بدأ يشغل العالم من جديد، إنه مرض التليف الرئوي، ولكن تم الإعلان مؤخرا عن علاج جديد ومتطور للحد من خطورته، كونه ينتشر في الجسم دون سابق إنذار، ودون أي عوارض مسبقة، فهذا المرض يبدأ تدريجيا بتلف الرئة، مترافقا في ما بعد مع ضيق حاد في التنفس قد يصل الى الوفاة المفاجئة، وفي هذا السياق، كان لا بد من الاطلاع على التليف الرئوي مع ذوي الاختصاص في أمراض الرئة، ومعرفة سبل الوقاية وكيفية مواجهته قبل ان يتلف الرئة ما يؤدي إلى موت المريض اختناقا.
المرض بسطور
إن مرض التليف الرئوي مجهول السبب، وبحسب دراسة علمية نشرت في “مجلة الطب” في نيوإنغلند في شهر أيار (مايو) 2014، فإن انتشار هذا المرض ما زال مجهول السبب، ومن المحتمل ان يتزايد بفعل التعرض لعوامل عديدة خطيرة من بينها التدخين، والتعرض للتلوث البيئي، فضلا عن التاريخ العائلي للمريض، ويعتبر العلاج الجديد خطوة مهمة لجهة إبطاء تطور المرض بشكل مستمر، كونه يؤدي إلى انخفاض حجم الهواء الكلي في الرئة بنسبة 50 بالمئة لدى مختلف فئات المرضى المصابين به.
بالمقابل، وفقاً للتوصيات الصادرة عام 2015 عن الجمعية الأميركية للأمراض الصدرية، والجمعية الأوروبية للأمراض التنفسية، والجمعية اليابانية للأمراض التنفسية، والجمعية الأميركية اللاتينية للأمراض الصدرية مجتمعة، فإن العلاج الجديد لمرض التليف الرئوي قد اثبت أنه فعّال على المدى الطويل، ويقلل بشكل ملحوظ من خطر تفاقم المرض بشكل حاد بنسبة 68 بالمئة.
وبات علاجه متوفرا في لبنان، وحصل على موافقة منظمة الـ FDA، والعلاج مهم جدا للمرضى المصابين بالتليف الرئوي، كونه يساهم في الحد من تفاقمه، بحيث أصبح هناك أمل للمرضى المصابين بهذا المرض الصامت.
لا إحصاءات في لبنان
في هذا الاطار اوضحت الاخصائية في أمراض الرئة الدكتورة ميرنا واكد لـ greenarea.info أن “سبب المرض ما زال مجهولا، كما وأن الناس لا تعرف الكثير عنه، فهو ليس بجرثومة او ما شابه، اذ يشعر المصاب به بضيق تنفس تدريجيا، خصوصا عند القيام بأي حركة او اثناء المشي كون هذا المرض يتسبب بنشفان الرئة، وبالتالي كمية الاوكسيجين تصبح قليلة، وهو المرض الأكثر انتشاراً في العالم ويشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة، إذ إن ما بين 70 و80 بالمئة من المرضى يموتون خلال 5 سنوات فقط من تاريخ تشخيصه، والجدير ذكره ان علاجه مرتفع الثمن الا ان الوزراة الصحة تؤمنه”.
أبرز ما توقفت عنده الدكتورة واكد أن “الاصابة به تزداد بفعل التعرض الى بعض المهن الاكثر تلويثا، كالعمل في المعامل التي لا تلتزم بالشروط البيئية والصحية، ومثال على ذلك تنشق الاميانت، كما وانه ليس هناك من احصاءات عن الاصابة بالمرض في لبنان، لهذا نطلب من اي شخص يعاني من ضيق تنفس حاد التوجه الى الطبيب المختص في الرئة، والخضوع لعدة فحوصات طبية”.
مرض نادر
أما الاخصائي في أمراض الرئة الدكتور جودي بحوث، فاوضح لـgreenarea.info بأن “مرض التليف يبدأ من السعال وضيق التنفس تدريجيا، حيث نصادف حوالي 12 حالة مرضية منه سنويا، والاسباب متعددة، ابرزها التدخين وغياب تأمين كل عناصر السلامة الصحية في المعامل الصناعية”.
بدوره شدد الاخصايي في أمراض الرئة الدكتور جورج خياط على اهمية الوقاية، وقال لـ greenarea.info: “ان التليف الرئوي مرض نادر ينهك المريض ويقضي على حياته، ولا تزال ترتفع معدل الوفيات المصابين به، حيث بلغ عددهم نحو 3 ملايين شخص في كل أنحاء العالم، ما يعني ان المرض يتطور بشكل متقلب وغير متوقع، ومع الوقت تتدهور تدريجياً وظائف الرئة لدى المريض ولا يعود بالإمكان علاجها”.
تحسين ظروف العمل
بالمقابل، رأى الاخصائي في العناية الفائقة والرئة الدكتور عبدو علم ان “خطورة مرض التليف الرئوي شبيهة بخطورة تليف الكبد، وقال لـ greenarea.info: “مهما بلغت خطورة المرض فمن المؤكد أنه من خلال التوعية نستطيع الحد منه، وهو ينتشر ما بين عمر 40 سنة و 60 سنة، وهو يقضي على الرئة تدريجيا كما هو الحال بالنسبة للكبد، ولهذا تكمن اهمية اكتشافه مبكرا”.
اخيرا اعتبر الاخصائي في الامراض الجرثومية الدكتور الياس الهرواي انه لا بد من التشديد على تحسين ظروف العمل كونها تزيد من انتشار المرض، وقال لـ greenarea.info: “بعدما تبين لنا ان مرض التليف الرئوي اما ان ياتي من دون سبب نجهله او تنشق ملوثات حسب المهنة التي يعمل بها العامل في الدهان والتعرض الى الاميانت، حيث يشعر المصاب به بسعال شديد وضيق تنفس حاد ما يتطلب اجراء الفحوصات الطبية الضرورية كفحص كمية الاوكسيجين في الرئة، واجراء سكانر او صورة شعاعية للرئة”.
