لاقتلاع اشجار البساتين ونقلها ومن ثم تقطيعها وتعريضها للشمس الى حين تصبح جاهزة للاستخدام. والنوع الثاني معروف وأكاد أقول ان الدولة تعرف مكوناته اذ ينشط افراد ومجموعات في مجال قطع اشجار حرجيه أو «ضرب« بضاعتهم غير الشرعية بمخلفات خشب البناء والاثاث وما شابه.

ويلفت الى مضاربة قوية يسببها النوع الثاني في وجه التجار الشرعيين وذلك بسبب تواضع كلفة تجميع الحطب لدى هؤلاء والتي لا تتجاوز عشرة في المئة مما نتكبده نحن.

ومهما يكن من وجهات نظر حول شرعية أوعدم شرعية العاملين في القطاع المذكور، يشير الناشط البيئي جوزف حداد الى، «حقيقة واحدة : الاثنان «يغرفان« من ما تبقى من مساحات خضراء بما فيها تلك التي تعود ملكيتها لافراد وملاكين قرروا التخلص من مساحات واسعة من البساتين المزروعة بالاشجار المثمرة. ويطرح الواقع ضرورة ملحة تقول بالاعتراف بوجود هذا القطاع شئنا ام ابينا وبالتالي من الاهمية بمكان العمل على تنظيمه وقوننته «.

ويلفت الى تجربة قام بها بعض المزارعين« لكنها لم تعمم ولم تلق تجاوبا من المعنيين، عنيت استثمار اراض لزراعة اشجار ونصوب يستفاد منها في انتاج الحطب للاستخدام المنزلي والتصنيع، وهذا الامر يسهم في حماية المناطق الحرجية من الاعتداءات التاريخية والمتواصلة، ويوفر فرص عمل لشريحة واسعة من المزارعين والتجار وبالامكان اجراء دراسات معمقة حول التكلفة والانتاج واعتقد اذا ما اخذت بعض التجارب البقاعية بالاعتبار نصل الى نتيجة ايجابية جدا، فهل نقدم؟ «.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This