أكدت “منظمة الصحة العالمية” World Health Organization الـ WHO أن تلوث الهواء بات من أكثر الأخطار البيئية الرئيسة المؤثرة في الصحة العامة، إذ يتسبب في وفاة واحد من ثمانية أشخاص، وقُدر عدد الوفيات الناجم عن تلوث الهواء العام الماضي 2015 بنحو ثلاثة ملايين شخص، ما يجعله أكبر أزمة صحية بيئية يواجهها كوكب الأرض.
وأشارت المنظمة إلى أنه في مقدور الدول أن تواجه الكثير من أخطار تلوث الهواء من من خلال العمل على إعداد خطط وبرامج تساهم في خفض مستويات هذا التلوث، الأمر الذي من شأنه أن يقلل العبء المرضي، خصوصا الناجم عن السكتات الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة، فضلا عن الأمراض التنفسية المزمنة والحادة على السواء، بما في ذلك الربو.
Breath Life
وفي هذا المجال، أطلقت منظمة الصحة العالمية حملة بعنوان “تنفس الحياة” أو “Breath Life”، من أجل العمل على رفع مستوى الوعي حول الأخطار الصحية للملوثات في الهواء، كما تساهم في دراسة ظاهرة الاحتباس الحراري.
ووضعت الحملة سياسات يمكن تنفيذها من قبل المجالس المحلية في المدن، من أجل خفض مستويات تلوث الهواء، وتاليا، تقليل العبء المرضي الناجم عن الكثير من الأمراض التي يتسبب بها تلوث الهواء.
ووضعت المنظمة تدابير وإرشادات تمس السكن والنقل والنفايات وأنظمة الطاقة، والعديد من الإجراءات البديلة التي يمكن أن تنقذ أرواح الكثيرين على الكوكب، وفق ما نشره موقع المنظمة.
تخفيض الانبعاثات الصناعية
وأعلنت المنظمة، بالتعاون مع تحالف نظافة الماء والمناخ (CCAC) عن ما يقارب 20 طريقة لتنقية الأجواء بصورة فورية، للحيلولة دون وقوع المزيد من الخسائر البشرية، وذلك من خلال الموصلات المستدامة، وتخفيض الانبعاثات الصناعية وإدارة النفايات الصلبة والطاقة المتجددة إضافة إلى الوقود.
ونجحت المدن التي بدأت في تطبيق هذه الطرق في تخفيض مستويات تلوث الهواء لديها بحوالى 5 بالمئة على مدى السنوات الخمس الماضية.
ويُعتبر تلوث الهواء العامل الرئيس للعديد من الأمراض والأوبئة، إذ يلعب دوراً في الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة (36 بالمئة)، والوفيات الناجمة عن مرض الانسداد الرئوي المزمن (35 بالمئة)، والوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية (34 بالمئة)، وكذلك في وفيات أمراض القلب (حوالي 27 بالمئة).
ويتعرض أكثر من 80 في المئة من سكان المناطق الحضرية التي ترصد تلوث الهواء لمستويات من جودة الهواء تتجاوز الحدود القصوى التي حددتها المنظمة، في حين تتأثر كل المناطق حول العالم بتلوث الهواء، والسكان الذين يعيشون في المدن المنخفضة الدخل هم الأكثر تضرراً.