تكثر في فصل الشتاء الأمراض، وهذا أمر معروف، ولكن لا يقتصر الأمر على نزلات البرد فحسب، إذ تكثر أعراض وأوجاع المفاصل، خصوصا لدى من لديهم الاستعداد للإصابة، فهل ثمة رابط بين الطقس وبرودته وتزايد أمراض المفاصل؟ وإلى أي مدى مثبت ذلك علميا وطبيا؟ هذا ما حاولنا الإضاءة عليه عبرgreenarea.info مع ذوي الاختصاص في أمراض المفاصل والعظم.
يحدث تغير الجو لجهة الانتقال من صيف حار الى شتاء بارد تقلصاً في عضلات الجسم، ما يؤثر على مفاصله، عدا قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة نتيجة برودة المناخ، وبالتالي، فإن الحذر واجب في الشتاء، خصوصا لمن له تاريخ وراثي في العائلة مع أمراض المفاصل.
وفي هذا المجال، شدد الاخصائي في أمراض المفاصل الدكتور جورج صليبا على اهمية الاكتشاف المبكر للحد من تداعيات المرض السلبية، وقال لـ greenarea.info: “يحدث تغيير الحرارة تشنجا في المفاصل من قلة الحركة، كما ان الرطوبة والضغط النفسي يتسببان في مضاعفة التهاب بالمفاصل، نظرا لارتباط الاخير بالمناعة، الا ان الجديد اليوم هو التطور العلمي الذي وصلنا اليه في العلاج، فبات كل سبب يؤدي الى التهاب المفاصل له علاج خاص بيولوجيا، خصوصا لجهة إيقاف إفرازات الخلية المسببة لالتهاب المفاصل، ويعطى العلاج من خلال الامصال تحت الجلد مرة كل اسبوعين أو مرة في الشهر، اما العلاج بالكورتيزون فأصبح آخر حل علاجيا في حال كانت حياة المريض المصاب في خطر، الا أن الاهم الفحص المبكر ليكون العلاج نافعا، سواء من خلال فحص الدم أو من خلال التصوير الشعاعي أو المغناطيسي”.
البرد محفز
أما الاخصائي في امراض المفاصل الدكتور مجيد ابي صعب، فاعتبر ان البرد ليس المسبب المباشر لالتهاب المفاصل بل هو محفز للاصابة به، وقال لـgreenarea.info : “ان ارتفاع الاصابة بأمراض المفاصل في فصل الشتاء سببه البرد الذي يزيد من احتمال الاصابة أكثر، وأي شخص عنده استعداد للاصابة بالمفاصل، وخلال فصل الشتاء تزداد الإصابة بالتهاب المفاصل، وسببه احيانا إما جيننا أو وراثيا، أو احيانا يزيد الضغط النفسي اليومي أو التلوث من التهاب المفاصل، حتى انه ينصح بتناول اطعمة مضادة للاكسدة للحماية، مع التركيز اكثر على الحركة والمشي كحماية للمفاصل والعظام في آن”.
تأثير برد الشتاء
ورأى الاخصائي في امراض المفاصل الدكتور انطوان حبيس لـ greenarea.info أنه من المحتمل أن تكون هناك علاقة بين تأثير برد الشتاء والمناخ العام على ازدياد التهاب المفاصل، وقال: “لا شك أن هناك علاقة بين المناخ وداء المفاصل، كون الرطوبة العالية تزيد من نسب الإصابة، فقد لاحظنا ان هناك بلدانا تشهد إصابات بداء المفاصل بنسب عالية اكثر من غيرها نظرا للبرودة والرطوبة فيها، لهذا لا عجب ان نسمع احيانا بعض المرضى المصابين بداء المفاصل يقولون لنا اننا نعرف ان الشتاء قد بدأ مع عودة أوجاع المفاصل، وهنا نوجه بعض النصائح الى المرضى المصابين بالابتعاد عن غسل اليدين بمياه باردة، ومن المفضل ايضا ارتداء القفازات (الكفوف) والتزام الدفء تفاديا لاي تداعيات صحية مرضية من التهاب المفاصل”.
بينما الاخصائي في أمراض العظم الدكتور الكسندر نعمة فشدد على اهمية الوقاية المسبقة، وقال لـgreenarea.info : “أهم نصيحة للمرضى المصابين بالتهاب بالمفاصل التواجد في مناطق حيث تكون الحرارة معتدلة، لأن أي ارتفاع أو حتى هبوط في درجة الحرارة سوف يؤثر على أداء حركة المفاصل، لذلك الاحتياط واجب والوقاية المسبقة مهمة لتجنب أي من مضاعفات المرض”.
الوقاية والتشخيص
الاخصائي في أمراض العظم الدكتور سعيد حلو اعتبر أن “التشخيص المسبق له اهمية في الحد من التهاب المفاصل”، وقال لـ greenarea.info: “ان البرد لا يؤدي الى التهاب المفاصل مباشرة، بل يزيد من الالم فيها من كثرة التشنج وقلة الحركة في المفصل، لأن المفصل يحتاج إلى ليونة للحفاظ عليه، لذلك نجد التهاب المفاصل في اكثر الاحيان عند العاملين وراء المكاتب نتيجة قلة الحركة، والامر ذاته عند الكبار في السن، ولذلك ننصح بالرياضة والمشي باستمرار”.
أما الاخصائي في أمراض العظام الدكتور بيار جميل فتحدث لـ greenarea.info، قائلا: “صحيح ان أوجاع المفاصل خصوصا عند النساء هي الاكثر ظهورا في الشتاء نتيجة الرطوبة والبرد، الا ان هناك أملا جديدا على صعيد العلاج، ومنها علاجات طبيعية من الكولاجين، مع اهمية تجنب الرطوبة في المنازل والتزام الدفء”.
وأخيرا شدد الاخصائي في الطب الداخلي الدكتور عبدو فرام لـgreenarea.info على أن “الوقاية ضرورية في فصل الشتاء، خصوصا للذين هم أكثر عرضة للالتهاب المفاصل، ولذلك ينصح بالدفء وممارسة الرياضة يوميا، وتنأول الفيتامين (د)، كل ذلك يزيد من حماية المفصل من التهابات”.