يأتي شعار “اليوم العالمي لمرض السكري” هذا العام، مشددا على صحة العيون، خصوصا وان النظر معرض لخطر هذا المرض الصامت، ولتداعياته السلبية على صحة الانسان، فكان شعار هذه السنة “خللي عينك على السكري”، وفي هذا السياق نلقي الضوء على آخر المستجدات الطبية في هذا المضمار، للحد من تداعيات هذا المرض الصحية، خصوصا وأن عامل الوقاية وحملات التوعية جميعها تحد من ازدياده، الا ان السؤال يبقى: إلى اي مدى حملات التوعية ضد السكري لها وقعها الايجابي على صحة المرضى المصابين به؟
منظمة الصحة العالمية تحذر
ان داء السكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه، وهو هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم، ويُعد ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جرّاء عدم السيطرة على داء السكري، ما يؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، ولا سيما الأعصاب والأوعية الدموية، فالمصابون بداء السكري ينتجون الإنسولين عادة، ولكن بكمية غير كافية، والاسباب زيادة في الوزن عادة وقلة الحركة، وبمرور الوقت يمكن لارتفاع نسبة سكر الدم أن يضر بشكل خطير على أعضاء الجسم إلى حد بتر الأطراف، وقد يتسبب في الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وتلف الأعصاب والفشل الكلوي والعمى والعجز الجنسي.
تُشير توقعات “منظمة الصحة العالمية” إلى أن داء السكري سيكون السبب السابع للوفاة في عام 2030، ولذلك تهدف إلى تشجيع ودعم اعتماد تدابير فعالة لترصد داء السكري ومضاعفاته والوقاية منه ومكافحته، ولا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
فاليوم العالمي للسكري، هو يوم عالمي للتوعية من مخاطر داء السكري، ويحتفى به في 14 تشرين الثاني (نوفمبر)، وتدوم الحملة على السكري طوال العام، والجدير ذكره ان تحديد هذا التاريخ تم من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية إحياءً لذكرى فردريك بانتنغ الذي شارك تشارلز بيست في اكتشاف مادة الأنسولين عام 1922، وهي المادة الضرورية لبقاء الكثيرين من مرضى السكري على قيد الحياة.
مطلوب دعم اكثر
في هذا الاطار، اوضحت الاخصائية في الغدد والسكري الدكتورة تيريز حاج لـ greenarea.info: “أصبح هناك علاج حديث لمرض السكري من حيث التركيبة الدوائية، ومن خلال حقن العلاج المتطورة التي تعطى مرة في الاسبوع، مع التشديد على فحص الدم المخبري، لأنه دقيق اكثر من الفحص الذي يجرى في المنزل عبر وخز الاصبع واعتماد آلة تكشف عن مستواه في الدم، وعلى كل شخص لديه وزن زائد، وايضا كل شخص بدءا من عمر الاربعين، ان يقوم بفحص السكري، لقد تبين ايضا ان كل شخص في عمر 20 سنة مصاب بالبدانة معرض للسكري، والذي نلمسه اليوم ان السكري في ازدياد عند الاطفال بعمر 14 سنة نتيجة البدانة وقلة الحركة، يعني اننا نتجه إلى مجتمع مريض ومن الضروري تكثيف حملات التوعية في المدارس وزيادة ساعات الرياضة من اجل تحفيز الاطفال على الحركة اكثر، وايضا يجب ان تكون حملات التوعية على مستوى الدولة، خصوصا لجهة تعميم الثقافة الصحية، على غرار ما قامت به زوجة الرئيس باراك أوباما ميشال التي اشتغلت على اهمية التوعية الصحية في المدارس حول داء السكري، واهمية تحفيز الاطفال على الحركة وتغيير النمط الحياتي الغذائي للحد من احتمال الاصابة بالسكري لانه كلما كبر الانسان في العمر تصبح عملية الوقاية صعبة اكثر”.
لقاح قيد التجربة
اما الاخصائي في الغدد والسكري الدكتور شارل صعب فشدد عبر greenarea.info على “الكشف المبكر”، وقال: “الأهم هو التوعية وتثقيف المريض المصاب بداء السكري، واليوم يتم التركيز على الحفاظ على صحة العيون تحت شعار هو “خللي عينك على السكري”، اي ضرورة فحص العيون بشكل دوري اذا كان الشخص مصابا بالسكري، واهمية متابعة حالته المرضية مع كل من الاختصاصيين في الغدد والسكري وطبيب العيون”.
وقال صعب: “هناك دراسات علمية طبية حديثة ترتكز على اهمية التطور العلاجي لداء السكري وحماية الاشخاص الاكثر عرضة منه، كإيجاد لقاح يحد من الاصابة به، انما ما زال قيد البحث، اما بالنسبة لزرع الخلايا الجذعية لعلاج السكري فلم تتوصل الابحاث بعد إلى النجاح المطلوب، لانه من المحتمل ان لا تتجاوب تلك الخلايا المستحدثة مع العلاج نتيجة المناعة في الجسم التي ترفض اي شيء غريب يزرع، دون ان ننسى اهمية التقدم الطبي في الحقن والحبوب العلاجية التي باتت تعطى احيانا من مرة واحدة في الاسبوع إلى مرة واحدة في الشهر”.
اختيار العلاج
وقال الاخصائي في الغدد والسكري الدكتور الكسندر شعيب لـ greenarea.info: “هناك علاجات عدة لمرض السكري تلائم كل شخص حسب امكانياته وعمله، اي عندما نختار دواء السكري يجب معرفة الهوية الصحية للشخص المصاب، وان لا يزيد الدواء الذي يعطى من وزن المريض، وان لا يسبب ايضا هبوطا في السكري، كي لا نلحق الاذى في الشرايين، سواء في القلب أو الكلى، حتى ان اطباء القلب بدأوا يهتمون في الاختيار المناسب لادوية السكري، ولهذا ننصح المرضى التوجه إلى الطبيب الاختصاصي في الغدد والسكري للاطلاع على العلاجات الحديثة التي لا يعرفها سواه، من دون ان ننسى ان البدانة و التدخين وقلة الحركة جميعها تساعد في الاصابة بالسكري”.
فحص العيون
في هذا السياق انطلاقا من شعار اليوم العالمي عن السكري التشديد على صحة العيون، كان لا بد من الوقوف على رأي من الاخصائي في طب العيون الدكتور جهاد منسى الذي قال لـ greenarea.info: “ان الاصابة بالسكري خلال فترة طويلة تلحق الاذى بشبكة العين، ولهذا نشدد على اهمية اكتشافه مبكرا منذ البداية، اقله للحد من تداعيات السكري الخطرة على النظر، وننصح بفحص شبكة العين سواء مرة في السنة او اكثر حسب حالة الصحية للمريض، مع التشديد على الحفاظ على مخزون السكري بشكل معتدل في الدم”.
علاج اكثر دقة
اما الاخصائي في امراض القلب الدكتور جورج غانم فأوضح اهمية دقة علاج مرضى السكري، وقال لـ greenarea.info: “ان 30 بالمئة من مرضى القلب مصابون بالسكري، من دون ان ننسى ايضا التدخين العامل المسبب له خصوصا عند النساء، كما وانه عندما يكون المريض مصابا بالسكري تكون معالجته اكثر دقة نظرا ما يعانيه من (نشاف) في الشرايين، ولهذا تكون عملية اختيار على الروسور اكثر عناية عكس المريض المصاب بالقلب ويعاني من ارتفاع بالكوليسرول فقط حيث يمكن ضبط هذا الاخير بدواء معين”.