وسط التعقيدات المستمرة على صعيد مباحثات المناخ في مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ Cop22، المنعقد حاليا في مراكش،يتجه المنظمون للإضاءة على مشاريع الاستدامة والممارسات البيئية السليمة، والوقوف على تجارب ناجحة في هذا المجال من دول وبلدان عدة، وبدا الأمر وكأن ثمة توجها لتظهير الجانب المضيء في المؤتمر، كي لا تكون قمة مراكش محكومة بسقوف دون التوقعات على صعيد تكريس اتفاق باريس، الذي يواجه تحديات لن يتمكن المؤتمرون من تخطيها في هذا المؤتمر.
لقد أضفت هذه الفعاليات حيوية في أروقة المؤتمر، وهي بالتأكيد تطلبت جهودا تنظيمية كبيرة، من قبل اللجنة المولجة تنظيم الكوب، وهي إلى حد بعيد بدت سمة خاصة من سمات هذا المؤتمر الذي تحتضنه مراكش للمرة الثانية.

بديل غذائي

وفي هذا السياق، شارك greenarea.info بفعالية نظمتها “جمعية أمل للتنمية” في معرض متخصص في المجالات الزراعية في المنطقة الخضراء التي تحتل مساحة واسعة من الموقع المخصص للمؤتمر، تناولت محصول “الكينوا” Quinoa، المعروفة بأنها تمد الجسم بالطاقة الغنية بالمغذيات الطبيعية وتزود الجسم بالطاقة.
وعلى هامش هذه الفعالية، أكد رئيس الجمعية المستعد بالله عبد الحفيظ بأن “نبتة الكينوا تعتبر أجود منتج سحري مقاوم للجفاف والملوحة، ويعتبر في الوقت عينه بديلا غذائيا غنيا ورخيص الثمن”.
ورأى المستعد بالله أن “الكينوا تدخل ضمن البدائل الزراعية المعروف أنها تتكيف مع التبدلات المناخية، وقادرة على مواجهة ندرة المياه، الناجمة عن الاستغلال المفرط للموارد المائية”، وأكد أن “زراعة هذه النبتة لا تتطلب إلا كميات قليلة ومحدودة جدا من المياه”، ولفت إلى أن “الكينوا قابلة للتكيف أيضا مع أنواع التربة المختلفة، بما فيها التربة المالحة منها”.
وقال المستعد بالله أن “الدورة الزراعية لنبات الكينوا تتراوح في العادة بين 90 كحد أدنى و120 يوما كحد أقصى منذ زراعتها حتى أوان حصادها”، منوها بأن “طول الكينوا قد يتجاوز في بعض الأحيان المئتي سنتيمرا”.

تعبئة المجتمع المدني

وأكد أن الكينوا ذات القيمة الغذائية المرتفعة جدا، تحتوي على نسبة عالية من البروتينات تتخطى ما هو موجود في اللحوم الحمراء، كما أنها غنية بالألياف والمعادن كالمانيزيوم والمنغنيز والزنك والفيتامين (ب)، وأضاف أن “من بين نقط قوة هذا المنتج، خلوه من مادة الكلوتين الضارة.”
وعن مشاركة الجمعية في معرض المجالات الزراعية بالمنطقة الخضراء في “كوب 22″، أشار المستعد بالله إلى أن هذه المشاركة تستهدف تعبئة المجتمع المدني من أجل الترافع لدى صانعي القرار، لدعم زراعة هذه النبتة البديلة التي تم إدخالها من أميركا الجنوبية وتحديدا دولة بوليفيا، وتجريبها في مجموعة من المناطق المغربية كقلعة السراغنة التي تنتمي إليها الجمعية، وأعطت نتائج جد مشجعة.
وتهدف “جمعية أمل للتنمية”، إلى تثمين المنتج المحلي وحماية الموارد الطبيعية في المغرب، مع البحث عن بدائل تعوض الاستخدام المكثف للموارد المهددة، فضلا عن البحث عن منتوجات زراعية قابلة للتكيف مع التغيرات المناخية، خصوصا الجفاف، الذي أصبح هيكليا في عموم مناطق البلاد، كما تعتبر النجاعة الطاقية من خلال تعويض استخدام الغاز وسيلة لضخ المياه بالبدائل الطاقية الجديدة خصوصا الطاقة الشمسية.
كما أن الجمعية تتقاسم مع شركائها الوطنيين والدوليين هم التغير المناخي، حيث تحظى بدعم المؤسسات الحكومية المغربية، خصوصا وزارة البيئة والمنظمات الدولية بما فيها هيئة الأمم المتحدة، من خلال برنامجها الإنمائي الذي يعتبر الداعم الرئيسي للجمعية في مشاريعها الهادفة إلى التخفيف من أثر الغازات الدفيئة، والتكيف مع حالات الندرة المائية الراهنة.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This