بهدف توثيق وحفظ الموارد الوراثية النباتية في الإمارات العربية المتحدة، قررت “أكاديمية الشارقة للبحوث” Sharjah Research Academy إنشاء مختبر حديث للبيولوجيا الجزيئية النباتية، وسيكون مخصصا لإجراء أبحاث علمية حول استخدام الحمض النووي من النباتات المحلية الإماراتية في مختلف التطبيقات.
وبحسب مدير الأكاديمية الدكتور عمرو عبد الحميد، فإن “بنك بذور ومعشبة الشارقة (تضم المعشبة مجموعة من نماذج الأعشاب المجففة مرتبة بطريقة خاصة، لدراسة النباتات) نجح منذ تأسيسه في العام 2009 حتى الآن، في حفظ نحو ألف و500 مجموعة بذور تعود لنحو 430 نوعا نباتيا إماراتي المنشأ من مختلف المناطق في البلاد”.
أشار إلى أن “هذا الرقم يشكل نسبة تزيد عن 50 بالمئة من الأصناف النباتية المعروفة، و15 بالمئة منها من مجموعات بذور الأنواع النباتية المحلية النادرة”، مؤكدا أن “هذه الجهود تكتسب أهمية خاصة خلال هذه الفترة التي تشهد تغيرات عالمية بإيقاع سريع بالنسبة للأنواع النباتية المهددة والأنواع الشائعة التي تشكل الأساس لبرامج إحياء الأنواع النباتية”.
قاعدة علمية معرفية
وقال عبد الحميد أن “العمل على جمع بذور الأنواع النباتية المحلية وحفظها تحت درجتي حرارة ورطوبة يخضع لرقابة صارمة، الأمر الذي يشكل أهم وسائل الحفاظ على الموارد النباتية والتنوع الحيوي في المنطقة”.
ونوه إلى أن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة “يولي هذه المسألة أولوية خاصة، لا سيما وأنه من أنصار الحفاظ على البيئة”.
وتابع أن تأسيس بنك بذور ومعشبة الشارقة بالتعاون مع “رويال بوتانيكال غاردنز” Royal Botanic Gardens البريطانية جاء بتوجيهات حاكم الشارقة، حيث يشكل البنك والمعشبة في الوقت الراهن جزءا مهما من أكاديمية الشارقة للبحوث ومن الموردين الأساسيين للموارد اللازمة، وقاعدة علمية معرفية بالغة الأهمية لدعم إدارة التنوع النباتي في المنطقة.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، قال مدير أكاديمية الشارقة للبحوث إن “الهدف الذي يعمل الباحثون في بنك بذور ومعشبة الشارقة باستمرار على تحقيقه، يتمثل في جمع كافة النباتات المحلية المتواجدة في دولة الإمارات في بنك واحد، مع التركيز بصفة خاصة على الأنواع النباتية النادرة والمهددة بالانقراض والتي تمثل أولوية أولى للعاملين في بنك بذور ومعشبة الشارقة.
حفظ الأنواع النباتية
وأشار عبد الحميد إلى أن “المادة الوراثية لمختلف بذور النباتات الإماراتية المحلية تمثل مخزنا غنيا بخصائص مقاومة الجفاف والملوحة والتأقلم مع درجات الحرارة المرتفعة، ويمكن الاستفادة من هذه الخصائص في مختلف الأغراض البحثية بما في ذلك برامج تحسين المحاصيل”، موضحا أن “المعشبة تحتوي حاليا على أكثر من 4 آلاف عينة من النباتات الوعائية الإماراتية المنشأ، فيما بادر الباحثون ببنك بذور ومعشبة الشارقة إلى نشر أكثر من 25 ورقة بحثية في مجلات علمية دولية مرموقة”.
ونوه إلى أن أنشطة حفظ الأنواع النباتية تسهم في دعم الجهود العالمية في هذا الإطار، وذلك من خلال اتفاقية التنوع البيولوجي والاستراتيجية العالمية لحفظ النباتات، في الوقت الذي يشارك فيه بنك بذور ومعشبة الشارقة في فعاليات نشر الوعي العام وتثقيف الجمهور بالأنواع النباتية المحلية، بما يسهم في تعزيز التراث النباتي الطبيعي الإماراتي وجهود الحفاظ عليه.
وكشف عن أن البنك يعتزم تنظيم منتدى البحوث العلمية الخاصة ببذور النباتات، والذي سيمثل منصة مثالية للاطلاع على آخر الأبحاث، وتبادل الأفكار المتعلقة بجهود البحث.