عالم الحيوانات واسع وأحيانا يتسم بكثير من الغرابة، خصوصا وأنه يفتح الآفاق امام الباحثين لاكتشافات متعددة ودوريةً، بعضها يفاجئنا، ويثير فينا فضول المعرفة والاستكشاف، لمعرفة هذا العالم الغني بتنوعه.
وفي جردة على آخر الابحاث والاكتشافات، كشف باحثون من “جامعة فيينا” University of Vienna للمرة الاولى، عن تمتّع بعض أنواع الطيور بصفة الغيرية Altruism، أي تفضيل الغير ومساعدتهم دون مقابل، وهي صفة كانت محصورة فقط بالانسان، فضلا عن اكتشاف آخر وجد أن “العناكب القافزة” Jumping spider (سميت بهذا الاسم لانها تقفز أثناء الصيد)، تتميز بأفضل نظام رؤية بين المفصليات، وتستخدمه في الصيد، فضلا عن إيجاد شريكها”.
طائر العقعق
ووجد الباحثون في دراسة جديدة على “طائر العقعق” Magpies، وهو ينتمي إلى فصيلة الغرابيات، أنه يعطي الغذاء بشكل عفوي إلى أعضاء آخرين في المجموعة، دون أن يطلبوا ذلك، وتتناقض هذه النتائج مع سلوكيات بعض أنواع الطيور الذين تم اختبار سلوكياتهم الاستبقاية الداعمة اجتماعيا، وقد تبين أن هذه الطيور لا تهتم بمساعدة الأعضاء الآخرين، ولا تقدم الطعام، إلا بعد التوسل إليها مرارا وتكرارا، بينما تبين أن طائر العقعق كان استثناء في هذا المجال.
وبحسب موقع Mail Onlineالبريطاني، قالت مؤلفة الدراسة ليزا هورن Lisa Horn: “كان هناك اعتقاد سائد منذ فترة طويلة من أن السلوكيات الاستباقية الداعمة اجتماعيا، هي سمة مميزة للإنسان، ولكن النتائج حتى الآن بشأن أنواع أخرى من الحيوانات تعد مفقودة”.
العناكب القافزة
في سياق متصل، أكد الباحثون أن “العناكب القافزة” تتميز بأنها تمتلك أفضل نظام رؤية بين المفصليات، وهي عادةً ما تستخدمه في الصيد وفي التكاثر.
وأوضح بول شامبل Paul Shamble الذي أعد الدراسة في “جامعة كورنيل” Cornell University أن الاعتقاد الذي كان سائدا هو أن العالم الحسي لـ “العنكبوت القافز القصير” tiny jumping spider يتمتع بحاستي النظر واللمس فقط، لكنَّ المفاجأة كانت أننا وجدنا أنه يمتلك حاسة سمع قوية، ويمكنه سماع الأصوات على مسافات أبعد بكثير مما كان يُعتقد، على بُعد يتراوح بين 3 و 5 أمتار، على الرغم من أنه يفتقر إلى طبلة الأذن النموذجية لدى معظم الحيوانات التي تسمع على مسافات طويلة”.
عناكب الأرملة السوداء
وفي اكتشاف آخر يتعلق بالعناكب أيضا، فقد أعلن العلماء في ولاية تينيسي الأميركية عن فيروس يحتوي على نفس نوع السموم، الذي تستخدمه العناكب من نوع “الأرملة السوداء” في قتل فريستها، وبدلا من مهاجمة الحشرات والزواحف الصغيرة والفئران، فهي تستهدف هذه العناكب والميكروبات السامة بداخلها، بكتيريا طفيلية تدعى Wolbachia.
ووجد الباحثون في “جامعة فاندربيلت” Vanderbilt University في ولاية تينيسي أن “فيروس WO” هو الذي يحمل الجين لسموم العنكبوت، جنبا إلى جنب مع آثار من مزيج من الحمض النووي لحيوانات أخرى.
وأعلن سيث بوردنستين، عالم الأحياء في جامعة فاندربيلت، أن اكتشاف الحمض النووي المرتبط بالعناكب من نوع “الأرملة السوداء” (اسمها العلمي Latrodectus mactans) وجينها السام يعتبر مفاجأة كبيرة، لأنها المرة الأولى التي يحمل فيها فيروس WO الذي يصيب البكتيريا حمضا نوويا مثل الحيوانات.