في سياق جهودها الرامية إلى زيادة الوعي وحماية البيئة ومكافحة أسباب التلوث وصون مواردها الطبيعة، تحتفل سلطنة عُمان اليوم 8 كانون الثاني (يناير) بـ “يوم البيئة العُماني”، في تقليد درجت عليه منذ العام 1996، يوم أقر الاحتفال به لأول مرة بناء على توجيهات السلطان قابوس بن سعيد، ليصبح بعدها مناسبة سنوية تخصص للاحتفال بما حققته السلطنة على المستويين الرسمي والأهلي في مجال حماية البيئة، وتأكيد مشاركة كافة فئات وقطاعات المجتمع العماني في الجهود المبذولة لتوفير هذه الحماية وصون الموارد الطبيعية.
وتحظى فعاليات هذه المناسبة بإقبال المواطنين والمقيمين على المشاركة فيه، ولذلك يأخذ الاحتفال طابع النشاط العملي كتنظيم الندوات البيئية والحملات التطوعية والمسابقات الفنية والفكرية والمنافسات الرياضية.
أهداف يوم البيئة
وحددت أهداف هذا اليوم على أن المواطن العُماني له حق الحياة في بيئة نظيقة ونقية وصحية، حماية الموارد الطبيعية والحفاظ عليها للأجيال القادمة، واعتبارها ضرورة وطنية، وأن الاستفادة من ناتج الموارد في التنمية البيئية تعتبر واجبا إقتصاديا، البيئة النظيفة تعد من أهم عوامل الجذب للإستثمارات الأجنبية ورؤوس الأموال، وإيجاد فرص عمل جديدة، وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية في السوق العالمية.
ومن الأهداف أيضا، التحلي بالسلوكيات الجيده وذلك من خلال عدم رمي المخلفات في الشوارع، متابعة التخلص الآمن للنفايات الضارة بالبيئة، المحافظة على مياه الشرب من التلوث باعتبارها شريان الحياة وقضية المستقبل، العمل على المحافظة على الطبيعة من خلال تشجيع عمليات الزرع والتشجير وطلاء جدران المباني، ووضع النفايات في الأماكن المخصصة لجمعها مما يكون له الأثر البالغ في الارتقاء بالذوق الجمالي والصورة الحضارية للسلطنة، ضرورة تطبيق الوسائل والتقنيات الحديثة للحد من مخاطر التلوث، والإهتمام ببرامج التخلص الآمن من النفايات الخطرة، حصر المخلفات كما ونوعا والإهتمام بإعادة تدويرها، الإستفادة من مياه الصرف الصحى في ري الحدائق وغابات الاشجار، استخدام قش الأزر كعلف حيواني بدلا من حرقه، وصولا إلى استخدام المخلفات من الجرائد والمجلات في صناعة الورق.
مدرسة صديقة للبيئة
وضمن الفعاليات المقررة لهذا العام، تدشن وزارة البيئة والشؤون المناخية خلال شهر كانون الثاني (يناير) الجاري مشروع “مدرسة صديقة للبيئة”، فضلا عن إطلاق حملات تنظيف للمحميات وإزالة النباتات الغازية، وإطلاق ورش عمل بيئية لزراعة بعض الأشجار ضمن مبادرة “أشجار”، وذلك ضمن سعي الوزارة إلى تجسيد البيئة العمانية النظيفة.
وكانت الوزارة احتفلت في كانون الثاني (يناير) من العام الفائت باليوم العماني للبيئة من خلال معرض “إبداعات بيئية” بمشاركة مختلف الجهات والمؤسسات العامة والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني، تضمن المعرض مشاريع بيئية ومشاريع إعادة التدوير وركن الرسم والتلوين وركن الاستوديو البيئي، بالإضافة إلى محاضرات توعوية وحملات لتنظيف البيئة واستزراع أشجار القرم بمحمية القرم الطبيعية.
ساعة الأرض
وعرضت صحيفة “عُمان” في عددها الصادر الاحد 8 الجاري، لإنجازات الوزارة في هذا المجال، ومن بينها، إطلاق المعرض الهندسي بجامعة نزوى في آذار (مارس) ضمن أنشطتها التوعوية، وذلك بهدف زيادة الوعي لدى المجتمع بأهمية النباتات والأشجار البرية العمانية، وتثقيفهم وتفعيل مشاركتهم في الحفاظ على هذه النباتات، كما شاركت في الشهر ذاته بمبادرة “ساعة الأرض” كما تعاونت مع الكلية التقنية العليا في فعاليات مبادرة “أشجار”، التي هدفت إلى توعية المحاضرين والطلاب عن أهمية هذه النباتات في المحافظة على البيئة العمانية وغرس القيم البيئية والمحافظة عليها.
بروتوكولات غلوب
وفي نيسان (أبريل) من العام الماضي احتفلت الوزارة بيوم البيئة الإقليمي، حيث نظمت حملة توعوية شاملة لتنظيف محمية جزر الديمانيات الطبيعية، بمشاركة شرطة عمان السلطانية والبحرية السلطانية العمانية وعدد من الشركات ومتطوعين من جهات مختلفة وطلاب الجامعات، وأقامت الوزارة في هذا الصدد معرضا بعنوان “برنامج غلوب البيئي”، تم خلاله تقديم 15 بحثا متنوعا يدرس قضايا مختلفة في المجال البيئي، حيث اتبع الطلبة في إعداد هذه البحوث المنهج العلمي في التقصي والبحث ومقررات بروتوكولات غلوب البيئية، كما نظمت الوزارة بالتعاون مع الجامعة الألمانية في “وم كوكب الأرض” فعاليات بيئية على شاطئ القرم بمحافظة مسقط تضمنت ماراثون المشي، وأنشطة توعوية للأطفال في أهمية التدوير وحماية البيئة، ومسابقات ثقافية ورياضية لمختلف الفئات العمرية، بالإضافة إلى معرض بيئي متنوع بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة، وركن خاص للأطفال لتشجيعهم على القراءة.
محمية جزر الديمانيات
ونظمت الوزارة حملة توعوية شاملة لتنظيف محمية جزر الديمانيات الطبيعية التابعة للوزارة منتصف أيار (مايو) الماضي وذلك بالتعاون مع نادي صحار للغوص، ومجموعة نظف عمان، وطلبة من جامعة السلطان قابوس، والجامعة الألمانية، وبعض المدارس وأفراد الكشافة والمرشدات، وعدد من المتطوعين من مختلف الجنسيات بهدف نشر الوعي والتعريف بالمحمية.
التنوع الأحيائي والسلاحف
ودشنت الوزارة في الثاني والعشرين من أيار (مايو) الماضي الدورة الأولى لمبادرة “مناخ أفضل لمستقبل أخضر” احتفاء باليوم العالمي للبيئة، هدفت المبادرة إلى تعزيز التوعية والتثقيف بتحديات التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على قطاعات التنمية الشاملة، كما هدفت إلى نشر وتشجيع التطبيقات الخضراء مثل استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وإعادة تدوير المنتجات، وترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وتعزيز كفاءة استخدامهما، وزيادة مساحات التشجير واستزراع النباتات الملائمة للظروف المحلية، وفي اليوم العالمي للتنوع الأحيائي، والسلاحف، نظمت الوزارة أنشطة توعوية في “مركز مسقط غراند مول” استهدف الأطفال وطلاب المدارس من خلال توزيع كتيبات ومنشورات بيئية تتعلق بالتنوع الأحيائي والسلاحف البحرية.
الغاف البحري والنباتات البرية
وفي نهاية أيار (مايو) شاركت الوزارة في معرض ومؤتمر الخدمات البيئية وإدارة النفايات، عرضت فيه آخر إصداراتها في مجال النفايات والخدمات البيئية، وفي تموز (يوليو) الماضي احتفلت الوزارة باليوم العالمي للتصحر تناولت فيه مواضيع حول كيفية الاستفادة من النباتات البرية في الصناعات الحرفية، والاستفادة من شجرة الغاف البحري.
الأوزون والمناخ
ودشنت الوزارة في الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) مبادرة الأوزون والمناخ تحت رعاية نجيب بن علي الرواس وكيل الوزارة، وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي شاركت الوزارة في معرض السلامة المرورية مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة والجمعيات الأهلية، بهدف غرس مفهوم السلامة المرورية وتوعية الأجيال بها، وبث روح العمل الجماعي للحد من هذه المشكلة بالإضافة إلى تعزيز التوعية عن أهمية التقليل من استخدام المركبات والسرعة الزائدة.
محمية الجبل الأخضر
ونظمت الوزارة نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حملة نسائية للتوعوية البيئية من خلال تنظيف مواقع من محمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية، شاركت فيها 50 امرأة بهدف نشر الوعي البيئي حول القيمة السياحية لهذه المواقع، وأهمية الحفاظ على مكوناتها الطبيعية.
شواطئ تعشيش السلاحف
وتعاونت جمعية البيئة العمانية مع وزارة البيئة والشؤون المناخية في التوعية بالجوانب البيئية، حيث عملت على تنظيم حملة لتنظيف شواطئ تعشيش السلاحف من مخلفات البلاستيك وشباك الصيد والأكياس والمواد البلاستيكية، وهي أهم شواطئ تعشيش السلاحف في جزيرة مصيرة بمشاركة 400 فرد من قادة وضباط وأفراد القاعدة وطلبة المدارس، وعدد من المتطوعين وعضوات جمعية المرأة العمانية.