بدأ موضوع النقل المستدام يحتل حيزا كبيرا من اهتمام الأمم المتحدة، نظرا لما لهذا القطاع من أهمية في مجال التخفيف من الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ولحاجة هذا القطاع في تكريس التنمية في البلدان النامية.

وفي هذا المجال، اختتمت الأمم المتحدة المؤتمر للنقل المستدام Global Sustainable Transport Conference أعماله أمس الأحد 27 تشرين الثاني (نوفمبر) في مدينة عشق آباد Ashgabat، عاصمة دولة تركمانستان، وهو المؤتمر الدولي الأول الذي تنظمه الأمم المتحدة في هذا المجال.

وقد تركزت محاور نقاش المجتمعين من أكثر من 50 دولة على احتياجات الدول في هذا المجال، وبالتحديد الدول النامية والفقيرة، وسبل تمويل النقل المستدام، وتمت المصادقة على “بيان عشق أباد على التعهدات والتوصيات المتعلقة بالسياسات الهادفة إلى دعم وسائل نقل أنظف وخضراء”، بدلا من أنظمة النقل المحلية للشبكات المتعدد الوسائط القائمة في كافة أنحاء العالم.

 

التصدي لتغير المناخ

 

وقال وو هونغبو Wu Hongbo وكيل الأمين العام للأم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الحفل الختامي إن “المؤتمر قد أحرز نجاحا مهما في تحقيق التوافق بين الوفود على الأهمية القصوى للنقل المستدام في التصدي لتغير المناخ، وتحقيق التنمية المستدامة”.

وقال هونغبو أيضا إن عدم إدخال تغيير في قطاع النقل سيحول دون تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتصدي بنجاح لتغير المناخ. وأضاف، في مؤتمر صحفي عقد في عشق آباد، أن النقل هو القوة الدافعة للنمو بأبعاده المرتبطة بالاقتصاد والمناخ والمجتمع، وشدد أيضا على أهمية التعاون الإقليمي والدولي في هذا الشأن.

وطالب هونغبو بتعبئة مليارات الدولارات من الاستثمارات وإيجاد أطر تنظيمية وقانونية للمضي قدما في مجال تأمين مواصلة تعزيز قدرات البلدان النامية، بما يمكنها من التوجه نحو الأهداف المرجوة.

 

دعم وتحقيق التنمية

 

وبحسب هونغبو أيضا، فقد تم تحديد مجالات التعاون الإقليمي والدولي المشترك بعيدة المدى، في سبيل تنفيذ التوصيات المتعلقة بالسياسة العامة، منوها بالإجراءات الملموسة التي تم تحديدها لتحريك العالم نحو نموذج جديد وأساسي للنقل المستدام، وقال “استشرافا للمستقبل، يجب علينا أن نستخدم فهمنا المشترك لتعزيز النقل المستدام للجميع، من خلال تعزيز التزاماتنا، وإقامة تحالفات جديدة وتحويل سياساتنا”، وأضاف أن القرارات السياسية اللازمة لتلبية الاحتياجات بطريقة منخفضة الكربون، تتطلب دمج وسائط النقل، والاستفادة من الفرص التكنولوجية المتاحة.

وقال غِيان شاندرا أشاريا Gyan Chandra Acharya الممثل السامي للدول الأقل نموا إن “النقل المستدام يمثل تحديا لجميع البلدان”، وخصوصا الأقل نموا والنامية غير المطلة على البحار والدول الجزرية الصغيرة النامية.

ورأى أن من بين تلك التحديات التي تواجه سكان هذه المجموعة من الدول والمقدر عددهم بمليار ومئة مليون شخص، ارتفاع تكلفة النقل، وعدم قدرة بعض الدول على الوصول إلى البحار، ومحدودية النقل الجوي، وصعوبات تأمين الاستثمارات والشراكات.

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر ضم أصحاب المصلحة الرئيسيين من الحكومات ومنظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، فضلا عن القطاع الخاص، والمجتمع المدني، تحت عنوان الحوار والتأكيد على الطبيعة المتكاملة والشاملة للنقل المستدام وأدواره المتعددة في دعم وتحقيق التنمية.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This