أعلنت مؤسسات صناعية ورجال أعمال في يوم “البينغو”Business Industry NGO أو BINGO Day، أي يوم الجمعيات غير الحكومية في مجالي الأعمال والصناعة الذي أقيم في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) ضمن فعاليات مؤتمر المناخ COP22 في مراكش، دعمهم لتخفيض الإنبعاثات من ثاني أوكسيد الكربون الناتجة عن منشآتهم.
وخُصصت قاعة اجتماعات خاصة للـ “بينغو” لعقد الاجتماعات ومناقشة التطورات بشكل يومي، تبدأ الساعة 9:00 من صباح كل يوم طوال الدورة التفاوضية، لمناقشة تطورات الأيام السابقة وتقديم جدول أعمال يومي، فضلا عن مواضيع أخرى.
وتم تنظيم مؤتمر البينغو من قبل غرفة التجارة الدولية International Commerce Chamber أو ICC، وترأسها رؤساء هذه الغرف في العالم بشكل دوري، وينظمها موظفون من الأمانة العامة لـ ICC الدولية، وفي كثير من الأحيان تشمل الإجتماعات الوفود الحكومية أو المنظمات الحكومية الدولية مثل وفود من الفرق الحكومية المتخصصة بالتغير المناخي Intergovernmental Panel on Climate Change ((IPCC، والبنك الدولي، وكالة الطاقة الدولية وغيرها.
تميز “يوم البينغو” بالإضاءة على المبادرات والنجاحات في نطاق الأعمال في أنواع الطاقة المتجددة من مزارع الرياح في ولاية أيوا Iowa الأميركية، إلى شبكة القطار وألواحها الشمسية، مع التركيز على الاستثمار المستقبلي في هذه القطاعات.
وشارك عدد من الجمعيات غير الحكومية والمنظمات الدولية أهمها غرفة التجارة الدولية ICC بـ “يوم البينغو”، وتم تعيين شارات بألوان معينة توضع على ثياب المشاركين، فاللون الزهري للوفود الحكومية الوطنية، والأصفر للمنظمات غير الحكومية والشارات الزرقاء لمنظمات الأمم المتحدة، بما في ذلك الأمانة ومستشاريها، واللون الأخضر للمنظمات الحكومية الدولية مثل منظمة التعاون والتنمية، وكالة الطاقة الدولية International Energy Agency أو IEA أما وسائل الإعلام فقد أعطيت الشارة البرتقالية.
وكانت كلمة ترحيبية من رئيس غرفة التجارة الدولية في المغرب محمد برادة Mohamed Berrada، وبدأت المداخلات الأولية بكلمة من رئيس مؤتمر المناخ في مراكش COP22 صلاح الدين مزوار Salaheddine Mezouar الذي لفت إلى أهمية الشراكة والتكنولوجيا، وقال: يجب علينا أن نحول التكنولوجيا إلى مشاريع حقيقية”، وأضاف “نحتاج إلى المزيد من الإلتزام من قب الشركات لتحقيق هذا التحول”.
وأشارت رئيسة “الاتحاد العام لمقاولات المغرب” La Confédération Générale des Entreprises du Maroc والمعروفة بـ CGEM ميريام بن صلاح شكرونMiriem Bensalah-Chaqroun في مداخلتها، إلى المبادرات المناخية للأعمال، وقالت: “بينما يشكل تغير المناخ تحدٍ حقيقي، فهو يقدم فرص للمجتمع الإقتصادي المغربي عبر الأعمال الخضراء”، وأضافت أن “لدينا العديد من المشاريع والحلول المتميزة، لكننا نحتاج للتدريب وبناء القدرات”، وأشارت إلى أنه “علينا سد الفجوة التكنولوجية، فتغير المناخ لا يعرف حدودا”.
كما شارك رئيس هيئة الإتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ The United Nations Framework Convention on Climate Change أوUNFCCC دانييل فيوليتي Daniele Violetti بمداخلة.
وتمحور الجزء الأول من “يوم البينغو” حول عنوان رئيس، وهو “حقائق جديدة للطاقة: بناء مستقبل مرن ومنخفض لجهة الكربون” New energy realities: Building a resilient and low-carbon future نظمته غرفة التجارة الدولية ومجلس الطاقة الدوليWorld Energy Council الــــ (WEC)، وتمت مناقشة التغيرات السريعة التي يمر بها قطاع الطاقة، وهو يسير بوتيرة أسرع مما يتوقعه الكثيرون بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك التطور السريع للتكنولوجيات الجديدة، والثورة الرقمية التي لا يمكن وقفها، والتحديات البيئية العالمية وتغير النمو والأنماط الديموغرافية.
وأكد الحضور على أنه على مدى السنوات القادمة، فإن واقع مصادر الطاقة المتجددة له القدرة على تغيير الطريقة التي يتم فيها انتاج واستهلاك الطاقة، وتشكيل عالم جديد، حيث السرعة في انسجام السياسات مع الابتكارات هي التي ستحدد القدرة على بناء أنظمة طاقة منخفضة الكربون ومتميزة بالمرونة، وتناولت هذه الجلسة أيضا واقع الطاقة الجديدة ما بعد COP21، وما يتطلبه الأمر من الشركات والمستثمرين والحكومات في مجال الابتكار، وبناء مستقبل مستدام لطاقة الغد، وطرحت أسئلة هامة تمت مناقشتها، ومنها: ما هي الآثار الهامة لواقع الطاقة المتجددة؟ وما هي التحديات الرئيسية التي سيواجهها العالم وقطاع الطاقة حتى العام 2060؟ وما هي مجالات الابتكار الأكثر أهمية؟ وكيف ستبدو صناعة الطاقة في المستقبل؟
وفي فترة بعد الظهر كانت ثمة ثلاثة عناوين مهمة للنقاش، أولها “خطط الأعمال التجارية، والمساهمات الوطنية وتحويل نموذج الطاقة” Business Plans, NDCs and Transforming the Power Paradigm المنظم من قبل مجلس الأعمال للطاقة المستدامة Business Council for Sustainable Energy الـ (BCSE)، معهد اديسون للكهرباء Edison Electric Institute (EEI)، مجلس المباني الخضراء الأميركي (USGBC، U.S. Green Building Council وتمت مناقشة كيفية تحويل المساهمات الوطنية إلى خطط عمل نحو الطاقة النظيفة من قبل قادة الأعمال والسياسيين، آخذين بعين الإعتبار الأهداف المشتركة لزيادة الطاقة الإنتاجية، المرونة تجاه المناخ، إنتاج كهرباء منخفضة لجهة انبعاثات الكربون، التصميم الذكي للمباني والشبكة الكهربائية في المدن، من أجل التعاون في ابتكار مسارات تنمية منخفضة لجهة انبعاثات الكربون.
أما الموضوع الثاني، فتمحور حول “ما بعد باريس: تطبيقات المستثمرين لإدارة المخاطر المناخية واغتنام فرص منخفضة لجهة انبعاثات الكربون”Beyond Paris: Investor Actions to Manage Climate Risks and Seize Low-Carbon Opportunities، ونظم من قبل مجموعة آسيا للمستثمرين بشأن تغير المناخAsia Investor Group on Climate Change AIGCC، مبادرة تعقب الكربون Carbon Tracker Initiative، سيريس Ceres، مجموعة المستثمرين بشأن تغير المناخ Investor Group on Climate Changeأو الـــ (IGCC)، مجموعة مستثمرين من المؤسسات المعنية بتغير المناخ Institutional Investors Group on Climate Change الـ (IIGCC)، مبادئ الاستثمار المسؤول Principles for Responsible Investment الـ (PRI) وبرنامج مبادرة التمويل التابعة الأمم المتحدة للبيئة برنامج the United Nations Environment Programme Finance Initiative (UNEP-FI).
ويسلط هذا المنحى الضوء في الإجراءات التي اتبعها المستثمرون منذ اتفاق باريس لمواءمة تمويل القطاع الخاص مع الالتزامات الدولية لتغير المناخ، وكان هناك موضوعان رئيسيان: “إدارة مخاطر المناخ / مخاطر أصول الكربون” managing climate risk/carbon asset risk و”رفع مستوى الاستثمار في فرص استثمار منخفض بانبعاثات الكربون بما في ذلك في البلدان الناشئة / النامية”scaling up investment in low-carbon opportunities including in emerging/developing countries.
أما الجزء الأخير فتمحور حول “تغير المناخ وتحولات الطاقة في منطقة الشرق المتوسط: فرص عبر المساهمات الوطنية للدول” Climate change and energy transition in Mediterranean Region: Opportunities through NDCs cooperation، نظمه “مرصد الطاقة المتوسطي”Observatoire méditerranéen de l’énergie ، وعرض تحليل ومقترحات لحوض البحر الأبيض المتوسط، مع رؤية مستقبلية حول القواسم المشتركة والخصوصيات، ومنهجية لميزانية الكربون وفقا للمساهمات الوطنية وسيناريو لانتقال الطاقة في المنطقة ما دون درجتين مئويتين OME / MEDENER 2 ° C.