بات التوجه نحو الطاقات المتجددة خيارا اقتصاديا أكثر منه بيئيا، إذ أن ما يحفز الشركات وأصحاب الرساميل هو العائد المادي، وهذا ما تعول عليه المؤسسات غير الحكومية، وهذا ما بدا جليا في مؤتمر المناخ في مدينة مراكش المغربية COP22، باعتبار أن الطاقة المتجددة تمثل استثمارا مجديا، ناهيك عن توفير فرص عمل، فضلا عن التطور الذي شهده هذا القطاع والذي ساهم بخفض التكلفة، إضافة إلى التنافس بين الشركات المصنعة والمتخصصة في هذا المجال.

وبحسب تقرير سابق لـ “الوكالة الدولية للطاقة المتجددة” The International Renewable Energy Agency ومقرها أبوظبي، فإن التوظيف المباشر وغير المباشر في هذا القطاع قفز في العام 2015 إلى نحو 18 بالمئة، ليصل إلى 7.7 ملايين وظيفة على مستوى العالم، مشيرة إلى أن غالبية الوظائف الجديدة تتركز في آسيا، علما أن هذه الأرقام تضاعفت في العام 2016، وهي تنحو صعودا، ومن المتوقع أن تصل إلى مستويات متقدمة.

وأشارت الوكالة إلى أن أكبر فرص تحققت كانت بالدرجة الأولى في الصين، وتلتها بالترتيب كل من الهند وإندونيسيا واليابان وبنغلادش، وتوقعت أن “يزيد الرقم الإجمالي عن 16

مليون وظيفة على مستوى العالم بحلول سنة 2030″، علما أن صناعة النفط والغاز، استغنت عن 200 ألف وظيفة على مستوى العالم منذ انهيار أسعار النفط.

المغرب 500 ألف فرصة عمل 2040

وسجل الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة قفزة مهمة في المغرب، وساهم في توفير الكثير من فرص العمل، مع توقعات بأن تصل إلى ما بين 270 الى 500 ألف وظيفة مباشرة بحلول عام 2040، بحسب ما أورده تقرير جديد صدر عن “المنتدى المتوسطي معهد العلوم الاقتصادية” Mediterranean Forum of the Institute of Economic Sciences (FEMISE).

وأشاد التقرير – بحسب الموقع الإخباري المغربي Le360 – بدور المغرب في تطوير الطاقة بعد إنشائه لمحطات كبرى عالميا، وبينها “محطة نور العالمية” الى جانب العديد من الورش الخاصة بالطاقة المتجددة.

وبحسب التقرير أيضا، الذي صدر بعد مؤتمر COP22 في مراكش 2016، فإنه “على الرغم من الصعوبات التي تواجهها بعض البلدان، فان آفاق منطقة البحر الأبيض المتوسط مؤاتية لتكون لها قيمة كبرى في المجال الطاقوي، ويقدر الباحثون في معهد FEMISE أن حوالي 270،000 إلى 500،000 وظيفة يمكن أن تنشأ في المغرب بحلول عام 2040، في مجال الطاقات المتجددة فقط”.

الإمارات… تقنيات جديدة

وفي السياق عينه، تستعد الإمارات لرفع نصيب الطاقة المتجددة إلى 10 بالمئة من مزيج الطاقة العام الجاري 2017، وشهد العام الماضي قفزة كبيرة في “مشروع مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية” في دبي، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في المنطقة، بإنجاز غالبية مشاريع مرحلته الثانية، التي سيتم تشغيلها نيسان (أبريل المقبل)، إضافة إلى توقيع اتفاقية المرحلة الثالثة التي سترفع القدرة الإنتاجية للمجمع إلى ألف ميغاواط بحلول عام 2020، ونحو 5 آلاف ميغاواط 2030.

وكانت هيئة كهرباء ومياه دبي “ديوا” DEWA قد أعلنت منتصف العام الماضي، عن إطلاق تقنية جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية بنظام الطاقة الشمسية المركزة، التي تستطيع إنتاج الكهرباء حتى بعد غروب الشمس، وهو أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم، على أن يبدأ على مراحل، تكون فيه المرحلة الأولى بطاقة إنتاجية 200 ميغاواط بحلول شهر نيسان (أبريل) 2021.

ويتألف المشروع من محطة الطاقة الشمسية المركزة، تضم آلاف المرايا العاكسة المصفوفة في خطوط دائرية حول برج مركزي يستقبل انعكاس الإشعاعات عبر المرايا، التي تتبع حركة الشمس، ويتم تركيز الأشعة في اتجاه وحدة استقبال مركزية، تسخّن سائلاً حرارياً ينقل الحرارة إلى مولد بخاري يولد الكهرباء.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This