16 تشرين الثاني، تاريخ قد لا يكون ذكره مهماً عند البعض، الا انه من أهم الايام لدى البيئيين في الدرجة الاولى، وموقع greenarea.info في الدرجة الثانية، يليهما كل مواطن مهتم بالقضايا البيئية.
يحتفل لبنان في هذا التاريخ بيوم البيئة الوطني، كما يستذكر موقعنا انطلاقته الاولى ( غير الرسمية) في مجال محاربة الفساد وحمل راية النضال البيئي للسنة الثانية، ربطاً بتجاربه ووصوله الى أفضل المراتب بين كافة المواقع العالمية .
لمناسبة هذه الذكرى، حدّد وزير البيئة محمد المشنوق في العام 2014 ، 22 أمنية كان من المفترض أن تشكّل سكّة طريق الوزارة، أبرزها تقليص أثر الأزمة السورية على البيئة في لبنان وفتح صفحة جديدة في تاريخ إدارة النفايات الصلبة في لبنان والتقدم في تنفيذ خارطة الطريق لمكافحة تلوث بحيرة القرعون واستكمال الإجراءات الفنية والإدارية اللازمة لمحاولة فتح موسم الصيد وحماية الطيور المهاجرة وتحديث الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه.
اما في العام 2015، فقد قال المشنوق وبالفم الملآن : ” إن البيئة في لبنان ليست جيدة.. و يبدو أننا لا نعكس محبتنا للوطن على محبتنا للبيئة فيه. إن التدهور البيئي مكلف في لبنان وهو بقيمة 756 مليون دولار في السنة، وادى النزوح السوري الى لبنان الى زيادة هذا التراجع بما نسبته نحو 57 مليون دولار في السنة.. لنكن واضحين إن موضوع النفايات الصلبة في لبنان بات أزمة على الصعيد الوطني تنقلنا فيها بحثا عن المطامر وينتهي الواقع اليوم بحثا عن البواخر للشحن الى الخارج بعدما عجز الوطن كله عن ايجاد مطمرين بينما الوطن كله يقبل ب 760 مكب عشوائي تؤدي الى هدر كبير في البيئة والى إساءة لمواردنا السطحية والجوفية.” وأكّد على ان : “اليوم الوطني للبيئة ليس بخير” !!!
خلاصة الخطابين، ان الواقع البيئي ليس بخير، وان والآمال المعقودة على مدى السنوات المتتالية باءت بالفشل، والواقع يثبت ذلك .
فالنفايات افترشت طرقات لبنان على مدى سنتين والمطمر تحوّل الى مطامر متفرّقة في كل شارع وحيّ، التلوّث تعدّى بحيرة القرعون ليطال الليطاني والعاصي ومواقع أخرى، مواسم الصيد تفتتح ولا تختتم على هوى الصياد ونشاطاته. تلوّث بيئي تحوّل الى آخر صحي واقتصادي واجتماعي ، والايام تمرّ والذكرى تعود بحالة يرثى لها أكثر من السنوات السابقة.
هكذا هو واقع لبنان البيئي، واقع حمل موقع greenarea.info، راية محاربته دفاعاً عن البيئة والانسان، وان لم نستطع تعداد انجازات وزارة البيئة اللبنانية خدمة للوطن، فإن تطوّر موقعنا في ها المجال يتصدّر العناوين، وفي كل عرس كان له قرص !
فقد احتلّ خبراء الموقع البرامج الحوارية البيئية في وقت استفحلت فيه قضية النفايات، بينما رفع الموقع الصوت عالياً رافضاً المطامر والمحارق كأفضل الحلول المطروحة. كما شكّل المرجع الرئيسي العلمي لاي تحقيق بيئي مهما اختلفت المواضيع محلياً، عربياً وعالمياً.
وبالتالي، إن التغطية التي يوليها موقعنا لمؤتمر المناخ في مراكش، تماماً كما كانت في مؤتمر باريس، شاملة بالكمية والنوعية . وأكبر دليل على ذلك، المتابعة الكثيفة من دولة المغرب لموقعنا في الاسبوع الاخيرالذي صادف بداية انعقاد مؤتمر المناخ، مع دخول ما يقارب 7,268 زائر لتصفّح اهم المواضيع التي تتابع هذا الحدث البيئي العالمي. فضلاً عن تراوح الاعداد ما بين 1200 و 2500 زائر من مختلف الدول العربية من مصر الى الاردن، الكويت ، الامارات والسعودية.
وبينما لا تقتصر المعالجات على قضايا بيئية عربية، لا تغيب المشكلات العالمية عن مضامين الموقع، الامر الذي رفع أعداد المتابعين بشكل تصاعدي من كندا واستراليا الى الاميركيتين ومختلف الدول الاوروبية لتتراوح بين2000 و 7000 زائر ..
صحيح ان الأمل في وزارة البيئة اللبنانية وفي إمكانية التغيير خيّب في السنوات الاخيرة، الا أن وعد موقعنا لمتابعيه في محاربة الفساد البيئي مهما اختلفت الجهات الداعمة له، قد ثبّت وترجم واقعاً، فكم من مشروع عرقل بسبب تدخّل الخبراء وكم من صفقة كانت لتنجز لولا الرقابة التي مارسها موقعنا على كل الخطوات.
مليونان و39 الفاً و342 متابع شهريّ لموقعنا من داخل لبنان، ساعدوا بحلوله في المرتبة العاشرة محلياً بين كافة المواقع الالكترونية، وضمن ال10,000 موقع عالمياً .
في اليوم الوطني للبيئة، أخفقت الوزارة المعنيّة بجعل الذكرى مميّزة ، موقع greenarea.info، بعتاده وعديده ومتابعة القرّاء، سيتابع مسيرة النضال ضد الفساد البيئي علّه يحقق ما فشلت الدولة في تحقيقه، عسى ان تكون مناسبة اليوم الوطني للبيئة العام المقبل بداية لتعميم مفهوم المواطنية البيئية بشكل ملموس وواضح ، فنحن “نعكس محبتنا للوطن على محبتنا للبيئة فيه”
