أعلنت جمعية “مستوردي السيارات في لبنان”، أمس، في كتاب موجّه إلى وزير البيئة محمد المشنوق، تبلّغها من المصنّعين عدم إمكانية استيراد بعض موديلات السيارات التي تعمل بمواصفات بنزين EURO 6 بسبب عدم تطابق البنزين 95 و98 أوكتان الموجود حالياً في لبنان مع المواصفات الجديدة، لأنه يحتوي على 500 ppm من الكبريت، في حين أن المواصفات الجديدة التي أقرّت في الجريدة الرسمية عدد 20 تاريخ 28/4/2016 أقرّت مواصفات جديدة بأن يحتوي على 10 ppm من الكبريت فقط.
وتوقف الكتاب عند “التلوث الناتج من البنزين والديزل الموجود حالياً في لبنان، الذي له تأثير سلبي على الصحة العامة، وبالتالي على الفاتورة الاستشفائية والضمان الصحي”، مشيراً الى أن “هذا ينطبق أيضاً على الديزل الأحمر الذي يجب أن يحتوي أيضاً على 10 ppm من الكبريت بدلاً من 500 ppm كما هو حالياً”.
يشرح مستشار جمعية مستوردي السيارات سليم سعد أنّ البنزين الحالي الموجود في لبنان يحتوي على 500 PPM من الكبريت في حين أن البنزين المطلوب لبعض موديلات السيارات التي تعمل بمواصفات EURO 6 لا ينبغي أن تتجاوز فيه كمية الكبريت 10 PPM، ويقول إن “المواصفات الموجودة لدى الجمارك اليوم لا تزال تخضع لمواصفات EURO 3”. كذلك يؤكد سعد أنه “ليس هناك منع من استيراد السيارات، بل هناك بعض الموديلات التي رفضت بعض المصانع إعطاءنا إياها كمستوردي سيارات، لأنها لا تتماشى مع البنزين الموجود في السوق”.
مصادر الشركات النفطية تقول إن “البنزين 95 و98 أوكتان الموجود في لبنان هو بنزين مستورد من أوروبا وفق المواصفات الأوروبية، وهو نفسه يُستخدم في أوروبا وأميركا”. وتقول المصادر إنه في مواصفات الاستيراد مسموح بـ500 ppm من الكبريت، إلا أنه في الواقع، البنزين الموجود يحتوي بين 50 و100 ppm من الكبريت، وهو المستخدم في أوروبا، والديزل 10 ppm من الكبريت”.
أمّا مصادر وزارة الطاقة، فتنفي ما ورد في كتاب الجمعية، مؤكدةً أن “ليس هناك منع على استيراد السيارات”، وهو ما ذكره سعد. وتشرح المصادر أن “البنزين الموجود في لبنان يتوافق مع المعايير المعمول بها راهناً، وليس مع اليورو 6، لكن هذا لا يعني أن هذا البنزين غير صالح للسيارات المستوردة الحديثة”، مشددةً على “دعمها لمسألة تخفيف الانبعاثات للحفاظ على البيئة”. وترى المصادر الوزارية أن “إثارة هذا الموضوع هو لعبة تمارسها شركات النفط ووكلاء السيارات بهدف الضغط من أجل إعادة جدول تركيب الأسعار لزيادة الارباح، بحجة الحفاظ على البيئة”، مؤكدةً أن “هذا الأمر غير وارد حالياً، لأن الوضع الاقتصادي العام لا يسمح بزيادة الأعباء على المواطنين”.
وكان قد سبق لوزارة البيئة أن راسلت وزارة الطاقة والمياه في ما يخص نسبة الكبريت في المازوت الاحمر. وفي مراسلتها الأخيرة بتاريخ 1/8/2016، أشارت الوزارة إلى الجانب الدولي الخاص بهذا الموضوع، “وتحديداً مؤتمر الأطراف الـ22 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ الذي سينعقد في الأيام المقبلة، وبالتالي وجوب حرص لبنان حكومة وشعباً على تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة، التزاماً بما تم التعهد به”. وهو ما ذكّرت به وزارة البيئة حول التزام لبنان في المؤتمر الدولي لقمة المناخ في باريس “بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 15% كهدف غير مشروط، و30% كهدف مشروط بدعم دولي بحلول عام 2030”.
ما هو EURO 6؟
تشكّل معايير الانبعاثات الأوروبية مجموعة من التشريعات التي تهدف الى تحديد الانبعاثات الناتجة من عوادم السيارات الجديدة عبر سلسلة من التوجيهات التي تخفف بشكل تدريجي من هذه الانبعاثات. وعليه، بدءاً من أيلول 2015، بدأ تنفيذ الـEURO 6 على جميع السيارات الجديدة، فتم تخفيض انبعاثات أوكسيد النيتروجين NOx الى 80 مليغراماً في الكيلومتر، بعدما كان 180 مليغراماً في الكيلومتر، في مواصفات الـEURO 5، في حين بقيت كمية أوكسيد النيتروجين في البنزين 60 مليغراماً في الكيلومتر كما في المواصفات الموضوعة في EURO 5.
