سامر الحسيني – السفير
برغم التلوّث الذي يكلّل البقاع من شماله إلى جنوبه، إلا أن هناك فسحة بيئية سليمة تحمل اسم «حمى عنجر». بقعة تجهد بلديتها للحفاظ عليها وحمايتها من كل ما يهدّدها من ملوّثات.
في هذا الإطار، استعرضت البلدية أمس، كل خطواتها وأعمالها من أجل حماية الواقع البيئي، لأنه يؤدي حكماً إلى حماية الحياة الإنسانية، بحسب رئيس البلدية فارتكس خوشيان.
أشار خوشيان إلى أن الصعوبات لا تكمن في عملية التنظيف إنما في مواصلة حماية النظيف في ظل هجمة التلوّث.
هذا العرض للواقع البيئي في عنجر، جرى في حضور ومشاركة المدّعي العام البيئي في البقاع القاضي محمد مكاوي، رئيس اتحاد بلديات البقاع الأوسط محمد البسط، رئيس بلدية مكسة عاطف الميس، رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين، رئيس بلدية كفرزبد عمر الخطيب ونائب رئيس الاتحاد درغام توما.
ضمن سياسة عدم الانتظار، باشرت عنجر عملية عزل للمجاري المائية ونهر عنجر الذي يُعرَف باسم نهر الغزيل وعملت على تنظيف الحمى وحمايته من خلال منع أي كان من تحويله إلى مكبّ للنفايات.
ورصدت كاميرا متحركة أولى النتائج الإيجابية التي أظهرت وجود ما يُطلق عليه «ثعلب المياه» الذي لا يمكنه العيش إلا في بيئة نظيفة. لذلك فإن محدودية هذه البيئة المحصورة بطول خمسة كيلومترات، تحول دون تكاثره لأن عائلة «ثعلب المياه» التي يصل عدد أفرادها الى حدود 15 ثعلباً، تحتاج إلى مساحات أوسع إذ إن المساحات الضيقة تؤدي إلى قضاء القوي على الضعيف.
إضافة إلى ما تقدّم قامت شابات من عنجر باستعراض أصناف عدة من الحياة الحيوانية الفريدة، بدءاً من النعار السوري، إلى القط البري والضبع المخطط والواوي والنيص والغرير. وهي كلها حيوانات موجودة في عنجر ومحمية من همجية الصيادين، خصوصاً أن هذه الحيوانات غير قاتلة بل تخاف من الإنسان وهي ضرورية من أجل التنوع البيولوجي.
عملت عنجر على اتخاذ الكثير من الخطوات لحماية البيئة بدءاً من عمليات تشجير انطلقت في العام 2011، شملت زرع نحو 50 ألف شجرة صنوبر عاش منها 35 ألفاً، ومنع حوالي 20 راعياً من الاقتراب من هذه النصوب التي انتشرت على طول 45 هكتاراً، وتمّ تحويل بعضهم الى القضاء، كما جرى تسطير محاضر ضبط بحقهم وغرامات وصلت إلى حدود 20 مليون ليرة لبنانية ما شكّل رادعاً للرعاة بعدم الاقتراب بقطعانهم من الأشجار.
يزور عنجر سنوياً أكثر من 3 آلاف زائر جميعهم من خارج عنجر وهم يقصدونها للاطلاع على الواقع البيئي السليم والمتمثّل بجزيرتها.