اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، مطلوب تكثيف حملات التوعية لتعزيز الرضاعة الطبيعية، من أجل صحة جيدة للأم والرضيع وتخفيض كلفة الإستشفاء، كون الإرضاع من الثدي يزيد مناعة الطفل، ويحميه من الأمراض، ومن هنا، تطلق وزارة الصحة قريبا حملة توعية من أجل التحفيز على الرضاعة الطبيعية، وضرورة تطبيق القانون 47 المتعلق بتنظيم تسويق منتجات تغذية الرضيع، مع الاصرار على اهمية تجاوب المستشفيات في دعم الرضاعة الطبيعية وعدم التسويق لحليب البودرة المركب الذي لا يفي بتأمين المواصفات الكاملة الصحية، كما هو الحال بالنسبة لحليب الام الطبيعي.
لكن إلى اي مدى سيكون هناك تجاوب فعلي في القطاع الصحي لدعم الرضاعة الطبيعية، مع التزاحم العلني لترويج لحليب البودرة وتسويقه؟ وهل من حصانة للام عند الولادة في ان تأخذ حقها الطبيعي في إجازة الامومة من أجل ان يتسنى لها الوقت الكافي لإرضاع وليدها؟
دعم الرضاعة الطبيعية
في هذا السياق، قال رئيس “الجمعية اللبنانية لطب الأطفال” الدكتور برنارد جرباقة ل، greenarea.info : “إن الرضاعة الطبيعية تلبي حاجة الطفل من الناحية الغذائية، كون الحليب الطبيعي يحمل جميع المواصفات الغذائية الضرورية، خلافا لحليب البودرة، اما فوائد الرضاعة الطبيعية صحيا على الام ومولودها تزيد المناعة لديه وتصبح صحته اقوى يكون أذكى في المستقبل، فالطفل بحاجة للرضاعة منذ ولادته إلى ستة اشهر، وكجمعية لطب الاطفال نشجع المستشفيات الصديقة للاطفال على حث الامهات عند الولادة على الرضاعة الطبيعية، كما وضعنا في السجل الصحي ضرورة الارضاع من الثدي، عدا عن اننا ادخلنا في التعليم الطبي الجامعي موضوع أهمية الرضاعة الطبيعية، مع تحفيز الجسم الطبي من اطباء وممرضين لحث المجتمع على اهمية الارضاع من الثدي، فضلا عن اننا طلبنا من اطباء الاطفال عدم وضع أي دعاية لحليب مركب في العيادات، بل منشورات حول التثقيف الصحي في دعم الرضاعة الطبيعية، عدا اننا منذ فترة وجيزة اطلقنا حملة وطنية بالتنسيق مع وزارة الصحة لتشجيع ودعم الرضاعة الطبيعية”.
واضاف جرباقة: “بناء على القانون 47 الذي يدعم الرضاعة الطبيعية وحث العاملين في الشأن الصحي على دعم وتشجيع الارضاع، طلبنا من الدولة تمديد فترة عطلة الامومة أكثر من شهرين والحد من عدم قبول ارباب العمل للمرأة العاملة، خصوصا الحامل، وهذا خطأ بحق نصف الشعب اللبناني، وطالبنا ايضا اجازة للرجل لمدة 15 يوما كي يكون مع زوجته بعد الولادة ليساعدها على تربية المولود الجديد، كونه يعطيها المزيد من الدعم المعنوي”.
تحصن صحة الأم والطفل
بدوره قال الاخصائي في طب الاطفال الدكتور روبير صاصي لـgreenarea.info: “للاسف ليس هناك التزام فعلي لدى بعض النساء في التقيد بالرضاعة من الثدي، مع العلم انها مهمة لضمان صحة الاطفال، فهي تحصن مناعتهم وتخفف عنهم شتى انواع الالتهابات وتنقذهم من البدانة في المستقبل”.
وتوجه إلى “المرأة وخصوصا العاملة بأن تلجأ إلى الرضاعة الطبيعية لمولودها على الاقل لمدة شهرين، لان في ذلك توفر عليه مشاكل صحية عدة”.
تحمي الطفل من الامراض
اما الأخصائي في طب الاطفال الدكتور فيليب شديد، فقال لـ greenarea.info: “كلما تلقى الطفل رضاعة طبيعية كلما كان احتمال تعرضه للالتهابات المرضية اقل، عدا التوفير المادي في شراء حليب البودرة، الا انه في بعض الحالات قد تواجه المراة مشكلة في ارضاع طفلها ليس فقط بسبب عملها، انما بسبب ندرة الحليب في الثدي، فتلجأ إلى حليب البودرة حيث تعمل اليوم الشركات المصنعة للحليب إلى ايجاد تركيبة مشابهة للحليب الطبيعي”.
تكثيف حملات التوعية
مام هذا الواقع لا بد من طرح سؤال: ما هو دور وزارة الصحة؟ وهنا كان لرئيسة دائرة الأم والطفل للتوعية في المدراس في وزارة الصحة باميلا زغيب رأي في هذا الخصوص فتحدثت لـ greenarea.info قائلة: “سيعقد اجتماع قريب في وزارة الصحة مع اللجنة الوطنية لصحة الطفل والام التي تضم اكاديميين وجمعيات اهلية، لكي نطلق برنامج تغذية للرضع وصغار الاطفال، مع التشديد على اهمية الرضاعة الطبيعية، من اجل تحصين مناعة الطفل وصحته، وقمنا سابقا بحملات للتوعية على اهمية الرضاعة لعدد من الامهات وتدريبهن على كيفية الرضاعة، مع التشديد على دعم أكثر في ما يتعلق باجازة الامومة، كي يتسنى للام العاملة ارضاع ابنها بسهولة”.
وأضاف: “نواجه الشركات المصنعة لحليب البوردة فليس من مصلحتها دعم الرضاعة الطبيعية لفترة طويلة، لانها ستؤثر على أرباحها، الا ان الاهم الذي يجب ان تعرفه الام هو ان ايجابيات الرضاعة تكمن ان الثدي لا يترهل وتتخلص من البدانة، لهذا نجد عددا مهما من النسوة اليوم يلجأن إلى الرضاعة الطبيعية، اقله من ثلاتة اشهر إلى ستة اشهر”.