تحتمل أشهر السنة في موروثنا الشعبي الشيء ونقيضه، كأن يقال مثلا: “شباط اللباط” و”شباط إن شبط ولبط ريحة الربيع فيه”، أو “برد التشارين (تشرين الأول والثاني) ينفذ إلى المصارين” بقابله “بين تشرين وتشرين صيف ثان”، أو ما يقال عن شهر آذار “بآذار فلت بقراتك بالدار”، أي أن الربيع أطل ونما العشب، وأن يقال أيضا “آذار في سبع تلجات كبار ما عدا الزغار”، وثمة الكثير من الأمثلة والأقوال الشعبية تعتبر بعض نتاج خبرات الأجداد المتوارثة جيلا عن جيل.
لكن ما يمكن ملاحظته في هذا المجال، أن أحدا لم يدنُ من شهر كانون (الأول والثاني، وهو أبدا “فحل الشتاء”، ولشهر كانون هيبته، ويبدو أن هذه السنة سيكون هذا الشهر أبيض، على الأقل فوق تلالنا وجبالنا.
العاصفة “نويل”
وبدأت اليوم فعالية العاصفة “نويل” ومن المتوقع أن تعلن عن نفسها أمطارا وسيولا وثلوجا على الجبال ليل الثلاثاء الأربعاء 13 – 14 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وبحسب “مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية” LARI في تل عمارة – البقاع، التي أطلقت اسم “نويل” Noel على العاصفة القادمة، فإن “المنخفض الجوي يبدأ تأثيره مساء اليوم الاثنين 12/ 12/ 2016 مع امطار وبرق ورعد، تشتد فعالية المنخفض “نويل” الثلاثاء 13/ 12/ 2016 مع رياح جنوبية غربية قوية، امطار غزيرة وبرق ورعد وزخات من البرد وتتشكل السيول مع تساقط الثلوج على 1800 متر”.
وبحسب المصلحة أيضا “تشتد فعالية المنخفض “نويل” يوم الاربعاء 14/ 12/ 2016 ليصبح الطقس عاصفاً وبارداً مع زخات من البرد وتشكل السيول، وتتساقط الثلوج صباحاً على 1400 متر (ضهر البيدر، ترشيش) ويحتمل ان يمتد تساقطها تدريجياً الى 1000 متر والبقاع، مع ازدياد حدة الصقيع ويتوقع تراكم ثلوج كثيفة على 1500 متر وما فوق”.
وأشارت المصلحة إلى أن “حدة المنخفض “نويل” تخف الخميس مع ازدياد البرودة واستمرار احتمال تساقط امطار وثلوج متفرقة، يحتمل تشكل الجليد مساءً على 1000 متر والبقاع وتخف حدة الرياح”، ولفتت إلى “تجدد المنخفض “نويل” الجمعة 16/ 12 والسبت 17/ 12 مع امطار متفرقة وثلوج ربما تصل الى 1000 متر والبقاع”.
طقس العرب
وبحسب موقع “طقس العرب” الأردني المتخصص، فإن “لبنان يتأثر تدريجياً بمنخفض جوي وكتلة هوائية باردة ورطبة يومي الثلاثاء والأربعاء، بينما يسبق تأثيره أحوال جوية غير مستقرة يوم الاثنين، بحيث يتوقع هطول زخات رعدية محلية من المطر تكون غزيرة أحياناً، لا سيما شمالاً، هذا وتكون درجات الحرارة أعلى بقليل من معدلاتها السنوية العامة، واحتمالات الهطول ستتناقص مع ساعات المساء وأول ساعات الليل مؤقتاً”.
ويطرأ انخفاض على درجات الحرارة لتكون أدنى بقليل من معدلاتها السنوية العامة، ويتوقع هطول الأمطار على فترات في أجزاء متفرقة من لبنان وتكون أكثر غزارة على السواحل، وتكون مصحوبة بالرعد وتساقط زخات البرد أحياناً. واعتباراً من ساعات المساء وخلال الليل تشتد الهطولات وتشمل أغلب مناطق لبنان، ولفت الموقع إلى أن “الثلوج ستتساقط نهاراً على الجبال التي تزيد عن 1800م تمتد ليلاً الى 1600م ومن ثم 1500م عن سطح البحر، وتكون الرياح جنوبية غربية نشطة السرعة على فترات”.
اشتداد البرودة تدريجياً
ويستمر صباح الأربعاء هطول الأمطار الغزيرة على فترات، تترافق مع عواصف رعدية أحياناً، وربما تساقط زخات البَرَد، كما تهب رياح غربية شديدة السرعة قد تتجاوز بعض هباتها 100 كلم على فترات ويكون البحر هائجاً، كما تتساقط الثلوج فجراً على الجبال التي تزيد عن 1500م تمتد صباحاً الى 1300م ومن ثم ظهراً الى 1000-1050م وما فوق.
وبينما يستمر اشتداد البرودة عصراً ومساءً، يتزامن مع ارتفاع الضغط السطحي نتيجة ابتعاد المنخفض الجوي، وبالتالي سيتزامن مع تراجع الفعالية الجوية وتناقص احتمالات الهطول، وفي حال توافر الهطول عصر ومساء الأربعاء فإنه سيكون على شكل زخات ثلج بدءاً من 900م عن سطح البحر.
خلال ساعات ليلة الأربعاء – الخميس تتناقص الغيوم وتميل الأجواء للاستقرار، وتتحول الى شديدة البرودة، ويتوقع تشكل الجليد بدءاً من 900م وفي مناطق سهل البقاع.
العاصفة “جيمي”
واستبقت “مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية” LARI العاصفة المتوقع أن تطل وتنشط في العشرين من الشهر الجاري، وأطلقت عليها اسم “جيمي” GEMI، إلا انه يصعب من الآن قراءة وعرض تفاصيل أكثر، ومن المتوقع أن ترد معلومات أكثر دقة من الأرصاد حولها تباعا، ويوما بيوم.
لكن بات مؤكدا، أن فترة الأعياد ستكون “بيضاء”، وهذا ما أكده أيضا الأب إيلي خنيصر على صفحته على فيسبوك، إذ أشار إلى أن “المنخفض الجوّي يدخل الأجواء اللبنانية مساء الإثنين، وقد سلك خط البحر المتوسط متغذيا من رطوبة البحر التي تخطت الـ 85 بالمئة في الأجواء، وسيصطدم مع تقدم الساعات بالكتلة القطبية التي تسيطر فوق جنوب تركيا، فتتساقط امطار متفرقة مساء الإثنين الى ان يتعمّق بين الساعة التاسعة والعاشرة قبل ظهر الثلاثاء.