محمد الجنون – الاخبار
باشرت وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة الطاقة والمياه و”مؤسسة كهرباء لبنان”، بتنفيذ إجراءات عملية ترحيل المعدَّات والمحوِّلات الكهربائية الخارجة عن الخدمة، التي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من المواد الكلورية السامَّة إلى فرنسا.
تندرج عملية الترحيل ضمن إطار مشروع “إدارة الملوثات العضوية الثابتة من نوع البيفينيل المتعدد الكلور في قطاع الكهرباء”، الذي يشرف عليه البنك الدولي، وتُسهم فيه وزارة البيئة ومؤسسة كهرباء لبنان، على أن يستمر المشروع على خمس سنوات (1 أيار 2015 – 30 حزيران 2020). ووصلت مساهمة مرفق البيئة العالمي عبر البنك الدولي في المشروع إلى مليوني و538 الف دولار، فيما تساهم وزارة البيئة بمليونَين و 495 ألف دولار، و”مؤسسة كهرباء لبنان” بمليونَين و205 آلاف دولار.
ومنذ تشرين الأول الماضي، تواصل شركة Polyeco اليونانية أعمالها الميدانية لتفكيك وتوضيب 72 طناً من المحوِّلات (25000 محوِّل) والمواد الملوثة، والمعدَّات الخارجة عن الخدمة في شبكات الإنتاج والنقل والتوزيع التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان، في 9 مواقع تابعة للمؤسسة، من ضمنها معملا الجية والذوق، وذلك بناءً على عقدٍ بين وزارة البيئة والشركة موقّع في 14/4/2016 للقيام بعمليات تفريغ المعدات وتفكيكها وتوضيبها. وفي الأسبوع الماضي، قام وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال محمد المشنوق، والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، والممثل الإقليمي للبنك الدولي فريد بلحاج، بجولةٍ في معمل الذوق الحراري، لمواكبةِ أعمال التفكيك والتوضيب، وعرض الأعمال الميدانية التي قامت بها شركة Polyeco، بإشراف من فريق عمل المشروع في كافة المواقع، إذ اعتمد معمل الذوق الحراري كموقعٍ مؤقت لتجميع هذه النفايات بغية ترحيلها إلى الخارج.
ومع هذا المشروع الذي يهدف إلى إزالة التلوث من المعامل الكهربائية، تُطرح مشكلة معمل الجيّة الحراري مجدّداً الذي لا يزال يلفظ سمومه، ما يطرح تساؤلاً عن مدى “الجدوى” الفعلية التي يمكن أن يحققها المشروع من أجل الحد من سموم المعمل. ففي الأيام الماضية، غطّى الدخان الأسود المنبعث من معمل الجية الحراري بلدات الجية وبرجا وجدرا في ساحل إقليم الخروب الشمالي، الأمر الذي استنفر أهالي المنطقة الذين لوَّحوا بالتصعيد. وفي اتصالٍ مع “الأخبار”، أشارت “مؤسسة كهرباء لبنان” إلى أنّ “عطلاً فنياً طرأ على أحد الحرَّاقات في المعمل، الأمر الذي أدى إلى انبعاث الدخان الأسود، وقد عولج العطل في ساعته”. وأكَّدت المؤسسة “التزامها ما ورَد في بيانها الصادر في 30/7/2016، عقِب الاحتجاجات الشعبية التي جرت أمام معمل الجية الحراري والباخرة التركية “أورهان باي”، لناحية الإجراءات التي تهدف إلى التحكم بعملية حرق الفيول وانتظام عمل مجموعات الإنتاج في المعمل، وإبرام عقد لتركيب أجهزة OXYGEN METER على كل مجموعات الإنتاج في المعمل، واستقصاء أسعارٍ لشراءِ كاميراتٍ ليليةٍ لمراقبةِ المداخنِ، وتأهيل أنظمةِ التحكمِ الخاصة بعمليةِ حرقِ الفيول”.