أكد علماء أستراليون من “مركز الدراسات الخاصة بالشعاب المرجانية” التابع لـ “جامعة جيمس كوس” James Cook University أن “الحاجز (الحيد) المرجاني العظيم” Great Barrier Reef في ولاية كوينزلاند Queensland الواقعة شمال شرق أستراليا، فقد ما يقارب الـ 67 بالمئة من شعابه المرجانية الأندر على مستوى العالم، والمدرجة على قائمة التراث العالمي للإنسانية من قبل “اليونيسكو”.
ووصف العلماء عام 2016، بأنه “أكثر الأعوام كارثية على سلامة الشعاب المرجانية التي تحول العديد منها إلى اللون الأبيض كأولى العلامات الدالة على موتها”.
أرقام قياسية
ولم تقتصر الأضرار التي سجلت في العام 2016 على الشعاب المرجانية فحسب، وإنما طاولت الثروة الحيوانية التي تعيش في هذه المنطقة، وعلى امتداد 2,300 كلم في كوينزلاند Queensland.
ويعزو العلماء ظاهرة إبيضاض الشعاب المرجانية إلى ارتفاع درجات حرارة المياه الشمال، بعد أن بلغت أرقاما قياسية بزيادة درجتين مئويتين، ويؤكد الخبير والعالم الأسترالي تيري هيوج Terry Hughes، أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة يؤدي إلى طرد الطحالب التي تعطي للشعاب المرجانية لونها الأحمر، والتي تعتبر أحد أهم مصادر الغذاء بالنسبة لها.
وكانت دراسات سابقة قد كشفت النقاب عن أن الحاجز الأكبر للشعاب المرجانية الممتد عبر ولاية كوينزلاند لا يعاني من عملية الإبيضاض فحسب، وإنما فقد نصف شعابه المرجانية على مدار الثلاثين عاما الماضية، وذلك بسبب إلقاء مياه الصرف الزراعي، واستخدام الأسمدة الكيميائية وإلقائها فى مياه البحار، ما ساهم في تكاثر حيوان البحر اللافقري (نجمة البحر) الذي دمر هذه الشعاب.
تغير المناخ
وفي هذا السياق، أظهر بحث علمي نشره “برنامج الأمم المتحدة للبيئة” United Nations Environment Programme الـ UNIP، أن استمرار الاتجاهات الحالية لتغير المناخ سيؤدي إلى حدوث ما يعرف بـ “الابيضاض” Bleaching الشديد لتسعة وتسعين بالمئة من الشعاب المرجانية في العالم خلال القرن الحالي.
وكشفت التوقعات المناخية الجديدة عن أول الشعاب المرجانية التي ستتعرض للابيضاض السنوي، وهو الحدث الذي يشكل أخطر تهديد على أحد أهم النظم الإيكولوجية على كوكب الأرض.
وهذه التوقعات عالية الدقة، التي تستند إلى نماذج مناخية عالمية، تتوقع متى وأين سيحدث الابيضاض السنوي للشعاب. وتشير التوقعات إلى أن الشعاب في تايوان Taiwan وحول أرخبيل جزر “تركس وكايكوس” Turks and Caicos ستكون من بين أول شعاب العالم التي ستتعرض للابيضاض السنوي.
هذا الاكتشاف هو جزء من دراسة study ممولة من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP وعدد من الشركاء، ونشر في دورية “نيتشر” العلمية.
إريك سولهايم Erik Solheim، رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وصف هذه التوقعات بـ “الكنز بالنسبة لأولئك الذين يناضلون لحماية أحد أكثر النظم البيئية روعة وأهمية في العالم، من ويلات تغير المناخ”.
وأضاف “انها تسمح لمحبي البيئة وللحكومات بإعطاء الأولوية لحماية الشعاب التي قد يكون الوقت متاحا لتأقلمها مع الاحتباس الحراري في البحار. وتظهر لنا هذه التوقعات أن الوقت ما زال متاحا للعمل قبل فوات الأوان”.
وستتعرض شعاب أخرى، مثل تلك التي تقع قبالة ساحل البحرين، وفي شيلي وبولينيزيا الفرنسية، للابيضاض، وفقا لدراسة نشرت مؤخرا في مجلة التقارير الطبيعة العلمية.