حققت دولة فلسطين إنجازا مهماً على مستوى العمل البيئي والتنموي، متفوقة على دول عربية تملك إمكانيات أكبر وظروفا أفضل من حيث الموارد والبنى التحتية، وتمكنت من الفوز بالمركز الثاني في “جائزة التقنيات الصديقة للبيئة للعام 2016” من “جامعة الدول العربية”، وقد أعلنت نتائجها قبل يومين خلال الدورة الـ 28 لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، في مقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة.
ويأتي هذا الإنجاز ليؤكد كم تملك فلسطين من كوادر علمية شابة، وطاقات واعدة، خصوصا وأن ثمة الكثير من الإنجازات في مجال الطاقات المتجددة، جاء معظمها كردِّ فِعلٍ تحدّى من خلاله الفلسطينيون ظروف الحصار، خصوصا في قطاع غزة.
إنجاز فلسطيني
وبحسب “وكالة معاً الإخبارية“، فقد حصل المهندس محمد هشام يحيى على الجائزة مناصفة بين دولة فلسطين وجمهورية مصر العربية، في بحثه المقدم بعنوان “توربين الرياح العمودي المُصنَّع من النفايات الصلبة”، وهو مشروع تقني هندسي إنتاجي صديق للبيئة ومنتج للطاقة الكهربائية، ويمكن تطبيقه في الدول العربية بتكثيف جهود من الكفاءات وتمويل من الحكومات.
وهنأت رئيسة سلطة جودة البيئة المهندسة عدالة الاتيرة، الباحث المهندس محمد هشام يحي من مدينة رام الله على نيله الجائزة، وقالت: “إن سلطة جودة البيئة تشجع مثل هذه المشاريع والمبادرات الصديقة للبيئة التي تساهم في تحقيق مفاهيم التنمية المستدامة”.
وثمنت الاتيرة جهود الشباب الفلسطيني في السعي نحو الابتكارات العلمية والتكنولوجية على مستوى العالم، مشيرة إلى أن “نيل يحيى للجائزة إنجاز فلسطيني يضاف إلى سجل الانجازات التي حققتها دولة فلسطين في المحافل العربية والدولية”.
وأشارت الاتيرة إلى ان النماذج الفلسطينية الصديقة للبيئة تأتي في سياق مساعي دولة فلسطين في المشاركة الدولية في تعزيز المفاهيم البيئية والاقتصاد الأخضر، وتجسيداً لاستراتيجية سلطة جودة البيئة في العمل نحو حماية البيئة الفلسطينية.
تقليص التلوث وإنتاج الكهرباء
وتكمن فكرة المشروع الأساسية في إعادة تدوير واستغلال عدة أنواع من النفايات الصلبة صعبة التحليل وكثيرة التلوث، وإدخالها مع مواد عدة أخرى بهدف إنتاج صفائح ذات ابعاد هندسية بشكل دقيق، لتكون في النهاية المرواح التوربينية في مواد الطاقة الكهربائية لتوليد التيار الكهربائي من خلال استغلال طاقة الرياح الطبيعية، والجمع بين تقليص التلوث من النفايات الصلبة من جهة، وتوليد الطاقة الكهربائية من جهة ثانية.
يشار إلى أن الباحث يحيى (24 عاما) من مدينة جنين، وهو مهندس “ميكاترونيكس” في مجال الطاقة والتخطيط وإدارة الأعمال، ويعمل في مجال البحث والتطوير لمختلف المنتجات الصناعية والتطبيقية لتحسين الإنتاج، ويعمل مهندس بحث وتطوير في المجال الأمني في جهاز الأمن الوقائي، وأعد عدداً من البحوث الخاصة المتعلقة بمشاريع الطاقة المتجددة وإعادة تدوير الكرتون ودراسات الجدوى ودراسات البيئة.
ودرس يحيى البكالوريوس في جامعة بيرزيت هندسة “ميكاترونيكس” وتخرج منها في العام 2014، ويحمل شهادة دبلوم إدارة الأعمال من “جامعة إنديانا” في الولايات المتحدة الأميركية، ويعتبر سفير جامعة بيرزيت لمدارس فلسطين لإرشاد طلبة الثانوية العامة في دراسة تخصصه الأكثر طلباً في السوق، ولديه العديد من الدورات التدريبية في مجال جميع مرافق مصنع الاسمنت، وفي مجال الكترونيات السيارات والحساسات ومجال أنظمة التحكم الدقيقة وفي مجال تصميم المباني معلوماتيا.
ثقافة الطاقة الخضراء
وفي سياق آخر، تنفذ “مؤسسة الرؤية العالمية لتشجيع استخدام الطاقة النظيفة” مشروعا يستهدف ثلاثين مدرسة في الضفة الغربية، بعنوان: “نحو إنتاج طاقة مستدامة في فلسطين” يعود بالنفع على 30 ألف طالبٍ وطالبة، ينفذ خلال 3 سنوات بدءاً من عام 2015 حتى 2017، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، وسلطة الطاقة والمصادر الطبيعية، وبتمويل من “مؤسسة الرؤية العالمية” ووزارة التعاون الألماني BMZ.
وتتلخص أهداف المشروع في تزويد محطات لإنتاج الطاقة الشمسية في مناطق نابلس وسلفيت وجنين، ويشمل 15 مدرسة في منطقة جنين، بالإضافة إلى 7 مدارس في منطقة سلفيت و8 أخرى في منطقة جنوب نابلس، بالإضافة إلى محطة طاقة مركزية في بلدية يعبد، (100 كيلوواط) ستمدُ بدورها الطاقة النظيفة لعشر مدارس أخرى بالمنطقة.
ويساهم المشروع، وفق منسقه علي عبدو، في رفع المستوى الأكاديمي والخدماتي في المناطق المستهدفة، من خلال عائدات إنتاج الطاقة الشمسية، واستخدامها في تحسين البيئة التعليمية في المدارس المستهدفة، ورفع مستوى الوعي البيئي وثقافة الطاقة الخضراء، من خلال النشاطات اللامنهجية وحملات التوعية، إضافة إلى التدريب الفني والأكاديمي في المواقع المستهدفة.
وبحسب “وكالة وطن للأنباء“، فإن مبدأ عمل نظام توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، يتلخص في الآلية التي تعمل بها الألواح الشمسية على تحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية على شكل تيار كهربائي ثابت، فيما يقوم المحول (الإنفيرتر) بتزويد المنشأة بتيار كهربائي متردد بالتوازي مع شبكة الكهرباء.
ووفق مسؤولة الإعلام في “مؤسسة الرؤية العالمية” هند شريدة، فإن إنتاج 1 كيلوواط من الطاقة المتجددة من خلال تقنية الخلايا الشمسية، سيحافظ على البيئة ويقلل من استخدام: 105 غالون ماء، 77 كلغ من الفحم الحجري، و300 غالون من ثاني أوكسيد الكربون.