يترأس الدكتور باخ كيم نغويان Bach Kim Nguyen مشروع Bee Odiversity المتعلق بالمحافظة على النحل وبيئتها منذ العام 2012. فبعد رسالة دكتوراه حول هذه الحشرة الهامة، قرر نغويان ألا تقتصر جهوده بالكتابة على الورق، بل أن يحولها لمشروع حياة مع ثلاثة شركاء التقاهم في ورشة عمل تتمحور حول الإدارة، وهم مايكل فان كوستم Michaël van Cutsem، ابمانويل ليون Emmanuel Lion، واوليفييه لو هودي Olivier le Hodey.
ونغويان عضو في العديد من اللجان الوطنية والدولية لخبراء النحل، وكان باحثا ومحاضرا في “جامعة لييج” University of Liège قسم “جمبلو للأبحاث الزراعية والتقنية الحيوية”Gembloux Agro-Bio Tech في بلجيكا.
وعلى الرغم من أن هذه الشركة تجارية، إلا أن هدفها اجتماعي وبيئي، عبر تشجيع تطوير المشاريع وتقديم المشورة حول كيفية تعزيز التنوع البيولوجي، والتنوع الغذائي، من خلال حماية الملقحات، باتباع نهج علمي مبتكر وعالمي، مع توحيد الصفوف ورفع مستوى الوعي بين جميع أصحاب المصلحة (قطاع الشركات، المواطنون والمزارعون والعلماء ومربو النحل والمؤسسات العامة)، كما تتطلب حماية الملقحات والتنوع البيولوجي الالتزام والتعاون من قبل جميع الفئات المعنية المختلفة، وتضمن هذه الدائرة وفقا للشركة، أن يكون التأثير الإيجابي أكبر بكثير.
مؤشر النحل
وللشركة مشاريع عدة، ولكن مشروعها الأخير في مدينة بروكسل، عاصمة بلجيكا، ويعرف بـ “مشروع بروكسل” فريد من نوعه، ويتمحور حول إجراء تحليل للتنوع البيولوجي والتلوث على أساس مؤشر النحل، وذلك بهدف تعزيز بيئة الملقحات والإنسان.
وفي الواقع، فإن اختيار النحل هو خيار مبتكر للغاية، حيث يمكن لأدوات الرصد البيئي التقليدية أن تغطي مساحة محدودة، ولكن النحل يتمكن من جمع العديد من العينات على مساحات كبيرة وشاسعة.
فبهدف إطعام قفران النحل، فإن مستعمرة واحدة من النحل يمكنها جمع حبوب اللقاح من أكثر من 4 مليارات زهرة في السنة. وفي المتوسط، تغطي دائرة نصف قطرها 1.5 كلم (700 هكتار) لتغذي قفرانها، وفضلا عن حبوب اللقاح، فإن هذه الملقحات الرئيسية تجلب الرحيق والمياه التي يجمعها النحل من الزهور إلى الخلية.
وتحلل Bee Odiversity هذه العينات الثمينة علميا، من أجل الحصول على بيانات عن استخدام المبيدات الحشرية (ويتم التحقق من أكثر من 500 من هذه المواد الفعالة)، وعن وجود المعادن الثقيلة، والتنوع النباتي (على أساس مؤشر النحل) والجودة الغذائية من النباتات المحلية، بعدها تتم معالجة هذه البيانات لأغراض تحليلية، ليتمكن الخبراء من اتخاذ الإجراءات المستهدفة في المساعدة على الحفاظ على البيئة وصحة الإنسان.
أداة للرصد البيئي
تعرف هذه الأداة للرصد البيئي باسمBeeomonitoring Beeodiversity، وتسمح على سبيل المثال برسم خارطة للمناطق الأكثر عرضة للخطر لجهة التلوث أو التنوع البيولوجي، بحيث يمكن تركيز إجراءات تصحيحية في تلك المناطق.
كما تسمح هذه الأداة بتطوير المساحات الخضراء، بالتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين لمعالجة أوجه التقاعس المكتشفة، وعلى مدار السنة، لتمكين كافة الملقحات من الوصول إلى التنوع المناسب من النباتات والتي تعتبر أساسية لبقائها على قيد الحياة، فضلا عن تشجيع أكبر عدد ممكن من الجهات المعنية (السلطات والمواطنون والشركات)، لإدراك الحاجة لاتخاذ إجراءات هادفة بالتعاون بين الجميع، كما أن هذه الأداة تساعد في تحديد مصدر المبيدات والمعادن الثقيلة.
وتهدف الخطة إلى إنشاء حوالي خمسة عشر موقعا للرصد في كافة أنحاء منطقة بروكسل، ومن شأن هذا الأمر تغطية 80 بالمئة منها، وتجري حاليا الدراسات على عشرة مواقع أخرى، أما النتائج فمن المتوقع نشرها أوائل العام القادم.