لا نعرف الكثير عن غزال الرنة Reindeer، فهو يعيش في مناطق القطب الشمالي النائية، وقد تأقلم في هذه البيئة الصعبة والقاسية عبر آلاف السنين، حيث ندرة الغذاء بسبب الثلوج والصقيع، فهذا الحيوان العاشب يقتات أحيانا على الطحالب عندما لا يكون قادرا على تأمين غذائه من الشجيرات القطبية والحشائش التي غالبا ما تكون مغطاة بالثلوج وطبقات كثيفة من الجليد، فضلا عن “الأشات” وهي كائنات حية تتألف من طحالب وأنواع من الفطر تتعايش على نحو تكافلي، يمتص الأشعة فوق البنفسجية، بينما تعكسها الثلوج، إضافة إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه الرنة يبقى متمثلا في الحفاظ على جسمه دافئا وسط درجات حرارة متدنية جدا.

تتمتع غزلان الرنة، واسمها العلمي Rangifer tarandus بآليات تمكنها من التكيف مع الظروف القاسية التي تسود فصل الشتاء المظلم الشديد البرودة في القطب الشمالي، إلا أنها لن تكون في منأى عن تبعات تغير المناخ.

Reindeer feed on food pellets brought by Sami herders, Troms County, Norway, January 27th, 2016.  (Photo by Scott Wallace/Getty Images)

Reindeer feed on food pellets brought by Sami herders, Troms County, Norway, January 27th, 2016. (Photo by Scott Wallace/Getty Images)

دراسة حديثة

 

فقد أكدت دراسة علمية حديثة أشرف فريق من العلماء في “معهد جيمس هاتن” The James Hutton Institute في اسكتلندا و”المعهد النرويجي لأبحاث الاقتصاد الحيوي” Norwegian Institute of Bioeconomy Research، و”الجامعة النرويجية لعلوم الحياة” Norwegian University of Life Sciences أن “حيوانات الرنة التي تعيش في القطب الشمالي أصبحت أصغر حجما وأخفّ وزنًا بسبب التأثيرات السلبية لتغير المناخ على مصادر طعامها.

ولحظت الدراسة هذه التغيّرات خلال ستة عشر عاماً، وتبين أن وزن غزلان الرنة البالغة تراجع بنسبة قدرها العلماء بنحو 12 بالمئة، ويعود السبب إلى فصول الشتاء الدافئة التي تُغطّي المراعي بطبقةٍ من الجليد لا يمكن لحيوانات الرنة كسرها واختراقها. لذلك، تبقى الرنات الإناث جائعات ما يؤدي إلى إجهاض صغارها أو تُنجب رنات خفيفة الوزن.

وأوضح قائد الدراسة الباحث ستيف أبون أنّ النتائج المترتبة ستكون وجود رنات صغيرة الحجم في منطقة القطب الشمالي في العقود المقبلة، لكن الخطر يكمن في نفوق أعداد من هذه الحيوانات بسبب الجليد وعدم قدرتها على الوصول إلى الغذاء.

 

إبطاء تغير المناخ

 

غزال الرنة Reindeer، الذي يعتاد الرعي في القطب الشمالي، قد يساعد على إبطاء تغير المناخ، وذلك وفقا لبحث جديد نشر في موقع “العربية” نقلا عن موقع “تايم”.

تناولت الدراسة مفهوم يسمى “بياض السطح”، وهو مقياس لبياض سطح معين، وعليه، فإنه كلما ازدادت رقعة بياض السطح كلما انعكس المزيد من ضوء الشمس القادم من الفضاء. وتساعد غزلان الرنة على زيادة دقة هذا القياس بالتغذي على الشجيرات الصغيرة مما يقلل من بقائها، أو يعمل على إزالتها تماما، الأمر الذي يسفر عن زيادة رقعة السطح الأبيض.

وتعد النتائج محدودة فى الإطار العام لكامل حجم الكرة الأرضية، إلا أن غزلان الرنة يمكن أن تؤدي دورا كبيرا في نطاق تلك المنطقة بعينها.

كما أن “التخفيف من تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري قد لا يمكن أن يحدث سريعا بالقدر الكافي في المنطقة القطبية الشمالية، وذلك لأن المنطقة قد شهدت خلال عدة سنوات درجات حرارة تبدو أكثر ارتفاعا عن متوسط معدلات القرن العشرين، ما يجعلها تفوق سرعة ظاهرة الاحتباس الحراري على نطاق كبير”، بحسب المصدر عينه.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This