فيما حذر خبراء من سلطة جودة البيئة في قطاع غزة في وقت سابق من هذا العام، من التآكل الذي يهدد شاطئ البحر في القطاع بشكل متسارع، ولا سيما خلال السنوات الماضية، أجمع أكاديميون ومختصون شاركوا في احتفالية يوم البيئة العربي 2016 يوم أمس الخميس 20 تشرين الأول (أكتوبر) على ضرورة إنقاذ شاطئ غزة من الكارثة التي يتعرض لها، كونه يمثل الواجهة البيئية لقطاع غزة.
وشددوا على أهمية التعاون بين مؤسسات المجتمع المحلي والدولي المعنية بموضوع الحفاظ على البيئة، من أجل الحد من المشاكل البيئية، وشددوا على ضرورة تنظيم حملات توعوية للمواطنين تهدف إلى تغيير ثقافة المجتمع حول الاهتمام بالبيئة.
نظم الاحتفالية قسم البيئة وعلوم الأرض بكلية العلوم في الجامعة الإسلامية بالتعاون مع سلطة جودة البيئة، بمناسبة يوم البيئة العربي 2016 الذي يصادف الاحتفاء به في الرابع عشر من تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام.
عوض الله
وانعقدت الاحتفالية لهذا العام تحت عنوان: “شاطئ غزة بين الواقع والمأمول”، وأقيم الحفل في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية.
نوه رئيس الجامعة الدكتور عادل عوض الله إلى أن “البيئة تمثل الشيء الأكثر التصاقاً بالإنسان، والأكثر تأثراً وتأثيراً به”، لافتا إلى أنها “خلقت للاستمتاع بها لا لتدميرها:، وأكّد على ضرورة إقامة أنشطة ثقافية وإعلامية بالتعاون مع أساتذة البيئة، لإظهار الخلل، والحد من انتشاره”.
وأعرب عوض الله عن أمله في أن “يكون للجامعة الإسلامية دور مؤثر في حل مشكلات البيئة في قطاع غزة، بالتعاون مع المؤسسات المختلفة من خلال تعزيز إجراء الأبحاث والدراسات العلمية والتطبيقية”.
الوعي البيئي
بدوره، أشار عميد كلية العلوم الدكتور نظام الأشقر إلى أن “التصرفات غير المسؤولة من الإنسان على شاطئ البحر تسبب خللا بيئيا، لا تقف تبعاته على الشاطئ، بل يتسع ليشمل البيئة بأكملها”، ولفت إلى أن “الوعي البيئي أمر مكتسب وليس فطريا”.
وأكد رئيس قسم البيئة وعلوم الأرض سمير حرارة أن “البيئة والتنمية مصطلحان متلازمان، ولا تقوم التنمية في أي بلد دون الاستناد إلى الواقع البيئي”، وتطرّق حرارة إلى المشكلات التي تعاني منها البيئة الشاطئية في غزة، ومنها: الملوثات التي أثقلت كاهل الشاطئ، وتسببت بالعديد من الأمراض الجلدية، والجهاز الهضمي، بالإضافة لأمراض العيون.
ودعا إلى ضرورة التعاون بين صانعي القرار، والمؤسسات الحكومية، وغير الحكومية للحفاظ على البيئة من الهدر، كون تبعات التلوث تؤثر على جميع الدول.
الوقاية خيرٌ من العلاج
وتحدّث رئيس سلطة جودة البيئة المهندس كنعان عبيد عن الظروف البيئية التي يواجهها شاطئ قطاع غزة، منوهاً إلى وجود مناطق على شاطئ بحر غزة وصل بها التلوث للحد الذي يمنع السباحة فيها مطلقاً، واعتبر المهندس أن الاهتمام بالبيئة وقاية من الأمراض المختلفة، انطلاقاً من قاعدة الوقاية خيرٌ من العلاج، ولفت المهندس عبيد إلى أن “سلطة البيئة تولي شاطئ غزة اهتماماً كبيراً كونه المتنفس والمكان السياحي الوحيد لأهالي قطاع غزة”.
وتضمنت الاحتفالية عقد ثلاث محاضرات علمية حول تآكل الشواطئ في قطاع غزة، والحديث عن محطة تحلية مياه البحر المركزية في قطاع غزة، والواقع البيئي لشاطئ بحر قطاع غزة.
