لم يرتقِ حضور المرأة في مؤتمر مراكش COP22 إلى ما يلغي الفوارق بينها وبين الرجل، على الرغم من أنها معنية بتغير المناخ، وبتحمل تبعاته المباشرة مع ازدياد الكوارث الناجمة عن ظاهر الاحترار، كالأعاصير وموجات الجفاف ومظاهر الطقس المتطرفة، ولا سيما المرأة في الريف العاملة في قطاع الزراعة الأكثر تضررا من تغير المناخ.

ففي تقرير سابق لـ “صندوق السكان” Population Fund التابع للأمم المتحدة، فإن النساء هنّ أكثر تعرضا للآثار المترتبة على تغيّر المناخ، ويعزو ذلك نسبيا إلى أن النساء في العديد من الدول، في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية بشكل خاص، يشكلن الجزء الأكبر من قوة العمل في الزراعة، وكذلك لأن الفرص المتاحة لهن للحصول على الدخل، في أغلب الأحيان، تكون أقل من الفرص المتاحة للرجال، فضلا عن التمييز على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى أن تغيّر المناخ، يهدّد كذلك حقوق النساء في الحصول على التعليم، والمعلومات، والماء، والغذاء، والرعاية الصحية، والتخلص من العنف والتحرش والاعتداءات الجنسية.

ومن هنا، تنصب الجهود على إشراك النساء في مواجهة تغيّر المناخ، خصوصا على مستوى المشاريع المحلية،

الجمعيات النسائية في مراكش

 

لا شك أن هناك حركة نسوية على مستوى العالم تسعى لتأكيد حضورها على مستوى القرار السياسي في بلدانها، ولا شك أيضا أن ثمة نساء رائدات على في مفاوضات المناخ، لكن ذلك لا ينفي حجم العقبات التي تعترض النساء في الدول النامية والفقيرة، وهن محكومات بقيود اجتماعية، ويتعرض للتمييز الجندري، ولذلك نجد أن مؤتمرات المناخ بدأت تولي أهمية لقضية المرأة.

وهذا ما بدا واضحا في الأيام الأولى لمؤتمر مراكش، إذ تحاول النساء المشاركات نظهير دورهن الريادي في ظل المتغيرات التي يعرفها المجتمع، وما يفرضه ذلك من تحديات متعددة ومتنوعة، فعلى الرغم من الشعارات الضامنة لحقوق المرأة والمعترفة بنجاحاتها في مختلف المحافل الدولية، إلا ان “المرأة لا زالت تعاني من الاقصاء الممنهج داخل المعترك السياسي، واجحافا اجتماعيا، وتسلطا يضرب حريتها المقدسة في اختياراتها الحياتي”، بحسب الرائدة المغربية والناشطة في مجال حقوق المرأة رجاء غانمي.

 

شريك فاعل

 

وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة الخضراء في موقع مؤتمر المناخ “كوب 22″، تجمع عددا من الجمعيات النسائية المشاركة حول البيئة، وشكلن فضاء خاصا بالعرض والتبادل وتشجيع النقاش، وتبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين المعنيين بقضية تغيير المناخ، انطلاقا من أن المرأة هي رهان وشريك فاعل في حماية المناخ، حيث عبّر بعض المشاركين أنّه حان الوقت لتأخذ الدول بعين الإعتبار ضرورة مساعدة النساء على الانتقال من وضع المستهلكات الى وضع الفاعلات في مجال التغيرات المناخية.

وبحسب بيان صادر عن رئاسة المؤتمر، فإن الجميع يعلم ان المساهمة الاقتصادية للنساء خصوصا في القطاع الزراعي تستحق الثناء والتقدير “إذا اردنا فعلا احترام روح أجندة 2030 المتمثلة في عدم اقصاء أحد”.

ومن المتوقع، خلال المؤتمر، أن تحظى انجازات المرأة اليوم ومحاولتها الفاعلة في تغيير المناخ بتشجيع ودعم حتى تصبح فعلا شريكا ذا اولوية.

 

وقفة احتجاجية

 

وفي سياق متصل، نظمت العشرات من النساء الحقوقيات من مختلف الجنسيات، وقفة احتجاجية صباح أمس الخميس 10 تشرين الثاني (نوفمبر) في المنطقة الخضراء في مراكش.

وطالبت المحتجات من الدوال والمؤسسات الدولية، بإشراك المرأة في عملية اتخاذ القرار بهيئات المناخ، حيث رفعن شعارات من قبيل “هل نحتاج شاربا لإسماع صوتنا؟”، كما وضعن شوارب على أفواههن للتعبير عن غضبهم من التمييز.

ومن جانبها أصدرت “شبكة المرأة” المنظمة للوقفة، بيانا طالبت فيه من المجتمع المدني ضمان مشاركة كاملة للمرأة في كل مراحل ومستويات أخذ القرار في هيئات العمل المناخي، مشيرة إلى أن النساء أكثر تعرضا للتغير المناخي، خصوصا النساء الأكثر فقرا وذوات البشرة الملونة.

واستنكر البيان التمثيل الضعيف للنساء في الحكومات والبرلمانات الوطنية، والتي لا تتجاوز 33 بالمئة، فيما 20 بالمئة فقط يترأسن البعثات الرسمية، حسب البيان ذاته.

وتشهد المنطقة الخضراء بمؤتمر في مؤتمر “كوب 22” يوميا وقفات احتجاجية من قبل مشاركين للتعبير عن مواقفهم، فقد نظم عدد من المشاركين الأميركيين وحنسيات أخرى وقفة احتجاجية للتنديد بفوز ترامب برئاسة أميركا.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This