بدا واضحاً خلال العام الجاري توجه كبريات شركات السيارات في العالم نحو إنتاج سيارات تعمل على الكهرباء، مدفوعة بأسباب لا علاقة لها بتغير المناخ، وإن زينت هذا التوجه بشعارات وإعلانات، وبدا واضحاً أكثر أن هذه الشركات تريد المنافسة والاستحواذ على حصة من هذا السوق، واللحاق بركب الشركات التي وطدت تجربتها في إنتاج سيارات صديقة للبيئة، ومنها على سبيل المثال الشركة الأميركية الرائدة “تيسلا” و”نيسان” اليابانية، ولاحقا “رينو” وبيجو” الفرنسيتين وغيرها.

لكن ما يثير الاهتمام ما أعلنت عنه مؤخرا شركات عالمية قررت دخول سوق السيارات الكهربائية، ولا سيما منها “دايملر” الألمانية صانعة سيارتي “مرسيدس” و”سمارت”، و”جاغوار” الإنكليزية، و”بي إم دبليو” الألمانية، وهي استشرفت أن هذا النوع من السيارات يبشر بمستقبل واعد، أخذا في الاعتبار تطور التكنولوجيا الحديثة في مجال تخزين الكهرباء، وفي مجالات تقنية عدة، خصوصا لجهة الابتكار والتصنيع، فضلا عن تعميم البنى التحتية الضرورية للسيارات الكهربائية في المدن كالمحطات الخاصة التي تزودها بالطاقة، إلا أن العامل الأهم يبقى متمثلا بالمستهلك، فالإقبال على السيارات الكهربائية في ازدياد، إذ بدأت تتقلص كلفة التصنيع لصالحه، ومن جهة ثانية بدأت الشركات تطور أنواعا من السيارات الرياضية السريعة.

وفي ما يلي، آخر ما تم الكشف عنه في هذا المجال:

 

بي إم دبليو

 

بالنسبة لـ “بي إم دبليو”، نشرت صحيفة “ويلت آم سونتاج” Welt am Sonntag الألمانية الأسبوعية أن “الشركة المصنعة للسيارات الفارهة تعتزم طرح نسخة جديدة من سيارتها الكهربائية “آي.3” A,3 العام المقبل (2017) بتصميم حديث، وبطارية تعمل لمسافة أطول.

وبحسب الصحيفة أيضا، فإن “بي إم دبليو” ستجري تعديلات على مقدمة السيارة ومؤخرتها، وتزويدها ببطارية تعمل لمسافة أطول من الحد الأقصى الحالي البالغ 300 كيلومتر، وأضافت أن الزيادة ستقل عن 50 بالمئة.

وترددت “بي إم دبليو” في الإسراع بخطى تطوير سيارتها الكهربائية الجديدة، نظرا لأن الاستثمار الباهظ السابق لم يجلب سوى مبيعات ضعيفة، إذ تم بيع 25 ألف سيارة فقط من طراز آي.3 العام الماضي. وسعيا لزيادة المبيعات رفعت “بي إم دبليو” مدى البطارية في السيارة “آي.3 سيتي” بنسبة 50 بالمئة العام الجاري.

 

دايملر

 

قال رئيس إدارة الأبحاث والتطوير في شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات إن دايملر تعتزم استثمار ما يصل إلى عشرة مليارات يورو (11 مليار دولار) في تطوير سيارات كهربائية.

وتستثمر الشركات الألمانية بشكل كبير في السيارات الكهربائية، وكانت تتجنبها في الماضي بسبب ارتفاع تكاليفها ونطاق تشغيلها المحدود، ولكنها الآن تستفيد من التقدم الذي حدث في الآونة الأخيرة في تكنولوجيا البطاريات، ورد الفعل العنيف ضد الأدخنة الناجمة عن الديزل.

وأدى الآن التقدم التكنولوجي لزيادة مدى سيارة كهربائية بما يصل إلى 50 بالمئة إلى تحفيز شركتي فولكسفاغن ودايملر وموردين مثل بوش وكونتننتال على القيام باستثمارات ضخمة.

وقال توماس فيبر لصحيفة شتوتغارت تسايتونغ يوم السبت “بحلول 2025 نريد تطوير عشر سيارات كهربائية بناء على نفس التصميم “من أجل هذا الحملة نريد استثمار ما يصل إلى عشرة مليارات يورو”.

وأضاف أن ثلاثة من النماذج ستكون سيارات سمارت، وذلك بفضل البطاريات الأكبر التي ستمكنها من زيادة مدى المسافة التي تقطعها إلى 700 كيلومتر.

وفي سبتمبر أيلول قال شخص مطلع على خطط دايملر إن الشركة تعتزم طرح ما لا يقل عن ستة طرز لسيارات كهربائية في إطار حملتها للمنافسة مع تيسلا وأودي لشركة فولكسفاغن.

 

جاغوار لاندروفر

 

وفي سياق متصل، وبحسب “رويترز”، قالت شركة “جاغوار لاندروفر” أكبر مصنع للسيارات في بريطانيا، إنها تريد صنع سيارات كهربائية في بريطانيا في خطوة تعزز القطاع في المملكة المتحدة بعد التصويت لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

وصنعت الشركة ذات الملكية الهندية أقل بقليل من ثلث السيارات المصنعة في بريطانيا العام الماضي، والتي بلغ عددها 1.6 مليون سيارة. وعرضت أول سيارة كهربائية لها في وقت سابق هذا الشهر (تشرين الثاني/نوفمبر) والتي ستصنع في النمسا.

وأشار الرئيس التنفيذي رالف سبيث إلى أن الشركة التي تدير ثلاثة مصانع سيارات في وسط وشمال إنكلترا يمكن أن تنقل المزيد من الانتاج إلى بريطانيا.

وقالت متحدثة رسمية إن سبيث قال في اجتماع صناعي “نريد تصنيع سياراتنا الكهربائية في وست ميدلاندز في المكان الذي نصمم فيه وننفذ أعمالنا الهندسية.”

وكان سبيث قال لـ “رويترز” في أيلول (سبتمبر) الماضي إن من المنطقي تصنيع بطاريات وسيارات كهربائية في السوق الأم بريطانيا إذا توفرت الظروف، ومن بينها التجارب والدعم العلمي.

وأعلنت بريطانيا في وقت سابق عن تمويل إضافي بقيمة390  مليون جنيه استرليني (485 مليون دولار) لدعم التكنولوجيا الصديقة للبيئة، وذلك في أعقاب مجموعة مقترحات تهدف لجعل البلد محورا للابتكار.

وقالت “جاغوار لاندروفر” إنها لن تعلق بشأن موعد بدء تصنيع سيارات كهربائية في بريطانيا أو الوظائف الجديدة المحتملة.

وسوف يعتبر أي إنتاج مستقبلي خطوة جديدة لدعم قطاع صناعة السيارات بعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، بعدما قالت شركة صناعة السيارات اليابانية “نيسان” إنها ستصنع طرازين جديدين في أكبر مصنع للسيارات بالبلاد، عقب تعهد بتوفير دعم حكومي.

وتريد جاغوار لاندروفر أن تتوفر نصف سياراتها بنسخ كهربائية بحلول نهاية هذا العقد، بعد أن عرضت أول سيارة كهربائية لها في معرض لوس أنجلوس للسيارات في وقت سابق هذا الشهر.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This