لا يقتصر احترام البيئة على حماية المناخ والحد من الانبعاثات الضارة، وعلى حسن إدارة النفايات وغيرها من الممارسات السليمة فحسب، وإنما يطاول أيضا احترام الكائنات على وجه الأرض، من حيوانات ونباتات وأشجار وأزهار تمثل جميعها نظما إيكولوجية قائمة بذاتها، وبعض هذه النظم ترتبط ارتباطا وثيقا بحياة الإنسان، خصوصا وأن انقراض بعضها تترتب عليه نتائج خطيرة على حياتنا، فاختفاء أنواع من الطيور يتسبب بتكاثر الحشرات الضارة، وانقراض أنواع من الحيوانات تكون له نتائج لا تقل خطورة.
من هنا، فإن احترام البيئة كلٌّ متكامل، ومن لا يحمي الكائنات الحية ويحترم وجودها، لا يمكن أن يحمي المناخ ويحترم قوانين الطبيعة، ولذلك، تنبه القيمون على المؤتمر إلى هذه الناحية، في بادرة هي الأولى من نوعها على مستوى مؤتمرات المناخ التي انطلقت في تسعينيات القرن الماضي في ريو دي جانيرو في البرازيل، تحت عنوان “يوم الأرض”.

الرفق بالحيوان والحفاظ على البيئة

وفي هذا السياق، خصص مؤتمر “كوب 22” فعالية لحماية الحيوان، وأعد القيمون على هذا الحدث الدولي، جناحا خاصا لجمعيات ومنظمات حماية الحيوان والتنمية المستدامة في المغرب، ومن خلاله يتم تقديم عدد من التوضيحات لزوار هذا الجناح تحت شعار: “الحيوانات والنباتات Faune et flore في المعرض”.
وعلى هامش المعرض، أكد أحمد التازي، عضو المجلس التنفيذي للشبكة، ورئيس “جمعية (أذان) للدفاع عن الحيوانات والطبيعة” Association de Défense des Animaux et de la Nature، ومقرها العاصمة المغربية الرباط، أن الشبكة تهدف في الأساس إلى توحيد وتفعيل وتضافر جهود الجمعيات المتخصصة في مجال الرفق بالحيوان والحفاظ على البيئة، في سبيل إعطاء دفعة للمبادرات التي تقوم بها هذه الجمعيات، وعرضها خلال المحافل الوطنية والدولية، واعتبر التازي أن من ركائز الشبكة، حماية الحيوان وخدمة البيئة بكل السبل المتاحة.
وأوضح أيضا في تصريح خص به “كوب 22” بأن من أهداف شبكة RAPAD Maroc المعنية أيضا بحماية الحيوان، إثارة التحديات البيئية، والاجتماعية والاقتصادية والسياحية، التي يفرضها حفظ التنوع البيولوجي وحماية الحيوان، عن طريق تقديم حلول ملموسة وقابلة للتنفيذ، بدءا بسن سياسات وتشريعات واضحة ودقيقة، والمساهمة في تنفيذ العديد من الإجراءات والمشاريع ذات المصلحة العامة، في علاقتها بالحيوان من جهة، وبالتنمية المستدامة من جهة أخرى، ما يعني الدفاع عن الحياة الحيوانية في جميع أشكالها، مع الأخذ بعين الاعتبار المحافظة على البيئة.

التنوع البيولوجي والمحافظة على البيئة

وعن دور الشبكة يضيف التازي، بأنه يتلخص في”ترسيخ تراثنا الطبيعي في سياسة التنمية المستدامة، من خلال التزام سياسي صريح وواضح، وكذلك من خلال النيات الحسنة الموجودة على الأراضي المغربية، والأفريقية أيضا، مع الدعم والخبرة من قبل المنظمات غير الحكومية الدولية.
وقال التازي: “رؤيتنا هي توحيد وتعزيز الإجراءات من خلال المساهمة بشكل فعال في إيجاد حلول عملية ومستدامة لمشكلة التنوع البيولوجي والمحافظة عليه والرفق بالحيوان، والتي تتناسب تماما مع المبادئ العامة للتنمية المستدامة، المضمنة في الميثاق الوطني للبيئة”.
مضيفا بأن “من بين أهداف مشاركتنا وتنسيقنا للجهة المختصة بالحيوانات والنباتات Faune et flore، هو عرض القضايا التي أثارها التنوع البيولوجي والمحافظة على البيئة، وخصوصا الجانب المتعلق بالحيوان، في عموميته، والجانب الغامض في مؤتمرات الأطراف السابقة، وسوف نطرحه رسميا لأول مرة في هذا المؤتمر.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This