أجمع العلماء على أن العام 2016 متأثراً بظاهرتي النينو والنينيا، قد سجّل أعلى درجات الحرارة منذ سنوات عديدة، وقد عاشت كافة أقطار الكرة الارضية تداعيات هذا الارتفاع الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة. وفي ظل التخوّف من تفاقم الظاهرة بسبب التغيرات المناخية التي باتت تسيطر على تنوّع الطقس، رجّح علماء أن تتراجع درجة حرارة العالم في العام المقبل من مستوى قياسي محرق بلغته في عام 2016.
في المقابل، فإن هذه الايجابية لا تلغي أرجحية ان يكون العام المقبل صاحب ثالث أعلى مستوى مسجّل لدرجات حرارة الكوكب.
ويتزامن التراجع التدريجي في درجات الحرارة على أساس سنوي مع العام الأول لولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي يصرّ على ان ما يسمى بالتغير المناخي هو “خدعة” ليس أكثر.
استناداً إلى بيانات محوسبة جديدة، قال البروفسور آدم سكايف من مكتب الأرصاد الجوية البريطاني لــ “رويترز” انه “من غير المرجح أن تسجل درجات الحرارة في العام المقبل مستوى قياسيا لكنه سيظل عاما حارا جدا”، وأضاف أنه سيكون من الخطأ أن يفسر أي أحد يشكك في أن البشر هم سبب التغير المناخي المتوقع في عام 2017 – الذي سينتج عن انتهاء ظاهرة النينيو التي أطلقت حرارة من المحيط الهادي – كعلامة على انتهاء الاتجاه الطويل الأجل لارتفاع درجة حرارة الأرض.
وكان مكتب الأرصاد البريطاني توقع أن يكون عام 2017 هو العام الثالث بعد عامي 2016 و2015 الذي يشهد أعلى درجة حرارة للكوكب منذ بدء السجلات في منتصف القرن التاسع عشر. واعتبر انه من بين العلامات التي تدلّ على ارتفاع درجة حرارة الأرض، ما اظهرته بيانات أصدرها المركز الوطني الأميركي للثلوج والجليد في منتصف كانون الاول (ديسمبر) أن البحار الجليدية في كل من المحيط المتجمد الشمالي وحول القارة القطبية الجنوبية عند أدنى مستوياتها.
وقال مكتب الأرصاد البريطاني إن متوسط درجات الحرارة العالمية لعام 2017 سيكون أعلى بحوالي 0.75 درجة مئوية من المتوسط طويل الأجل للفترة بين 1961 و1990، والذي بلغ حوالي 14 درجة مئوية.
وقال سكايف إن المتوسط هذا العام أعلى حتى الآن بمقدار 0.86 درجة مئوية فوق المتوسط، وهو ما يتفق مع توقعات صدرت في منتصف عام 2016. وكانت ظاهرة النينيو مسؤولة عن حوالي 0.2 درجة من الزيادة في درجة الحرارة عام 2016، وهو أقل بكثير من الحرارة الإضافية الناجمة عن غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن النشاط البشري.
وكانت الهيئة العالمية للأرصاد الجوية قد أشارت في بيان لها، إن عام 2016 في سبيله لأن يكون العام الأعلى حرارة في التاريخ المسجل، متقدما على عام 2015 حيث أكدت بيانات في تشرين الثاني (نوفمبر) تقديرات أعلنت قبل شهر. وتقول الهيئة إن تراكم الغازات المسببة للاحتباس الحراري، الناجمة عن نشاط البشر في الغلاف الجوي، يسبب موجات حر وجفاف وفيضانات أشد ضررا وارتفاعا في مستويات مياه البحار بحوالي 20 سنتيمترا في القرن المنصرم.