يقول المثل الشعبي “لا تعلم يدك اليسرى ما تفعله اليد اليمنى”، لكن الابحاث العلمية تشير إلى ان اليد اليسرى تتنبه إلى حركة يدك اليمنى أكثر مما تظن.
بحسب بحث علمي أجري في “جامعة تل أبيب” في فلسطين المحتلة، وجد الباحثون ان الاشخاص الذي قاموا بتحريك اصابع اليد اليمنى، في وقت كانوا يحدقون في يدهم اليسرى مستخدمين تقنية الواقع الافتراضي الثلاثي الابعاد، استطاعوا استخدام يدهم اليسرى بشكل فعال بعد تمارين عدة.
البحث الذي نشره موقع Cell Reports قبل أسبوع يقدم استراتيجية جديدة في مجال العلاج الفيزيائي للاشخاص الذي يعانون من قصور في حركة اليدين.
وتقوم فكرة هذا البحث على خداع ذهني، وهو يمثل مزجاً فريداً بين استخدام علوم التكنولوجيا وعلوم الاعصاب. حيث تمرن ٥٣ مشاركاً في البحث على استخدام اليد اليمنى في حين كانت تقنية الواقع الافتراضي تريهم اليد اليسرى.
وبعد ان تم تحليل بيانات هذا التمرين، تبين ان أداء وحركة اليد اليسرى تحسن بشكل كبير، وذلك من خلال القيام بحركات اكثر دقة وفي وقت اسرع من السابق، ولكن التحسنات الأكثر وضوحاً التي استطاع الباحثون التقاطها، كانت اثناء رصد شاشة الواقع الافتراضي لليد اليسرى في حين ان اليد اليمنى هي التي كانت تتحرك من خلال كف اصطناعي.
كذلك جرى رصد حركة الدماغ اثناء القيام بهذا التمرين – الخدعة، حيث تم توثيق عمل الفص الجداري الأعلى للدماغ عند ١٨ من المشاركين في البحث، اثناء خداع اليد اليسرى بتقنية الواقع الافتراضي، وتبين انه بمقدار زيادة نشاط هذا الجزء من الدماغ، كانت تزداد حركة اليد اليسرى.
ومن اليدين إلى القدمين، تظهر خلاصة بحث نشرته دورية “نايتشر”، ان الرياضي الذي يتسابق بساق تعويضية يسرى قد يعدو ببطء أكثر من المنافس ذي الساق التعويضية اليمنى في الألعاب الأوليمبية للمعوقين، لأن السباقات تجري في عكس اتجاه عقارب الساعة.
ويعتقد أن السرعة التي يجري بها الناس حول منحنى تكون محدودة بالقوى المبذولة بواسطة الساق الموجودة داخل المنحنى. ولاختبار ذلك، قاس باحثون في “جامعة كولورادو بولدر” سرعات عدو 11 رياضياً يستخدمون سيقاناً تعويضية. كان أصحاب ساق تعويضية واحدة أبطأ بنسبة 3.9 بالمئة في المتوسط عندما كانت سيقانهم الاصطناعية داخل المنحنى، مقارنة بالحال نفسه عندما كانت الساق تجاه الخارج.
أبحاث علوم الاعصاب، لا تتوقف عند هذا الحد، حيث تبين ان الفروق في نشاط المخ بين قسميه الأيمن والأيسر سبب عدم قدرة الأشخاص، في أغلب الأحيان، على النوم جيداً في البيئات الجديدة. التقط باحثون من “جامعة براون” في ولاية رود أيلاند، صورا لأشخاص أثناء نومهم في بيئات غير مألوفة لهم، وقاس الفريق نشاط الموجة البطيئة، وهي إشارة مصاحِبة لمرحلة نوم حركة العين غير السريعة. في أول الليل، وجد الفريق ضعف نشاط الجزء الأيسر من المخ بالمقارنة بنشاط النصف الأيمن، وهو التأثير الذي تلاشى في الليالي التالية. كما اكتشف الباحثون أيضا أنه بتشغيل أصوات بالقرب من الأذن اليمنى، يعالجها قسم المخ الأيسر، أدى ذلك إلى تنشيط المخ بقدر أكبر، بالمقارنة بالفعل ذاته بالقرب من الأذن اليسرى، ولذا كان للأذن اليمنى تأثير أشد في إيقاظ الشخص النائم.
ويفترض المؤلفون أن عدم استغراق أحد قسمي المخ في النوم العميق قد يرجع إلى حاجته إلى البقاء يقظا في البيئات الجديدة.