لولا تبوّأ عناوين انتهاء الشغور الرئاسي في اليومين الاخيرين الصحف والشاشات والمواقع الالكتروينة، لحصل الحريق الذي امتد الى اكثر من 6 كيلومترات مربعة في قبعيت على الاهتمام، الاوّل كونه الاضخم خلال هذه السنة.
الحريق الهائل بدأ باشتعال قسم من أحراج بلدة الكفرون ومن ثم طاول خراج بلدة قبعيت، وتمكّن اهالي المنطقة بمساعدة طوافة وعناصر الجيش والدفاع المدني من إهمادها، الا انه ما لبث ان عاود الاشتعال على امتداد واسع من الاحراج وصل الى المنازل، وهدد المواطنين الذين غادروا وسط محاولات متواصلة من فرق الجيش والدفاع المدني والبلديات والمتطوعين من ابناء قبعيت وكل قرى وبلدات جرد عكار لمنع توسع رقعة الحريق إلى مواقع جديدة.
وناشد رئيس البلدية علي حمزة كل المعنيين من قيادة جيش الى الدفاع المدني للاسراع في إخماد النيران التي استعرت بقوة واقتربت من المنازل، والتي ساهمت الرياح في تمدد رقعتها لتأتي على مساحات حرجية جديدة، وقال ان “النيران واعمدة الدخان قد قطعت الطريق العام بين قرى وبلدات الجرد”.
أدى الحريق إلى إصابة أكثر من 90 شخصا، غالبيتهم من المتطوعين للمساعدة في عمليات الاطفاء، عملت فرق الاسعاف التابعة للصليب الأحمر في مركز حرار على نقل 10 منهم إلى مستشفى الحبتور في بلدة حرار، وتم إسعاف الباقين ميدانيا. وتنوعت الاصابات بين حروق وجروح وضيق تنفس.
بقيت النيران مستعرة الى ان طاولت ما يزيد عن 6 كيلومترات مربعة حتى ساعات الصباح الاولى اليوم، حيث تمّت السيطرة عليها، وتواصل طوافة عسكرية منذ فجر اليوم، عملية إهماد بعض البؤر في عمق هذه الغابات، وفي الاماكن حيث لا امكانية لسيارات الاطفاء من بلوغها. ويجري العمل حاليا على تبريد المواقع التي اهمدت نارها، حيث تعمل اكثر من 12 سيارة اطفاء توافدت من مراكز الدفاع المدني في عكار الى 5 سيارات تابعة لفوج اطفاء طرابلس وعشرات الصهاريج التي تطوعت بإرسالها بلديات المنطقة والاهالي.
وشكر رئيس بلدية قبعيت علي حمزة وزير الصحة وائل ابو فاعور الذي اوعز بمعالجة المصابين على نفقة الوزارة والى مستشفى الحبتور على حسن التعاون، والنائب معين المرعبي الذي حضر الى قبعيت وواكب على الارض عمليات الاطفاء، وقيادة الجيش لتجاوبها السريع ورئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير لمتابعته والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص الذي ابدى كل اهتمام وكذلك الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري.
كما شكر عناصر الجيش والدفاع المدني والصليب الاحمر اللبناني وفوج اطفاء طرابلس ورؤساء بلديات واهالي منطقة جرد القيطع، وكل المتطوعين الذين لولاهم لكانت الكارثة التي نكبت بها بلدة قبعيت واهلها وغاباتها اكبر بكثير، اضافة الى مؤسسة كهرباء لبنان وادارة شركة Bus لاهتمامها، آملا بإصلاح الاعطال التي طرأت على شبكات الكهرباء بسبب النيران في اسرع وقت.
واشار حمزة الى ان البلدية ستقوم بإحصاء لتقييم حجم الاضرار والمساحات التي اتلفتها النيران والمنازل المتضررة تمهيدا لرفعها الى الجهات المعنية.
وعلى صعيد مساهمات الصليب الاحمر اللبناني خلال الحريق فقد استجابت أن 5 سيارات اسعاف لحريق قبعيت، وشارك في هذه الاستجابة اكثر من 20 مسعفا وقد قامت الفرق بنقل 30 اصابة الى مستشفى الحبتور تنوعت حالاتها بين غياب عن الوعي وضيق نفس ومرضى الربو، اسعاف ما يزيد عن ال 90 اصابة تنوعت بين اخلاءات، حروق، جروح، وضيق تنفس، توزيع اكثر من 500 كمامة، وعمل المسعفون على توجيه الناس للانسحاب من منازلهم وساعدوا في اخلاء بعض المنازل التي اقتربت منها النيران بشكل كبير في ما بعد.
رغم مناشدة المسؤولين من مختلف الجهات، وخصوصاً أبناء المنطقة على ضرورة المساعدة وتقديم الدعم بهدف إهماد كل الحرائق، يبقى السؤال الذي يفرض نفسه، بعيداً من المسببات، الى اي مدى ستبقى الدولة اللبنانية غافلة عن ضرورة تحضير خطة شاملة لمكافحة الحرائق بالعتاد والعديد حفاظاً على طبيعة لبنان الخضراء من جهة، وحفاظاً على ارواح المواطنين من جهة أخرى.