وجدت دراسة حديثة أعدتها “جامعة أدنبرة” The University of Edinburgh في اسكتلندا، أن الطيور المهاجرة حول العالم وصلت إلى أماكن تكاثرها، في وقت مبكر من العام 2016، وعزت الأمر إلى ارتفاع درجات الحرارة نتيجة تغير المناخ الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتوجس العلماء خيفة من نتائج هذه الدراسة، كونها تشكل منعطفا خطيرا يهدد ليس التوازن البيئي المرتبط بحياة الطيور فحسب، وإنما كل نظم الحياة المتعلقة والمرتبطة بالمنظومة البيئية للطيور ومسار هجرتها.
فقدان الطيور لفرص تكاثرها
وبحسب موقع “الدايلي ميل” Daily Mail وصحف بريطانية وعالمية عدة، فقد وصلت الطيور إلى مواقعها في وقت مبكر، قدر بيوم واحد لكل درجة واحدة تسجل على صعيد ارتفاع الحرارة العالمية، وقد شملت الدراسة مئات الأنواع من الطيور على امتداد القارات الخمس، ويتوقع العلماء والقيمون على الدراسة أن ما تم التوصل إليه من نتائج في هذا المجال، من شأنه أن يساعد على التنبوء بكيفية استجابة الأنواع المختلفة لتغيرات المناخ حاليا وفي المستقبل على نحو أفضل ودقيق.
ولا بد من الإشارة في هذا السياق، إلى أن وصول الطيور إلى مواطنها أو مناطق تكاثرها في توقيت مخالف لأنماط هجرتها السابقة، ولو بفارق أيام قليلة فقط، يؤدي إلى فقدان الطيور لفرص تكاثرها، فضلا عن عدم إمكانية تأمين أكبر قدر ممكن من الموارد الحيوية، مثل الغذاء وأماكن التعشيش، كما يؤثر الوصول المتأخر للطوير إلى مناطق التكاثر على توقيت فقس البيوض، وفرص الفراخ الصغيرة في البقاء على قيد الحياة.
تغير توقيت الهجرة
وبحسب الدراسة أيضا، تبيّن أن الطيور المهاجرة لمسافات طويلة، ولا سيما تل التي تعتبر أقل استجابة لارتفاع درجات الحرارة، ربما تعاني بشكل أكبر من أقرانها، خصوصا وأن الطيور القادرة على الوصول إلى مواقعها في الوقت المحدد، تكون قادرة على توفير فرص عيش أفضل، وهذا يكون على حساب الطيور الأقل استجابة لتغير المناخ.
وأعلن الخبير والعالم تاكوجي أوسوي Takuji Usui من “مدرسة العلوم البيولوجية” school of biological sciences في جامعة أدنبرة الانجليزية، أن “العديد من الأنواع النباتية والحيوانية تغير توقيت الأنشطة المرتبطة مع بداية فصل الربيع مثل الإزهار والتكاثر”، وأضاف: “الآن لدينا رؤية واضحة وتفصيلية عن كيفية تغير توقيت الهجرة، وكيف يختلف هذا التغير عبر الأنواع”، ورأى أن “هذا الأمر ربما يساعد على التنبوء بآلية تكيف الطيور المهاجرة مع الظروف المتغيرة في مناطق ومواقع تكاثرها”.
ولحظت الدراسة كيف غيرت الأنواع المختلفة سلوكها مع مرور الوقت، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وراجع الباحثون سجلات الأنواع المهاجرة منذ ما يقرب من 300 عام، فضلا عن أن الدراسة استندت إلى آراء وملاحظات العلماء من القرن 19، وبخاصة عالم الطبيعة الأميركي هنري ديفيد ثورو Henry David Thoreau، وشمل البحث الأنواع التي تهاجر لمسافات ضخمة مثل طائر “السنونو” وتلك التي تهاجر إلى مسافات أقصر مثل طائر “أبو طيط”.
وتجدر الإشارة إلى أن نتائج الدراسة نشرت في “مجلة علم البيئة الحيوانية” Journal of Animal Ecology، وبدعم من “مجلس بحوث البيئة الطبيعية” Natural Environment Research Council.