تحذير من خطورة تنأول عشوائية الدواء، خصوصا اذا كان من نوع المضادات الحيوية ولم تعد تعطي أي نتيجة نظرا لمقأومتها للمرض، بعد أن تبين أن ٣٣ بالمئة من مجموع النفقات الصحية في لبنان تدفع على الأدوية، ونصيب الفرد من الإنفاق عليها، هو الأعلى في الشرق الأوسط، بحسب دراسة “مركز كي بي 2” في الجامعة الأميركية، وجاء فيها أن بعض الوصفات الطبية تعطى عشوائيا، وأحيانا كثيرة من دون تشخيص طبي، والذي تحكمه في الكثير من الأحيان إغراءات شركات الأدوية التي تعطى لبعض الأطباء، ما يطرح السؤال نفسه: إلى أي مدى هناك التزام فعلي بالوصفة الطبية المناسبة بعد التشخيص الصحيح للمرض، واعطاء الدواء الفعال والمناسب؟

الترشيد الدوائي ضروري

 

في هذا السياق تحدثت المديرة الاعلامية في مركز الترشيد سياسة الصحية في الجامعة الاميركية راشيل الاشقر لـ greenarea.info عن الدراسة التي اجريت مؤخرا، فقالت: “إن الهدف الاساس من هذه الدراسة العلمية التي اجريت على الدواء هو الكشف عن الاستعمال العشوائي وتداعياته السلبية على الصحة، وذلك بهدف التوعية وزيادة المعرفة والعلم لخدمة الناس، وايضا من أجل ترشيد صناع القرار في اتباع استراتيجية علمية صحيحة، حيث سيتم عرضها على المعنيين الصحيين للبت فيها، في طأولة حوار ومشاركة فعالة من اجل الوصول الى الحلول الصحية الصحيحة”.

وتابعت الاشقر: “لقد تبين لنا أن الوصفة الطبية العشوائية تعرض المريض الى تداعيات صحية خطرة، سواء حساسية أو تفاعلات جانبية أو مقاومة للبكتريا، فبدلا من أن يقوم الطبيب بإجراء فحص للدم لمريضه يحدد من خلاله نوعية المضاد الحيوي المناسب قبل وصفه له، نجد وللأسف أن الادوية توصف وتعطى عشوائيا، من يحول دون الوصول الى الشفاء، ما يزيد من كلفة الفاتوة الاستشفائية، فالوصف العشوائي للدواء يزيد من التكاليف الصحية حيث تبين لنا ان 33 بالمئة من استهلاك الادوية يكون بشكل مرتفع و 42 بالمئة من الادوية تستهلك لالتهاب البلعوم، على سبيل المثال حيث تعطى مضادات حيوية مناسبة لعدة استعمالات بنسبة 3 الى 5 بالمئة الواجب استعمالها، كما وان 40 بالمئة من الوصفة الطبية الموحدة مطبقة في 7 مستشفيات و 9 بالمئة من الوصفة الطبية تعطى وتكون غير ضرورية، و6 بالمئة من الوصفة الطبية تعطى فيها الادوية بكمية خاطئة، كما وانه 3,5 بالمئة من الوصفة الطبية فيها أدوية غير كافية، أضف الى ذلك اهمية التشخيص المناسب، والكمية والدواء المناسب في الفترة المناسبة، اذ ان الحلول بات ترتكز على اربعة عناصر مبنية على ادلة وبراهين، مع وضع سياسات تفاعل بين الاطباء وشركات الادوية، حيث ان البعض منها لا يحترم قواعد الاصول في التعامل مع الاطباء مثل سائر الدول، مع اهمية دعم ادوية الجنيريك الموثوق بها، وبذلك نكون قد خففنا من الادوية المزيفة، كما وان للصيدلي دورا مهما بالتدخل العلاجي، وليس فقط في بيع الادوية، كل هذه العوامل تحمي المريض من الوصف العشوائي للادوية وآثارها الجانبية على الصحة، مع اهمية التركيز على دور العاملين في القطاع الصحي للمزيد من الرعاية الصحية”.

 

 

نقابة الصيادلة تشدد

 

بالمقابل، قال نقيب الصيادلة جورج سيليا عبر greenarea.info: “ان الصحيح هو 20 بالمئة من نفقات الادوية للمريض شهريا، وليس 33 بالمئة حسب ما ذكرته دراسة الجامعة الاميركية، فالمهم ان لا نضخم الامور، نحن نوافق الدراسة بمبدأ ان هناك وصفات عشوائية للادوية ويعود الامر الى كل من الطبيب والصيدلي وشركات الادوية معا، بحيث يجب ان تكون هناك آلية عمل بين نقابتي الاطباء والصيادلة كي تكون الوصفة الطبية سليمة، فهي ليست ورقة، بل هي آلية تعامل ضمن برنامج صحي متكامل، فعلى سبيل المثال اذا اضطر المريض في حالة طارئة شراء دواء معين، فيجب اعطاء الصيدلي صلاحيات بإبداء رأيه بتواصل مع الطبيب، بأن يكون شريكا ويتابع معه بمستوى عالٍ في التحصيل العلمي بهدف تبادل الآراء العلمية، لاعطاء دواء صحيح ومناسب للحالة المرضية، كل ذلك من اجل تعزيز الرعاية الصحية الى مستوى راق علمي”.

وتوقف النقيب سيليا عند اهمية حق المريض المقدس في أن توفر له الصحة السليمة، وقال: “ان الصيدلي ليس بتاجر أدوية، لانه ليس هو من يسعر الدواء، بل دوره يكمن في مساعدة المريض في تعامله مع الدواء بشكل سليم، مع الاخذ بعين الاعتبار، بكل أسف، انه منذ 70 سنة حتى اليوم نحاول ان نطور عملية التجاوب الذي هو خجول لجهة تبادل الاراء بين الاطباء والصيادلة في عملية وصف الدواء، مع العلم ان هذا الامر ضروري للغاية من اجل وضع حد لفوضى استعمال الدواء، وهذا ما نسعى اليه اليوم ونعمل عليه سويا مع نقابة الاطباء”.

 

 

نقابة الاطباء تحذر

 

اما نقيب الاطباء ريمون الصايغ، فشدد عبر greenarea.info على ان “الصيدلي ليس له علاقة بالوصفة الطبية بل الطبيب هو الذي يقرر ذلك، وفي حال تم استعمال الادوية الجينريك فهناك شرط لجهة ان تكون مطابقة للمواصفات الصحيحة في النوعية والجودة، كي يتمكن الطبيب من وصفها، انما ليس هناك مشكلة بأهمية دور الصيدلي بلفت نظر الطبيب احيانا حال تم دمج الادوية مع بعضها البعض، تجنبا لحصول اي من التداعيات الصحية على المريض فالتعاون ضروري في هذا المجال”.

وتابع الدكتور الصايغ: “نسعى اليوم الى ان نكون بخلاء في وصف الادوية تجنبا للفوضى في سوق الدواء، كما نعمل على ضبط ممارسة بعض الاطباء للوصف العشوائي للدواء ارضاء لبعض شركات الادوية، لان ذلك يؤثر سلبا سواء على سمعة الطبيب وايضا على دقة وصف الدواء في التشخيص السليم”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This