الظواهر الغريبة لا تنتهي، فلا يكاد يمر يوم دون أن تطالعنا من مختلف أنحاء العالم صورة لمخلوق غريب، أو لظاهرة تثير فينا الدهشة، فالأمور اللامعقولة تظل موضع اهتمام ومتابعة من قبل الجمهور من جهة والعلماء وأهل الاختصاص من جهة ثانية، لأنها تثير فينا فضول المعرفة في محاولة لتفسيرها من منظور علمي، يضع حدا لتأويلات غالبا ما تكون مرتبطة بخرافات وترهات.
وهذه المرة، جاءت الصورة الغريبة من بريطانيا، وهي لثعلب أسود، ربما هو الأول من نوعه من حيث لونه الغريب وغير المألوف، إذ لم ترصد حالات مماثلة من قبل، بحسب موقع “دايلي ميل” Daily Mail البريطاني.
خلل جيني نادر
وبحسب ما تناقلته مواقع عالمية، فقد رصَد سكان يقطنون بالقرب من مقلع للصخور في مدينة دورست Dorset الواقعة في جزيرة بروتلاند Isle of Portland الإنكليزية مخلوقا عجيبا، يظن الناظر إليه للوهلة الأولى أنه كلب ذو فراء أسود وذيل منفوش، لكن في واقع الأمر، فإن هذا الكائن الغامض هو ثعلب أسود نادر.
وبحسب خبراء في مجال العلوم الطبيعية، فإن “هذا الحيوان الغريب ذو اللون غير المعهود من قبل، نتج عن خلل جيني نادر، وقد تم التقاط صورة له وهو يجري في منطقة سكنية في مدينة دورست.
ويقول بول ستيفنز Paul Stevens (67 عاما، إنه لم يصدق عينيه في بادىء الأمر عندما التقط صورا لهذا المخلوق الأسود العجيب، لافتا إلى أن “الثعالب السوداء غير معروف أنها موجودة في بريطانيا”، منوها إلى أن البعض كان قد شاهد عددا قليلا منها في السنوات الأخيرة.
وتقول لورين Lorraine زوجة ستيفنز إنها شاهدت بالصدفة هذا الثعلب الأسود من نافذة غرفة نومها يوم السبت 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، بينما قام ستيفنز المهندس المتقاعد بإحضار الكاميرا الخاصة به لالتقاط صور لهذا الثعلب النادر، لكنه بمجرد أن خرج كان الثعلب قد اختفى، لكن لحسن حظ ستيفنز أنه خمن اتجاهه وتمكّن من التقاط صورة له، ويقول ستيفنز “كان هذا صباح السبت عندما صرخت زوجتي فجأة (انظر) فنحن نسكن بالقرب من أحد المقالع”.
حذر للغاية
ويضيف ستيفنز “لقد رصدته زوجتي من نافذة غرفة النوم وبعدها ركضت على السلالم لأحضر الكاميرا، لكن الثعلب كان قد جرى بعيدا لذا اضطررت إلى أن أغامر بتخمين اتجاهه ولحسن الحظ كنت على حق، وبعدها قمت بالالتفاف حوله وحدق في وجهي لأقرّر ما إذا كنت سأبقى أم أركض”، ويتابع: “كان الثعلب حذرا للغاية، والتقط له بعض الصور قبل أن يلوذ بالفرار، ولم أر هذا النوع من الثعالب قط، وفي بداية الأمر بدا وكأنه متطابق مع الثعلب الأحمر لكن بصرف النظر فقد كان هذا الثعلب لونه أسود بالكامل مع بقعة بيضاء في آخر الذيل، وكان الأمر صادما لي لأنني لم أكن أعلم بوجود مثل هذا المخلوق من قبل”.
ويعتبر الثعلب الأسود في الواقع نسخة من “الثعلب الأحمر” Red fox، كما أن ألوان الثعالب تتراوح ما بين الأحمر والأسود، وعادة ما يُنظر إلى الألوان غير العادية للثعالب قبل أن تنمو على أنها غطاء كستنائي داكن، ومع ذلك فإن بعض الثعالب الحمراء يمكن أن تكون سوداء بسبب خلل وراثي نادر يعود تاريخه إلى مئات السنين.
