يؤكد علماء الجيولوجيا أن حقن صخور الأفيوليت Ophiolite بغاز ثاني أوكسيد الكربون، من شأنه أن يساعد في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، ولجم ارتفاع درجات الحرارة، واستند الخبراء في تأكيدهم هذا، إلى أن تجميع غاز ثاني أوكسيد الكربون وحقنه في صخور الأفيوليت المتواجدة بكثرة في سلطنة عُمان، يساعد في الحد من تغير المناخ.
وفي العام 2008، أوضح الجيولوجي بيتر كيليمان Peter Kelemen والكيميائي الجيولوجي يورج ماتر Juerg Matter من “مرصد لامونت دوهيرتي أيرث” Lamont Doherty Earth Observatory في نيويورك أن هذا النوع من الصخور يسمى “البريدوتيت” Peridotite وهو صخر بركاني صواني.
و”البريدوتيت” هو أكثر الصخور الموجودة في غطاء الأرض أو الطبقة التي تقع مباشرة تحت القشرة الأرضية، وهي تبدو أيضا على سطح الأرض خصوصا في سلطنة عمان التي تقع قريبة بشكل مناسب من منطقة تنتج كميات كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون نتيجة استخراج الوقود الأحفوري.

براءة مبدئية

وأضاف الباحثان أنه عندما يحدث تلامس بين ثاني أوكسيد الكربون وهذه الصخور، يتحول الغاز إلى مادة صلدة مثل “الكالسيت” وتعني “كربونات الكالسيوم المتبلرة” Amorphous calcium carbonate.
وأشار الباحثان إلى أن هذه العملية التي تحدث طبيعيا، يمكن زيادة طاقتها مليون مرة لإنماء معادن تحت الأرض قد تخزن بشكل دائم ملياري طن أو أكثر، من الثلاثين مليار طن من ثاني أوكسيد الكربون المنبعثة بفعل نشاط الإنسان سنويا، وقاما أيضا بحساب تكاليف استخراج الصخور وجلبها مباشرة إلى منشآت الطاقة التي تبعث منها غازات مسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، لكنهم اعتبروها مكلفة للغاية.
واستلهم العالمان عملية تخزين صخور “البريدوتيت” للكربون من خلال نقلها وحقنها بمياه ساخنة تحتوي على غاز ثاني أوكسيد الكربون المضغوط، وقدما ملفا لبراءة مبدئية لهذه التقنية، وأكدا أن ما بين 4 مليارات و5 مليارات طن سنويا من هذا الغاز يمكن تخزينها قرب سلطنة عمان باستخدام صخور “البريدوتيت”، بالتوازي مع تقنية ناشئة أخرى طورها كلاوس لاكنر في كولومبيا تستخدم أشجارا اصطناعية تمتص ثاني أوكسيد الكربون من الهواء.

مشروع متعدد التخصصات

ويبدأ في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري مشروع الحفر الدولي في صخور الأفيوليت Ophiolite عُمان، بميزانية تصل إلى 4 ملايين دولار، وتقوم “جامعة السلطان قابوس” ممثلة بمركز أبحاث علوم الأرض، وبالتعاون مع وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بالإشراف على حفر 13 بئراً، تتراوح أعماقها بين 300 و600 متر في ولايتي سمائل وإبراء.
ويعد هذا البرنامج مشروعا متعدد التخصصات والهويات والجنسيات، حيث يشارك فيه باحثون من مراكز أبحاث علوم الأرض، والدراسات المائية والنفط والغاز بالجامعة، وكلية العلوم والهندسة، فضلا عن حوالي 40 باحثا من أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنرويج وهولندا واليابان وأستراليا وكندا وإيطاليا وسويسرا والسويد.
ويشكل هذا البرنامج أهمية كبيرة للسلطنة والجامعة، حيث ستقوم المراكز البحثية بالمشاركة الفعالة، وهي (علوم الأرض، المياه، البيئة، الغاز والنفط، رصد الزلازل، والاستشعار) بالإضافة إلى أقسام الكيمياء، الجيولوجيا والهندسة الكيميائية والبيولوجيا، من خلال أعضاء هيئة التدريس وطلبة البكالوريوس والدراسات العليا، حيث سيتم تدريب الطلبة من خلال حلقات عمل ورحلات حقلية وفي مختبرات الدول المشاركة، وسيتم إرسال 10 طلاب إلى أميركا سنويا حتى 40 طالبا، كما سيتم تقديم منح وتمويل لطلبة الدكتوراه والماجستير من السلطنة.
وتعد كمية الصخور المتوفرة في السلطنة كافية لامتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي، لألف سنة قادمة، وقد تستطيع حل مشاكل العالم والاحتباس الحراري العالمي.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This