يستعد الأردن للبدء في مشروع “تحسين المطر الأردني للموسم المطري 2016- 2017″، وهو المشروع الذي فرضته التحديات المائية كخيار يتيح إمكانية زيادة نسبة الأمطار عن طريق استخدام تقنية تحسين المطر بالاستناد إلى التجربة التايلندية في هذا المجال، وهي عملية تتطلب شروطا معينة، ومنها على سبيل نوعية الغيوم المستهدفة، فضلا عن نسبة الرطوبة وسرعة الرياح.
وكما في العام المطري الماضي، فإن تنفيذ المشروع سيتم من خلال الاستعانة بتقنية تحسين المطر التايلندية، على غرار التجارب الاختبارية الناجحة التي نفذت الموسم المطري الماضي، واستكملت في هذا البرامج التدريبية لكوادر دائرة الارصاد الجوية الأردنية وطياري سلاح الجو الملكي في مملكة تايلند.
سماوي: نثر مواد مسترطبة
وقال مدير عام دائرة الأرصاد الجوية محمد سماوي إن الدائرة أنهت استعداداتها للشروع في تنفيذ مشروع تحسين المطر الأردني للموسم المطري 2016 – 2017، وسط توقعات بأن تبدأ الأسبوع الحالي تجارب جديدة استكمالا للتجارب الاختبارية التي نفذت الموسم المطري الماضي.
وبين سماوي، بحسب صحيفة “الدستور” الأردنية، أنه وبالتعاون مع سلاح الجو الملكي الأردني استكملت دائرة الارصاد مرحلة التحضير والاستعداد للقيام بعمليات تحسين المطر فوق منطقة تجميع مياه الأمطار – الحوض الصبّاب لسد الملك طلال، إذ سيتم عن طريق الطائرة نثر مواد مسترطبة، تعمل على تجميع وزيادة حجم وكميات قطرات الماء والثلج داخل الغيوم، ليصار إلى زيادة الهطول المطري فوق المنطقة المستهدفة.
وأشار سماوي إلى أن “بدء تنفيذ مراحل عمليات تحسين المطر يعتمد على الفاعلية العالية لجهاز نثر المواد، ووجود كادر مختص من دائرة الأرصاد يكون قادرا على اختيار الحالات الجوية المناسبة للقيام بعمليات تحسين المطر، وإعداد خطة الطيران وتحضير المواد بشكل مسبق”، بالاضافة الى تحليل وتقييم عمليات تحسين المطر بعد رصد وقياس كميات الأمطار من خلال مقاييس المطر وصور رادار الطقس.
زيادة المياه العذبة
وأشار سماوي إلى أن نجاح عمليات تحسين المطر يعتمد على عوامل عدة أهمها توافر الظروف الجوية المناسبة لعمليات تحسين المطر كأنواع الغيوم، الرطوبة النسبية وسرعة الرياح، بالاضافة الى جاهزية كاملة للطائرة المستخدمة، وطيار مؤهل وذي خبرة في الطيران داخل وحول الغيوم المستهدفة.
ولفت سماوي إلى أن مشروع تحسين المطر الاردني من المتوقع أن يسهم في زيادة المياه العذبة لتلبية الطلبات المتزايدة على مياه الشرب وتحسين إنتاجية الأراضي الزراعية البعلية عن طريق زيادة كميات الأمطار وزيادة مخزون المياه السطحية والجوفية.
ونوه مدير الأرصاد الأردنية إلى أن تجربة تحسين المطر جاءت كجزء من الحلول الحكومية في الاردن لمواجهة تذبذب الامطار، إذ تعتبر المملكة من أفقر دول العالم في مصادر المياه، والتي تعتمد بالدرجة الأولى على كميات الأمطار التي تتذبذب من عام لآخر حسب الأنظمة المناخية المؤثرة على المملكة، لا سيما وأن كميات الامطار أصبحت بالمجمل أقل من معدلاتها طويلة الأمد نتيجة عوامل كثيرة أهمها التغيرات المناخية الناجمة عن الاحترار العالمي، نتيجة تزايد الأنشطة البشرية والاستخدام غير المتوازن لمصادر الطاقة.
وأضاف أن معدلات الأمطار تتراوح بين 20 ملم و580 ملم كأعلى نسبة أمطار في منطقة رأس منيف – عجلون، وهذه الكميات غير كافية لمختلف الاستخدامات كالشرب، الري والزراعة المنزلية.
وذكر أن الكثير من دول العالم إما أنها تعاني من شح المياه أو تتطلع لزيادة كميات الأمطار بوسائل متعددة ومنها تحسين المطر.