كفرمشكي ـــــــ عارف مغامس – المستقبل
من موسم إلى موسم، ومن نكسة الى نكسة، يترنح مزارعو العنب تحت وطأة الأزمات التي تلاحقهم، في عرائش وكروم راشيا والبقاع الغربي لا سيما في سهل مرج كفرمشكي الذي ينتج وحده أكثر من 3 آلاف طن من أجود أنواع العنب في لبنان والشرق الأوسط، بحسب ما أكده لـ»لمستقبل« رئيس مجلس إدارة وكالة التنمية الاقتصادية المحلية في البقاع (LEDA) عضو اللجنة الوطنية لمزارعي العنب في لبنان كمال السيقلي. ولفت إلى أن «الموسم الماضي كان محاصراً بعوامل مناخية فتأثر بموجة صقيع ادت إلى تلف اكثر من ثلثي الموسم، في حين ان الموسم الحالي جيد من حيث وفرة الموسم وجودته ونوعيته التي تضاهي أجود انواع العنب في المنطقة«. وقال «لكن أزمة تصريف الانتاج تقف عقبة أمامنا، بسبب وقف التصدير البري بعد اقفال المعابر بين سوريا والاردن، نتيجة الوضع العسكري والأمني، في حين أن التصدير البحري بواسطة العبارات دونه صعوبات جمة أبرزها التكلفة المرتفعة ووصول المنتوج في وقت واحد وبكميات كبيرة إلى الأسواق الخارجية لا سيما السعودية ومعظم دول الخليج العربي إضافة إلى منافسة العنب الأوروبي الأقل تكلفة، الأمر الذي أدى إلى تدني سعر كيلوغرام العنب الى اقل من ألف ليرة وهو سعر التكلفة«.
واشار السيقلي إلى ان «عنب كفرمشكي بات يستحوذ عناية واهتمام كبار التجار والمصدرين نظرا لجودته فباتوا يطلقون عليه اسم: غنوج السوق، وقد ساعدته في ذلك العوامل المناخية الملائمة، حرارة في النهار وبرودة في الليل، وارتفاعات مثالية مناسبة لهذه الزراعة ( 1000م فوق سطح البحر تقريبا)، وتربة دلغانية وكلسية، واعتماده على مياه الامطار وبرك الجمع والابار الارتوازية بعيدا عن التلوث ومياه المجارير، الامر الذي أكسبه شروط الجودة العالمية ومواصفات الاسواق لا سيما المطاعم والفنادق، وقدرة عالية على الصمود لفترة طويلة خلال شحنه».
ودعا السيقلي الى «تفعيل صندوق التعويضات على المزارعين في حال حصول كوارث اسوة بما يحصل في الدول الاوروبية«. وأمل ان «يستمر برنامج دعم التصدير الذي يشكل عصب الزراعة«، معرباً عن ثقته بان وزير الزراعة يملك الشجاعة والموقف المسؤول للوقوف الى جانب مزارعي العنب في ازمتهم اسوة بباقي القطاعات الزراعية التي تعرضت لنكسات.
بيار نصرالله احد كبار مزارعي العنب في مرج كفرمشكي اعتبر ان «الدولة تركت المزارع لقدره ينازع الازمات خصوصاً ان سعر كيلوغرام العنب هو اقل من 800 ليرة اي ما يعادل تكلفته«. ودعا الى خطة زراعية متكاملة لانقاذ المزارعين والتعويض عليهم، مؤكداً ان «عنب كفرمشكي فائق الجودة ويلقى عناية بالغة على مدى 12 شهراً ما يجعل تكلفته مرتفعة«.
ودعا نصر الله الى «ايجاد طرق لتصريفه سريعاً وفتح المجالات امامنا لكي نحافظ على هذه الزراعة التي ورثناها عن اجدادنا«.
اما المزارع سمير عيسى أيوب فأسف لوصول حال المزارعين الى هذا المستوى المزري، لا سيما انه يدفع الثمن بشكل دائم«، مشيرا في هذا الاطار الى «ازمة تصريف الانتاج والى ازمة في انواع الاسمدة والادوية الزراعية«. وأعرب عن اعتقاده أن الزراعة تحتاج الى دورات ارشاد وتوعية والى دعم المزارع مباشرة والبحث عن اسواق جديدة، لافتا الى ان «ما يجنيه المزارع يدفعه الى تحضير الموسم واعداده».
اما خالد عثمان الذي يعمل على خط تصريف الانتاج وتصديره من خلال احدى شركات النقل البري، فاعتبر ان «الحل هو في ايجاد طريـــــــــــــــق بري آمن عبر سوريا الى الدول العربية«، مناشداً جامعة الدول العربيـــــــــــــــة والدول والمنظمات والحكومات المعنية ايجاد طريق لتصدير آمن لحل الازمة.
