عثر غطاسون مصريون على سلحفاة بحرية موسومة بعلامة تحمل الرقم (T15643) مثبتة على قوقعتها من خلال قطعة مدنية، ما استرعى اهتمامهم، ذلك أن وسمها يعني أنها موضع مراقبة ودراسة، وعلى الفور بادروا إلى إبلاغ المسؤولين في “محميات البحر الأحمر” Red Sea protectorates، وتبين أن الترقيم تابع لنظام رصد تقوم به الدول لمتابعة السلاحف.
والمعروف أن معظم السلاحف البحرية مهاجرة، وأكثر أنواعها قطعاً للمسافات في هجرتها هي السلاحف جلدية الظهر، والسبب الذي تهاجر لأجله هو وضع البيض وتأمين صغارها، حيث تضع البيض في الشواطئ الرمليّة التي خرجت منها للحياة، وتستطيع الاستدلال عليها بفضل حاسة الشم القوية التي تمتلكها، بحيث إنّها تصل لنفس الشواطئ التي خرجت منها مهما كانت المسافة بعيدة.
قادمة من أستراليا!
تجدر الإشارة إلى أنّ أكثر مناطق العالم جذباً لإناث السلاحف البحريّة كي تضع البيض فيها هي جزر الهاواي والشواطئ الغربيّة لأميركا الشماليّة، بالإضافة للشواطئ المهجورة المُمتدّة على طول السواحل الشماليّة لقارة أفريقيا، والتي تطلّ على مياه البحر الأبيض المتوسط، وتضع السلاحف بيوضها في الفترة الممتدة من شهر نيسان (أبريل) وحتى شهر أيلول (سبتمبر) من كلّ عام.
لكن مسار هجرة السلحفاة التي عثر عليها الغطاسون في مدينة مرسى علم في مصر، وتحديدا في “منطقة أبو دباب” حيرت العلماء، خصوصا وأنه بالاستناد إلى معلومات أولية، فإن السلحفاة قادمة من أستراليا، إلا أنهم لم يجمعوا حتى الآن ما إذا كانت قادمة أستراليا، في مسار هجرة غير متوقع.
وقال الدكتور أحمد غلاب مدير “محميات البحر الأحمر” إن “عددا من الغطاسين بمدينة مرسى علم عثروا على سلحفاة بها ترقيم يبدأ بحرف “T”، مضيفا أن عملية ترقيم السلاحف تتم من ضمن عمليات الرصد التي تتم في البحر الأحمر، وخصوصا على السلاحف البحرية التي تخرج للتعشيش على الجزر البحرية.
ظاهرة فريدة من نوعها
وبحسب غلاب، فإن عملية الترقيم التي يتبعونها في مصر ولا سيما في رصد السلاحف، تبدأ بعلامة “Egy” أي برمز الدولة وهي مصر، وتكتب على قطعة معدنية صغيرة ثم يضاف إلى جانبها الرقم، حيث من الممكن أن تهاجر تلك السلاحف لمسافات بعيدة للتعشش.
وأكد غلاب، بحسب موقع”اليوم السابع” أن السلحفاة التي عثر عليها عدد من الغطاسين بموقع غطس أبو دباب في مرسى علم، بدأ الترقيم بالقطعة المعدنية المعلقة بجانبها بحرف “T”، وبالبحث عن بداية عملية رصد السلاحف للدول المختلفة، تبين أنها تابعة لأستراليا في منطقة “الحاجز المرجاني العظيم” Great Barrier Reef، لكنه استدرك أن هذا الاستنتاج ليس نهائيا.
وأشار غلاب إلى أن تلك الظاهرة “فريدة من نوعها”، حيث أنه لأول مرة تهاجر سلحفاة من المحيط الهادئ إلى البحر الأحمر.
