أُعلِن الثلاثاء في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) ضمن فعاليات مؤتمر المناخ المنعقد حاليا في مراكش، عن شراكة بين 23 دولة ومؤسسة بما في ذلك المغرب، والمملكة المتحدة، ألمانيا وجزر مارشال وأربع مؤسسات دولية، لتنفيذ اتفاق باريس التاريخي بشأن تغير المناخ، خصوصا ما يتصل به من أهداف التنمية المستدامة ((SDGs، والمساهمات المقررة على الصعيد الوطني Nationally Determined Contributions المعروفة اختصارا بـــ INDCs.
ويترأس مبادرة الشراكة هذه كلٌّ من المغرب وألمانيا، وهي قدمت منصة فريدة من نوعها لتمكين البلدان النامية والمتقدمة من تحقيق الالتزامات المناخية الوطنية في إطار اتفاق باريس والمتعلقة بأهداف التنمية المستدامة، وضمان تلقي الدول النامية الدعم التقني والمالي الذي تحتاجه لتحقيق الطموح المناخي بشكل ممكن سريع وفعال، خصوصا وأنه كما بات معلوما، لكي يكتب لهذه الجهود النجاح، يجب على الحكومات والمؤسسات الدولية والجهات الفاعلة غير الحكومية إيجاد طرق جديدة لتبادل المعلومات، وتبادل وتنسيق العمل المشترك، سواء على الصعيد العالمي أو على المستوى الوطني.
وقالت الدكتورة حكيمة الحيطي Hakima El Haite بطلة المناخ والوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، والطاقة والمناجم والمياه في المغرب في مقابلة: إن خطط المناخ الوطنية، أو INDCs، هي في صلب اتفاق باريس”، وأضافت “تأتي هذه الشراكة في المساهمات الوطنية INDCs في الوقت المناسب لتسريع عمل المناخ في كافة أنحاء العالم، وهذه الشراكة تمثل منصة تعاونية حيوية لمساعدة البلدان في تضمين مساهماتها الوطنية الخاصة بها في كافة القطاعات وعلى جميع مستويات صنع القرار، ومن خلال هذه الشراكة، نساهم في إشراك القطاع الخاص بشكل أكبر وتشجيع التعاون فيما بين بلدان الجنوب، وجعل المانحين أكثر استجابة لاحتياجات البلدان، وهذه الشراكة تعتبر نوعا من المبادرات الذكية، وهو المنحى والإتجاه الذي نحن بحاجة إليه لتحقيق تعهدات اتفاق باريس”.
وتؤيد ألمانيا تمويل المناخ الدولي، وساهمت في هذه الشراكة بـ 2،7 مليار يورو في العام الماضي، وتهدف إلى زيادة هذا الدعم إلى 4 مليارات يورو بحلول العام 2020، وقال الدكتور غيرد مولر Gerd Müller، وزير التعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا الاتحادية في هذا السياق أن “الوقت للعمل المناخي هو الآن”، وأضاف “إن الهدف من وراء الشراكة هو أن نتمكن من معالجة أفضل لتغير المناخ، ودعم التكيف معه، من خلال حشد نقاط القوة والمعرفة التي لدينا، وإذا حاولنا المضي كل على حدة في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، فسوف نفشل، أما إذا تمكنا من دعم بعضنا البعض في شراكة حقيقية، فسوف ننجح”.
وأشارت وزيرة البيئة الألمانية باربرا هندريكس Barbara Hendricks إلى أن “تنفيذ المساهمات المقررة على الصعيد الوطني NDCs، هو في الوقت الحالي موضوع عاجل على جدول أعمال المجتمع الدولي في مجال المناخ”، وأضافت إن “الشراكة في NDCs ستلعب دورا حيويا في تنسيق ومواءمة الجهود الرامية إلى دعم البلدان النامية في تحقيق إجراءات المناخ المحلية”، وقالت: “أنا مقتنعة أن هذه هي الفرصة الوحيدة لدينا للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى ما دون 2 درجة مئوية والحفاظ على 1.5 درجة مئوية، وإنه هدف في متناول اليد إذا حولت جميع الأطراف بشكل أسرع وبشفافية خططها المناخية الوطنية إلى عمل مع الإتجاه نحو مزيد من الطموح”.
وقال الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد الموارد العالمية World Resources Institute الدكتور أندرو ستير Andrew Steer: “إن قيادة العمل الوطني المناخي في الوقت الذي تتسارع فيه التنمية الاقتصادية يتطلب سياسات ذكية، السياسة الذكية والحصول على وسائل التمويل الحديثة والمعرفة والتكنولوجيا، وقد تم تصميم هذه الشراكة بدينامية جديدة للمساعدة، سواء في زيادة الاستثمارات في التكنولوجيا النظيفة، وفتح مجالات تمويل المناخ، أو تسليط الضوء على أفضل الممارسات، وهذا التحالف العالمي يساعد في تقديم الدعم للبلدان متى وأين كانوا في حاجة إليها”، وأضاف “وقد حض اتفاق باريس لتوفير تدفق هائل من المساعدة التقنية لتسريع الانتقال إلى اقتصاد خالي من انبعاثات الكربون، ولكن هذه البرامج تتطلب المزيد من التنسيق لجعلها فعالة وطموحة وفعالة، وتساعد هذه الشراكة في الربط بين النقاط، وضمان أن هذه الجهود هي أكثر تأثيرا عندما تكون الدول متضافرة معا، من أن تكون من تلقاء نفسها”.
وقال نائب وزير الموارد الطبيعية والبيئة في فييتنام فو توان نهان Vo Tuan Nhan “الحقيقة أن البلدان النامية لن تصل إلى أهدافها التنموية إذا لم يتم التصدي لتغير المناخ، ونستطيع ويجب علينا العمل على تسريع وتيرة إجراءات الحد من تغير المناخ والتنمية في وقت واحد، هذا ما تمثله هذه الشراكة، وهذا هو السبب في أننا سعداء جدا بالمشاركة”.
ولفتت نائب رئيس مجموعة البنك الدولي للتنمية المستدامة HYPERLINK “http://www.worldbank.org/en/topic/sustainabledevelopment”World Bank Group, Sustainable Development لورا تاك Laura Tuck إلى أن “هذه الشراكة ستساعد الدول والخبراء الفنيين والمستثمرين من القطاع الخاص، والمؤسسات المتعددة الأطراف على العمل بشكل أسرع وأكثر تماسكا، في التصدي لتحديات المناخ والتنمية”، وأضافت “هذا الأمر سوف يضمن أيضا أن الدول سيكون لديها إمكانية الوصول إلى الحلول التي تناسب احتياجاتها، فضلا عن المعرفة والمهارات اللازمة لوضعها موضع التنفيذ، ونحن نتطلع إلى أن نكون عضوا فاعلا في الشراكة والمساهمة في نجاحها”.
وتتخذ هذه الشراكة نهجا ثلاثي الأبعاد لقيادة التحركات للحد من تغير المناخ وبشكل طموح مسترشدة بالحاجات والأولويات القطرية:
1-إنشاء ونشر منتجات المعرفة التي تعزز وترفع الوعي، للوصول إلى المبادرات المتاحة للحصول على الدعم لجهة الأدوات والموارد، بما في ذلك التمويل.
2-تيسير تقديم المساعدة التقنية، وبناء القدرات على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، من خلال تعزيز مزيد من التعاون بين وكالات البيئة والتنمية.
3-تسهيل تعزيز الدعم المالي لبرامج الدعم NDC الثنائية والدولية الحالية والجديدة.
وقد تم الإعلان أيضا عن “متصفح مبادرات وتمويل المساهمات الوطنية” NDC Funding HYPERLINK “http://ndcpartnership.org/initiatives-navigator”&HYPERLINK “http://ndcpartnership.org/initiatives-navigator” Initiatives NavigatorHYPERLINK “http://ndcpartnership.org/initiatives-navigator”، وهو قاعدة البيانات الإلكترونية الأكثر شمولا في العالم لمبادرات التمويل والدعم للحد من تغيرات المناخ، وقد وضعت بالتعاون مع الإتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ UNFCCC، والحكومة المغربية و”الجمعية الألمانية للتعاون الدولي”Deutsche Gesellschaft für Internationale Zusammenarbeit المعروفة اختصارا بـ GIZ، ويمكن هذا المتصفح البلدان المستفيدة من تحديد الأموال والمبادرات التي يمكن أن تعجل العمل في مجال المناخ والتنمية، بالإضافة إلى أن الفهم الأفضل للدعم المتاح، يساعد أيضا المانحين بجعل برامجهم أكثر استجابة وفعالية، واعتبارا من تاريخه، يغطي هذا المتصفح أكثر من 300 من الصناديق الثنائية والمتعددة الأطراف، فضلا عن دعم المبادرات ذات الصلة لتنفيذ المساهمات الوطنية، والتي تمتد عبر 17 قطاعا.
