فيما تتعرض الطيور المهاجرة في لبنان لمجازر يومية، تعمل الإمارات العربية المتحدة على توثيق الوافد إليها في هجرته الموسمية، وهي بدأت إجراء مسح شامل لهذه الطيور، ودراسة مساراتها ومعرفة خصائص كل نوع، بهدف توفير الظروف الملائمة لحمايتها وتوفير ظروف تكاثرها.
لقد ربحت الإمارات رهانا، وتمكنت من تكريس مفهوم السياحة البيئية على نطاق واسع، حتى باتت معظم المحميات مقصدا للسياح من كافة أنحاء العالم، وثمة كثيرون على سبيل المثال يقصدون الإمارات لمشاهدة طيور “الفلامنغو” الرائعة، فضلا عن مشاهدة المها العربي والكثير من الأنواع التي تعيش في البيئة الصحراوية.
يعتبر لبنان أغنى من حيث التنوع البيولوجي، لكن لا خطط واضحة في هذا المجال، باستثناء المحميات الطبيعية، وهي تحتاج أساسا لدعم من أجل تطويرها، والدولة غائبة عن حماية الطيور المهاجرة، حتى أن رئيس “مركز التعرف على الحياة البرية” والأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية – كلية العلوم البروفسور منير أبي سعيد، أشار في وقت سابق لـ greenarea.info إلى أن “كل الأنواع في لبنان مهددة بالانقراض باستثناء الجرذان والفئران والخنازير البرية”، ولم ترتق الدولة إلى مستوى حماية هذا التنوع، لا بل نراها مستقيلة من موقع ودور.
برنامج مكثف
وفيما مجازر الطيور مستمرة في لبنان، بدأت “هيئة البيئة في أبوظبي” الأسبوع الجاري، إجراء مسح للطيور التي تقضي فترة الشتاء في الدولة، يشمل “طائر أبوريشة”، المعروف بـ “طير الاستواء أحمر المنقار”، و”العقاب النساري”، و”اللوهة”، الملقب بـ “الغاق السقطري”.
وبحسب مدير إدارة التنوع البيولوجي بالإنابة في هيئة البيئة بأبوظبي الدكتور سالم جاويد، فإن الهيئة تجري سنوياً مسحاً لمراقبة الطيور المهاجرة إلى الدولة، وذلك من خلال برنامج مكثف لمراقبة الطيور البرية والبحرية لمتابعة ورصد تحركاتها، حيث يقوم فريق من الهيئة بمسح الجزر والمناطق الداخلية الرطبة والمناطق الخضراء بانتظام، لرصد أعداد من الطيور والتعرف إلى أنواعها.
وأشارت صحيفة “الاتحاد” الاماراتية إلى أنه خلال فترة التكاثر، تقوم الهيئة بتنفيذ برنامج مسوحات مكثفة للجزر والمواقع الساحلية التي تتضمن مواقع رئيسة للطيور المتكاثرة في إمارة أبوظبي، يشمل المتكاثرة منها في فصل الشتاء مثل “أبو ريشة”، و”العقاب النساري” و”اللوهة”، كما تجري الهيئة مسحاً يرصد “الخراشن” المتكاثرة في فصل الصيف و”النوارس” “وزقزاق السرطان” أو الـ “كويري” في الفترة من نيسان (أبريل) إلى حزيران (يونيو).
المحميات
وأوضح جاويد أن معظم الطيور التي تقضي فترة الشتاء في الإمارات تبدأ بالعودة إلى مناطق تكاثرها في فصلي الربيع والصيف، الذي يبدأ اعتباراً من شهر شباط (فبراير)، مبيناً أنه عادة لا تتكاثر الطيور المهاجرة إلى الدولة في فصل الشتاء، إلا أن بعض الطيور التي تأتي خلال فصل الصيف، مثل طيور “الخراشنة” تتكاثر في الدولة.
وتعتبر المسطحات الطينية الشاسعة المتأثرة بحركة المد والجزر، على طول الشاطئ وحول كثير من الجزر، ذات أهمية، خصوصاً للطيور المهاجرة وطيور شاطئية أخرى، ومن بعض المواقع الرئيسة للطيور في دولة الإمارات، “محمية الوثبة البحرية”، “محمية رأس الخور”، “خور البيضا الضبعية”، والعديد من الجزر في أبوظبي والإمارات
وتحتضن الإمارات العديد من الأنواع العالمية المهمة من مجموعات الطيور البحرية، وتوفر مناطق المد والجزر الإماراتية التي تزورها سنوياً، مئات الآلاف من الطيور الساحلية المهاجرة، وكذلك وجود المناطق الصحراوية ذات القيمة العالية للطيور المغردة التي تلجأ إليها هرباً من فصل الشتاء في الأقطار الآسيوية.