تواجه بلدية حاصبيا، الكثير من التحديات، والمشاكل المتراكمة في المنطقة، خصوصا وانها عانت من غياب العمل في البلدية السابقة لمدّة ثلاثة أعوام، الأمر الذي حرمها الكثير من المشاريع، إضافة الى تراكم العديد من المشاكل، التي كانت بحاجة إلى حلول منذ زمن.
وتعتبر مشكلة تلوّث نهر الحاصباني، القضية الأساسية والأهم بالنسبة إلى بلدية حاصبيا، لذلك فإن معالجة أسبابها تأخذ الحيز الأكبر من المشاريع المراد تنفيذها، لإنقاذ مجرى النهر من التلوّث على مدار السنة.
وفي هذا الإطار، كان لـ Greenarea.me ، حوار مع رئيس بلدية حاصبيا الأستاذ لبيب الحمرا، للوقوف عند أبرز المشاكل البيئية، والحلول المطروحة، وأكد الحمرا أن “مساعي البلدية دؤوبة، من أجل حل مشكلة الصرف الصحي في حاصبيا، والقرى المجاورة على حد سواء، على إعتبار أن هذه المشكلة، تعدّ إحدى أهم مسببات التلوّث في مجرى النهر.
خطوات لحماية الحاصباني
وفي هذا الصدد، اتخذت البلدية العديد من الإجراءات لتخفيف الضرر عن حوض نهر الحاصباني وأهمها، كما وضح الحمرا لـ Greenarea.me: “أولاً، تشغيل محطة تكرير مياه الصرف الصحي، وإن كان بشكل جزئي، إلاّ أنها تغطي في الوقت الحالي، حاجة بعض قرى المنطقة، (حاصبيا، شويا، عين قنيا) خلال فصل الصيف”، وأمل الحمرا “بتحقيق الهدف الأكبر وهو تغطية هذه الحاجة، على مدار فصول السنة ( من فصل الخريف حتى فصل الربيع)”، مشيرا إلى أن “المحطة بحاجة إلى توسيع، في نطاق عملها من أجل إستيعاب كميات إضافية وكبيرة، لذلك فالعمل جارٍ، من أجل تدشين القساطل الضرورية، من منطقة”البصيص” حتى مجرى الحاصباني”.
وقال الحمرا “ثانياً، الحصول على خط كهرباء لمحطة التكرير 24/24، من قبل مؤسسة كهرباء لبنان، وبالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار، والهدف من ذلك، هو فصل مياه الصرف الصحي عن مياه الشتاء، كي تعمل المحطة بشكل دائم صيفاً وشتاءا”، وأضاف “ثالثاً، وضع خزّان بوسط مجرى (البصيص)، وإضافة مضّخات، من أجل وصول المياه الصالحة للري، مباشرة إلى مجرى نهر الحاصباني”، مؤكدا أن “النتائج جيّدة في هذا الصدد.”
ولفت الحمرا إلى أنه ” رابعاً، تم إلزام المنتزهات، المنتشرة على ضفاف النهر ، برمي صرفها الصحي ومخلفاتها، في المحطات المخصصة لذلك، بدل من تحويلها إلى مجرى النهر”، وأضاف أن “من أبرز المشاكل التي يعاني منها الحاصباني، بشكل سنوي التلوّث بزيبار الزيتون”، وفي هذا السياق، يؤكد الحمرا أنه “تم إلزام معاصر المنطقة، بعدم رمي مخلفاتها في الحوض وتقوم البلدية بدورها أيضاً، إذ تحاول إقامة بركة تجفيف، ترمى فيها مخلفات المعاصر، وهو الحل الأمثل”، كما يصفه الحمرا.
مشاريع إضافية
وأكد الحمرا أن “البلدية تسعى إلى إيجاد الحلول للمشاكل البيئية في منطقة حاصبيا، منها كما ذكرنا مشروع متكامل لمعالجة مياه الصرف الصحي”، وأشار إلى أن “هذا المشروع المراد تنفيذه، يشمل بلدة حاصبيا، وسبعة قرى مجاورة لها وهي: مرج الزهور، الكفير، ميمس، الخلوات، عين قنيا، شويا وكوكبا، على إعتبار أن مياه الصرف الصحي لهذه المناطق مترابطة ولها تأثير مباشر على بعضها البعض”، وأضاف “قامت البلدية، ولا تزال بالعديد من الخطوات، لتحقيق هذا الهدف منها زيارة لمجلس الإنماء والإعمار، للبحث عن مساعدة، إضافة إلى التنسيق مع إتحاد بلديات العرقوب، فضلاً عن زيارة محطة التكرير، في منطقة الكفور (النبطية)، للسعي في إنشاء نموذج مماثل لها.”
وقال الحمرا “كما وضعت البلدية خطة مع مجموعة شبابية، تهدف إلى إطلاق مشروع فرز النفايات، ونشر الوعي بعدم رمي النفايات بشكل عشوائي، على أمل أن يتسع نطاق تنفيذ هذه الخطة، إلى كافة المناطق المجاورة لحاصبيا، وذلك بمشاركة ومساعدة إتحاد البلديات في المنطقة”.
وختم الحمرا بأن “هدف البلدية لا يقف عند حدود معالجة هذه المشاكل الكبيرة فحسب، بل هناك العديد من المشاكل المخفيّة، التي نسعى إلى حلّها أيضاً”.