لامس الجليد سواحل لبنان، في ظاهرة قلما نشهد مثيلا لها، فمنذ سنوات طويلة لم يطرق الجليد أبواب المناطق المتاخمة للبحر، خصوصا في مدينة الشويفات التي عانت من الجليد فجر اليوم الثلاثاء 20 كانون الأول (ديسمبر) 2016، حتى أن الجليد لامس المناطق القريبة من بيروت، ولا سيما منطقة الجمهور والفياضية.
وقد كبل الجليد سائر المناطق الجبلية في لبنان، ابتداء من المناطق التي تعلو 700 متر عن سطح البحر، وأعاق حركة السير، ومنع المواطنين من التوجه إلى أعمالهم باكرا، فيما أقفلت المدارس في بعض المناطق أبوابها، ويستعد المواطنون لاستقبال عاصفة جديدة، وبدأوا يتحضرون لها بالتزود بالمؤن والمحروقات.
6 أطنان من الملح
وأشار مصدر مسؤول من “مركز جارفات الثلوج في المديرج” لـ greenarea.info إلى “تدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في معظم المناطق الجبلية، وقد عمل عناصر المركز على إزالة الجليد مستخدمين آليتين (ملاحتين) وما يقدر بحوالي 6 أطنان من الملح.
وفتحت الملاحات الطرقات المتفرعة من مركز المديرج ابتداء من الثالثة وحتى السابعة صباحا بكل الإتجاهات، من المديرج إلى عين دارة شارون العزونية (عاليه) عين زحلتا (الشوف)، أغميد والصفا، وإلى حمانا (المتن الأعلى وصولا إلى الخلوات، قرنايل، بزبدين، جوار الحوز كفرسلوان، ومن المديرج إلى بحمدون، القرية، الشبانية وقبيع وغيرها.
وذكر المصدر أن “الطرقات التي تتدفق إليها المياه في بعض البلديات، وتساهم السيارات بتوزيع المياه التي تفيض من العبارات و(المزاريب) ما يساهم بظهور الجليد”، كما أكد المصدر الحرص على عدم زيادة كمية الملح المستعملة بهدف حماية المياه الجوفية من التلوث بنسب عالية من الملح نتيجة التسرب”.
وأهاب المصدر “بالبلديات التعاون معنا بالعمل على منع المياه من التسرب إلى الطرقات للحد من تشكل الجليد ومنع فيضان المياه أو توجيهها إلى الطرقات، ما يضطر عاملي المركز استعمال الملح بكميات أكبر، فضلا عن حصول حوادث خطرة نتيجة التزحلق وما تلحقه من أضرار جسيمة”.
الأب خنيصر
وأشار الأب خنيصر على صفحته على “فيسبوك” إلى أن “أجواء باردة تسيطر على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، بسبب اجتياح كتلة قطبية للمنطقة، تبدأ بالانحسار اعتباراً من صباح يوم الأربعاء، موعد وصول منخفض جوي غزير الأمطار نحو قبرص ولبنان وفلسطين وسوريا”.
وأضاف: “من ناحية أخرى، تساهم المرتفعات الجوية فوق القارة الأوروبية بتحويل مجرى المنخفضات الجوية نحو تركيا وبلدان الشرق الأوسط، فالخيرات تتجه تدريجياً نحونا حاملة معها أجواء كانونية بامتياز”، وعن طقس اليوم الثلاثاء، قال خنيصر “طقس غائم وبارد، وتتشكل طبقات الجليد والملاح فجراً بسبب انخفاض درجات الحرارة على الساحل”.
مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية
وأطلقت “مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية” LARI اسم جيمي GEMI على المنخض القادم، وكانت قد أعلنت هذه التسمية قبل 10 أيام، ويبدأ تأثير المنخفض بعد منتصف ليل الثلاثاء 20/12 ولغاية اوائل الاسبوع المقبل، اي الى ما بعد عيد الميلاد، مع برودة وامطار متفرقة وثلوج قد تصل احياناً الى 1000 متر والبقاع.
وبحسب LARI، تزداد حدة البرودة ليل الثلاثاء 20/12 مع تشكل الجليد على 600 متر والبقاع.