في خطوة شكلت منعطفا في تاريخ العمل العالمي المشترك، دخل الاتفاق العالمي لمكافحة التغير المناخي الذي تم التوصل إليه في باريس العام الماضي حيز التنفيذ رسمياً اليوم الجمعة 4 تشرين الأول (أكتوبر)، ما يضع ضغوطاً على قرابة 200 دولة للبدء في تنفيذ خطط الحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
فبعد أكثر من عشرين عاما من الجهود الدولية، منذ انطلاق مؤتمرات المناخ في ريو دو جانيرو 1992، تم التوصل إلى الاتفاق العالمي، فيما استغرق أقل من عام لدخوله حيز التنفيذ، قبل قمة المناخ المقبلة في مراكش “كوب 22” في الأسبوع الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ومن شأن هذا الاتفاق أن يشكل منصة مهمة لمواجهة أكبر تهديد يطاول كوكبنا.
إسبينوزا
وقالت مسؤولة شؤون المناخ في الأمم المتحدة المكسيكية باتريسيا إسبينوزا Patricia Espinosa إن “هذه لحظة للاحتفال، إنها أيضاً لحظة للنظر للأمام بتقييم واقعي وإرادة متجددة في شأن المهمة التي أمامنا”.
وأشارت إلى أنه “بالنسبة للتمويل، سنرى نهجا محددا وواضحا للدول المتقدمة”، قائلة “أكملت للتو اجتماعا تحضيريا لمؤتمر مراكش، إننا قريبون جدا من الهدف، وتشير التقديرات الأكثر اعتدالاً إلى اننا نستطيع أن نتوقع سيناريو للحصول على 94 مليار دولار في عام 2020″، وأكدت إسبينوزا أن “اتفاق باريس يعطي دوراً للطاقة المتجددة، للطاقة الجديدة والمتجددة، اذا تحدثنا بوضوح وبقوة عن ضرورة إلغاء دعم الوقود الأحفوري، والتحرك نحو اقتصادات منخفضة الكربون، هذا يعني يجب أنه التخلي عن الوقود الاحفوري كمصدر للطاقة للحصول على مصادر الطاقة المتجددة”.
الأمم المتحدة
ويسعى اتفاق باريس إلى تخلي الاقتصاد العالمي عن الوقود الأحفوري في النصف الثاني من القرن، والحد من الزيادة في متوسط درجات الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين، مقارنة بالفترة التي سبقت الحقبة الصناعة.
وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إن الاتفاق يدخل حيز التنفيذ، في حين أن من المتوقع زيادة انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري من 12 بليون إلى 14 بليون طن عما هو ضروري لإبقاء سخونة الكرة الأرضية عند الهدف المتفق عليه دولياً.
ويجتمع ممثلون من قرابة 200 دولة الإثنين المقبل في مدينة مراكش المغربية ليبحثوا على مدى أسبوعين التفاصيل المتعلقة باتفاق باريس والسياسات والتكنولوجيا والتمويل اللازم لضمان تحقيق أهداف اتفاق باريس.
رئيس البنك الدولي
وقالت إسبينوسا “ثمة حاجة ملحة للعمل، لأن انبعاثات الغازات العالمية المسببة للتغير المناخي وآثاره لم تنخفض بعد، وهي حقيقة يجب أن تكون في مقدم اهتمامات اجتماع مراكش”.
وقال رئيس “البنك الدولي” جيم يونغ كيم Jim Yong Kim إن هذه اللحظة الفارقة يجب أن تذكر الدول الغنية بتعهدها مساعدة الدول النامية على مكافحة التغير المناخي، وأضاف “الدول المانحة قدمت تعهدات قوية في باريس، وعليها الآن أن تحول تلك التعهدات إلى أفعال”.