تتوالى تداعيات التغير المناخي لتظهر بأشكال مختلفة في كافة أصقاع الكرة الارضية ، وبينما تتفجّر فيضانات في بلدان، وانهيارات ثلجية او زلازل في دول أخرى، تترجم جفافاً وشحّاً في الامطار في المناطق العربية وأكبر دليل على ذلك، انعدام هطول الامطار في لبنان في فترة يفترض ان تشهد شتاءاً قاسياً نسبياً.
لم يعد هناك من جدل حول الاسباب المتعددة التي ساهمت في خلق ظاهرة التغير المناخي، تماماً كتلك الاخرى التي ما زالت تدعم انتشار هذه الظاهرة وتفاقمها سنة تلو أخرى.
ورغم ان الشريحة الكبرى من الناس تدعم قضية محاربة التغيرات المناخية وتعمل للحد منها، الا أن شريحة أخرى – على رغم قلّتها – وبغضّ النظر عن صحة موقفها او عدمه، فهي لا تعترف بتلك الظاهرة من الاساس او ربما تدعم نظرية البدعة التي تحدث عنها الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب.
بعيداً من الخوض في تلك المسألة الجدلية التي قلبت الرأي العام البيئي ضد ترامب والتي أقلقت صناع القرار في الدول الداعمة لظاهرة التصدي للتغير المناخي.. لا بد من الاشارة الى أمر ربما يكون ترامب بنفسه قد دلّنا عليه، ويعتبر من اهم اسباب الاحتباس الحراري وانعدام هطول الامطار، تستعمله أميركا كما روسيا بطريقة سرية بشكله الجديد، بينما سبق واستعمل علناً في الصين وروسيا باستراتيجيته القديمة..
فمع ارتفاع عدد السكان وازدياد نسبة استهلاك المياه ،استخدمت الصين عملية ” استمطار الغيوم” او ” cloud seeding ” التي هي عبارة عن اطلاق رصاصات من اسلحة ثقيلة تحتوي على silver iodide إلى الغيوم. لأنه يعتقد بأنها تعمل على تكثيف الرطوبة مسببة هطول الأمطار. تستثمر الصين هذه العملية بكثرة إذ تستخدم أكثر من 12.000 بندقية مضادة للطائرات وقاذفات صواريخ بالإضافة إلى 30 طائرة. وقد استخدمت هذه العملية لتزويد الفلاحين بالمطر تجنباً للجفاف وملء الأحواض المائية، كما أنها تعمل على تبريد الجو بالأيام الحارة.
عملياً، تحدث العاصفة المطرية بعد تكاثف الرطوبة حول الجزيئات في الهواء مسببة ارتفاع مستوى الإشباع إلى درجة تؤدي إلى هطول الأمطار. وبالتالي فان ” استمطار الغيوم ” يساعد بشكل أساسي على زيادة النواة ليتكاثف حولها الماء. هذه النواة قد تكون من الأملاح، كلوريد الكالسيوم، جليد جاف أو silver iodide وهذا الذي يستخدمه الصينيون بسبب شكله المماثل لبلورات الثلج، بينما يستخدم كلوريد الكالسيوم في المناطق الدافئة أو الاستوائية.
وفي سابقة من نوعها، نجحت الصين في العام 2008، في التحكم بالطقس وإنقاذ مراسم افتتاح الألعاب الأولمبية التاسع والعشرين من البلل. فقد أطلقت الحكومة الصينية من 21 موقع في المدينة ما يقارب 1.104 صاروخ لتفريق الأمطار، ومنعت بنجاح من امتداد المطر إلى داخل الملعب الوطني الأولمبي، وبذلك بقيت السماء صافية والحضور جافاً والألعاب النارية ولا أروع. والجدير بالذكر بأنها المرة الأولى في تاريخ الألعاب الأولمبية التي يستخدم فيها تقنية للتلاعب بالطقس.
اما في روسيا، فغالباً ما يكون الطقس جيداً في احتفالات يوم النصر في التاسع من ايار / مايو، والسبب يعود الى أن موسكو تلجأ على مدى السنوات الأخيرة إلى تقنية التحكم بالأحوال الجوية لتفريق السحب قبيل العروض التي تجري في هذه ذكرى يوم النصر.
وتسمى هذه التقنية بشكل غير رسمي بعملية ” إعدام الغيوم”، وكانت قد ظهرت في زمن الاتحاد السوفييتي، وتجري عملية تفريق السحب بحد ذاتها على مسافة تتراوح ما بين 50 ـ 150 كم عن المكان الذي يحتاج إلى طقس ملائم. ويُستخدم فيها مزيج من حبيبات ثاني أوكسيد الكربون والنتروجين السائل أو الإسمنت وذلك بحسب نوع الغيوم، وبالمحصلة تتركز الرطوبة على نويات الكاشف المنثور، وبذلك تسبح السحب ” منزوعة الرطوبة” باتجاه موسكو، أما السحب القوية الماطرة فيجري تشتيتها بمركّب يوديد الفضة.
لا يقتصر الموضوع على الدول الاجنبية، بل نشرت الصحف العالمية والعربية قيام دولة الامارات العربية المتحدة بتكوين نحو خمسين عاصفة مطرية اصطناعية خلال صيف العام 2010، باستخدام أجهزة تعمل على “تأيين- Ionize” الغيوم لتكثيفها.
… بين عملية الصين وروسيا، تُعرّف الموسوعات العلمية عملية “تغيير الطقس” على أنها- التلاعب أو التحويل المتعمّد لعوامل الطقس. ويُعتبر التلاعب بالغيوم أو “استمطار الغيوم Cloud seeding” الشكل الأكثر انتشاراً للتلاعب بالطقس، لزيادة كمية المطر أو الثلج المتساقط، وزيادة الموارد المائية.
كما يمارس إخماد البرد والضباب كثيراً في المطارات، وقد يهدف التلاعب بالطقس أيضاً الى الحد من تأثيراتهِ المدمّرة كالأعاصير والبرد.
وبالتالي فان تلك العمليات ليست محرّمة دولياً .. الا انه عندما يُوظّف التلاعب بالطقس لاستحصال عوامل ضارة موجهة ضد عدوٍ ما، فأنه يتخذ شكل السلاح العسكري أو الإقتصادي، وهذا ما حرّمتهُ الأمم المتحدة والذي لم تلتزم به الولايات المتحدة الاميركية التي يجاهر رئيسها بأن “التغير المناخي خدعة” وهي التي تبنّت سلاحاً غير مكشوف الآثار وعملت وما زالت على تطويره .
” هارب” HAARP ” هو اسم مختصر لأحد المشاريع المهمة (غير المعروفة على نطاق واسع) في أبحاث الدفاع الأميركية، ويعني: “برنامج الشفق النشط عالي التردد”،أثار جدلاً واسعاً بشأن إمكانياته التلاعب بالطقس وإحداث الزلازل وأمواج تسونامي، والتشويش على أنظمة الاتصالات العالمية، وأشياء أُخرى. هو عبارة عن منظومة من الهوائياتAntennas العملاقة القوية عددها 120 قادرة على خلق “تعديلات محلية مسيطر عليها من طبقةالأيونوسفير”. والتي تمثل الطبقات الاعلى من الاتموسفير او الغلاف الجوي المحيط بالكرة الارضية . ويتم ذلك بواسطة بث حزم راديوية عالية التردد الى طبقة الايونوسفير لخلق تشويه محلي محسوب في هذه الطبقة تعمل كقرص عاكس لهذه الحزم وارجاعها بترددات مختلفة للمناطق المستهدفة على سطح الكرة الارضية
وتتم هذه القدرات عن طريق ارسال وبث حزمة كهرومغنطيسية هائلة تقدر 3.6 جيجا وات اعلى بكثير من المسموح به ، موجهة إلى الطبقة العليا من الغلاف الجوي بدقة عالية، لتنتج، سلاحاً كهرومغنطيسياً ذا استطاعة جبارة. يمكن تشبيهه بسيف عملاق من الموجات المصغرة، الذي يمكن لأشعته أن تتركز في أية نقطة على الكرة الأرضية. ويالتالي ان استخدام وتطوير نتائج هذا المشروع له نتائج كارثية لان اطلاق حزمات موجية عالية الطاقة (ليزرية او جسيمية)تصل لمستوى القنابل النووية يؤدي الى نتائج تدميرية هائلة.
ويعتبر مشروع( هارب) للتلاعب بالمتغيرات المناخية احد وجوه حرب النجوم وشكل من اشكال اسلحة الابادة الجماعية حسب راي المفكر والكاتب العالمي الدكتور ميشيل شسودوفسكي في بحثه.
ووفقاً للموقع الرسمي للمشروع على الانترنت، يتم تعريف “هارب” على أنه: “مشروع علمي يهدف لدراسة خصائص طبقة الأيونوسفير والتركيز على فهمها وتوظيفها لدعم وتعزيز أنظمة الاتصالات والمراقبة، للأغراض العسكرية والمدنية”. ويعترف الموقع بأن التجارب تستخدم الترددات الكهرومغناطيسية لإطلاق حزم موجّهة من الطاقة النبضية لتحفيز “منطقة محدودة من الأيونوسفير بصورة مؤقتة”.
اما العالم الدكتور نيكولاس بيجيتش الذي يشارك بنشاط في حملة عامة ضد مشروعHAARP – يوضح: “إن هذه التكنولوجيا الفائقة القوة تقوم باطلاق موجات راديوية مكثفة radiowave – تستطيع أن تزيل بعض المناطق من الغلاف الجوي المتأين (الطبقة العليا من الغلاف الجوي) من خلال تركيز الاشعاع وتدفئة تلك المناطق. بعدها تستطيع الموجات الكهرومغناطيسية الموجهة ان ترتد مرة أخرى إلى الأرض وتخترق كل شيء ، الأحياء منهم والأموات “. (
في السياق نفسه، الدكتورة روزالي بارتيل المتخصصة في تأثيرات الاشعاعات تتحدث عن مشروع “هارب” بأنه “السخان العملاق الذي يمكن أن يسبب خللا كبيرا في الأيونوسفير ، حيث انه لا يقوم بخلق ثقوب فقط ، ولكن شقوق طويلة في هذه الطبقة الواقية من الإشعاعات القاتلة التي تقصفنا من بقية الكواكب.”
في المقابل، يقّر بعض العلماء أن التلاعب بالطبقات الجوية الحساسة عمداً يمكن أن تكون له عواقب جسيمة…وكارثية. ويُقدم الباحثون عن الموضوع، ومنهم: د. ميشيل شوسدوفسكي من جامعة أوتاوا، ود. نيك بيجيتش من ألاسكا، براهين تدعم فرضية أن ذلك التلاعب قد يُستخدم لإحداث الزلازل والتأثير على الأعاصير والسيطرة على الطقس.
لا يمكن حصر المعلومات عن هذا السلاح بمقال واحد، وبانتظار تحضير الجزء الثاني الاساسي من هذا الموضوع، ووفقاً للمعلومات المذكورة وتعنّت الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب واعتباره التغير المناخي خدعة .. هل أوقع نفسه وبلده في ورطة اعتبار أميركا وتبنّيها لهذا السلاح وقيامها بالتجارب حوله المسبب الرئيسي لعملية التغيّر المناخي ؟ !