صحة المراهقين في خطر؟ نعم وبكل أسف، ويبقى السبب متمثلا في الإدمان على أشكاله، بدءا من الإنترنت إلى الكحول والمخدرات، إلى الشراهة في الأكل وما قد تتسبب به من أمراض خطيرة فضلا عن البدانة، فقد ذكرت دراسة حديثة أن 20 بالمئة من المراهقين يحتسون الخمر في مدينة بيروت، و40 بالمئة يعانون من اضطراب عقلي خطير، في حين يعاني 15 بالمئة من خطر الإصابة بزيادة الوزن، إضافة إلى المشكلة المتفاقمة سريعا والمتمثلة بالإدمان على الإنترنت وألعاب الفيديو.
هذا ما أكدت عليه أيضا رئيسة قسم طب الأطفال في “مستشفى ومركز بلڤو الطبي” الدكتورة باتريسيا كلداني لـgreenarea.info ، ويبقى ثمة سؤال: إلى أي مدى هناك حملات توعية لحث المراهقين على الإعتناء بصحتهم؟
رفع نسبة الوعي
كجزء من التزامه تجاه المجتمع واهتمامه بالقضايا المتعلقة بصحة المراهقين، نظم “مستشفى ومركز بلڤو الطبي الجامعي” حملة توعية تهدف إلى حث المراهقين اللبنانيين على الإعتناء بأنفسهم ورفع الوعي والمعرفة حول صحتهم. وفي إطار الحملة، قام فريق من الأخصائيين في طب المراهقين من المستشفى بزيارة عدد من المدارس، حيث تطرقوا إلى أبرز المواضيع الصحية التي يواجهها هؤلاء في الوقت الحاضر.
وفي السياق نفسه، وتزامنا مع أهداف الحملة من إفادة المجتمع عبر تحسين صحة المراهقين، وتجنيبهم المشاكل الصحية الطويلة الأمد بهدف خلق مجتمع أكثر صحة، أطلق مستشفى بلفو رسميا عيادة المراهقين لتلبية الإحتياجات الطبية والسلوكية للذين تتراوح أعمارهم بين 11 و21 سنة.
رئيسة قسم طب الأطفال في “بلفو” الدكتورة باتريسيا كلداني قالت لـ greenarea.info: “ان اهم ما في الامر، أن يدرك الاهل ضرورة أخذ ولدهم إلى طبيب اخصائي في طب الاطفال مرة في السنة على الاقل، من اجل الكشف على صحته كوقاية تحسبا لأي من الامراض، حسب عمر الولد سواء الالتزام باللقاحات والابتعاد عن التدخين في مرحلة المراهقة، ونعمل ضمن العيادة التي انشأناها خصوصا للمراهقين، ونطلب من أي مراهق يأتي الينا تعبئة استمارات تتضمن العديد من الاسئلة لمعرفة تحديد حالته الصحية والنفسية، مع الحفاظ على خصوصية المراهق، اهمية وتزويد الاهل وأولادهم في عمر المراهقة بالمعرفة والتدرب على التواصل مع بعض في حال حصول أي عائق او مشكلة تربوية، وذلك من خلال فريق عمل متخصص بدءا من الأمراض النفسية إلى طب الاطفال والحالات الاجتماعية”.
وأشارت إلى أن “عملنا يتركز على مساعدة المراهقين ومساعدتهم على تخطي الصعوبات التي يواجهونها، اذ انهم في بحث مستمر عن هويتهم ويحتاجون إلى اتخاذ عدد من الخيارات الهامة التي يمكن أن تؤثر في حياتهم وصحتهم المستقبلية”، وقالت: “وهنا لا بد من حث أهالي المراهقين ليكونوا قريبين منهم واستعيابهم وفهمهم أكثر ورفع نسبة الوعي وتشجيعهم على الإهتمام بصحتهم”.
مادة مخدرة
وقال الاخصائي في طب الاطفال الدكتور روبير لـgreenarea.info : “بداية يجب تحذير المراهقين من خطر الانترنت، خصوصا من بعض المواقع الالكترونية غير المنضبطة أخلاقيا، والتي تنشر معلومات خاطئة، عدا تسويق الدعارة، من دون ان ننسى ان الجلوس طويلا لفترة طويلة على الانترنت يؤذي العيون، ويؤدي إلى ألم في الرأس، كما وأن استعمال سماعات الموسيقى لفترة طويلة تلحق الاذى بصحة السمع لديهم، الا ان الاخطر الذي يجب التوقف عنده، هو أنني عاينت في الفترة الاخيرة ثلاثة اطفال من عائلات محافظة اصيبوا بغيبوبة لمدة اربع ساعات نتيجة ما وضع لهم من مادة مخدرة في اهم المطاعم في بيروت، وهذا ما يجب التحذير منه، لجهة أن لا يضع أي مراهق كأسه في أي مكان، من دون الاكثار في احتساء الكحول ما يترك ضررا على الصحة”.
أما الاخصائي في طب الاطفال الدكتور برنار جرباقة، فقال لـ:greenarea.info “ما نطلبه اليوم من الاهل هو أن يتسمعوا اكثر لاطفالهم عن حاجتهم، مع اهمية التركيز على رفع الوعي لديهم، سواء من ناحية تجنب الادمان على الكحول والمخدرات، لأن أي أذى صحي يطاول أبناءهم سيندمون عليه في ما بعد”.
اهتزت صورة الاب
وقال الاخصائي في الطب النفسي الدكتور شوقي عازوري لـ greenarea.info: “للاسف صورة الاب منهارة ولم يعد له سلطة اولاده كما كان عليه الأمر من قبل، ويستطيع الولد ان يتسفز اهله اكثر ولا يبالي، والاسباب عدة، منها اجتماعية أي تلك الصورة التي اهتزت عند الاب، فلم يعد يستطيع ان يفرض سلطته على ابنه، وأن يمنعه بحزم عن الادمان على المخدرات، حيث بات المراهق يبحث عن بطل في تصوره الوهمي، ويلجأ اليه كمثال كما وانه بكل اسف يصل إلى مرحلة الافتخار بالادمان على الكحول”.
الرياضة
أما الاخصاصية في علم النفس الدكتورة راغدة اشقر فشددت على “أهمية ممارسة الرياضة كونها تنشط فكر المراهق وجسمه في الوقت نفسه”، وقالت لـ greenarea.info: “للاسف اذا كانت صحة المراهق قد تضررت نظرا لقلة الحركة والادمان على الانترنت فتكون النتيجة البدانة، عدا ان الادمان على الكحول او التدخين نتيجة الفراغ الذي يعيشه في حال شعر بقلة الرعاية من اهله، وهنا، نشدد على الرياضة اكثر من قبل، لأنها تخلصه من هذه السلبيات التي تؤثر على شخصيته”.