قد تكون بعض الحلول لمشاكل كبرى نواجهها بسيطة للغاية، لدرجة قد تفاجئنا وتثير اهتمامنا وهذا بالفعل ما تفتقت عنه أفكار الصحافي والمدون ديلان وينتر Dylan Winter، عارضا إنجازه على موقع خاص به Keep Turning Left، والمالك لقارب يحمل اسمه، وفي حل لمشكلة التدفئة خصوصا على قاربه، وكوسيلة لتوفير فاتورة الوقود مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، قام وينتر باختراع جهاز تدفئة منزلي وعملي، ونستعرض في ما يلي هذا الإختراع، فقد يقدم حلا مشكلة التدفئة لذوي الدخل المحدود، خصوصا من لا يمكنهم شراء المحروقات، أو في حال عدم توفر وسائل التدفئة التقليدية، وللحالات الطارئة في حالات الحروب والتخييم في البرية.
ويستخدم وينتر في هذا النظام المبادئ العلمية الفيزيائية لعملية النقل والحمل الحراري Convective heat transfer، وتمكن من تسخين منزله لنحو 8 ساعات يوميا.
مبدأ نقل وحمل الحرارة
وضع وينتر 4 شمعات في القصدير وهذه الشموع شائعة للغاية وتستخدم لتسخين الأوعية وتعرف بأضواء الشاي Tealight، في وعاء أكبر من المعدن، واستخدم لهذا الغرض إناءً من القصدير وهو عبارة عن إعادة استعمال نفايات وعاء قصدير لقرص من الخبز، ووضع فوق الشمعات وعاءين للنباتات مصنوعين من الفخار أحدهما أصغر من الآخر، وقام بسد ثقب أصغرهما ببقايا القصدير من إحدى الشمعات، ووضعه رأسا على عقب بعد إضاءة الشموع، ثم وضع الأكبر دون إقفال الفتحة رأسا على عقب أيضا فوق الإناء الأصغر.
ويعمل النظام بمبدأ نقل وحمل الحرارة، وذلك بأن الشموع تنتج غازات محملة بالجسيمات الساخنة التي يتم التقاطها وتوجيهها من خلال الأوعية الفخارية، وكون جزيئات الغاز الساخن أخف من الهواء، فسوف ترتفع إلى الأعلى أي المنطقة الأكثر برودة، وما يحدث بعد ذلك أن الهواء البارد ينخفض نحو الأسفل ما ينشئ تيار نقل حراري، يمر من وعاء إلى آخر، ومن ثم تخرج الحرارة من الثقب لتدفئ الهواء المحيط.
ولا تحتاج هذه الطريقة إلى استثمار الكثير من الأموال، وقد بدأ وينتر فصل الشتاء بشراء 100 من أضواء الشاي بأقل من دولار واحد، وعلبة القصدير هي نفايات رغيف عادي، واثنين من أواني الأزهار الفخارية مختلفة الحجم، ويظهر في الفيديو وهو يستخدم أربعة شموع لنظام التدفئة هذا.
تدفق لطيف من الهواء الساخن
ويوضح وينتر أن الحرارة من الشموع ترفع درجة الحرارة داخل الوعاء الأصغر، والذي يصبح “النواة الداخلية” ويكون “حارا جدا”، ثم يتم النقل الحراري من الهواء بين الإناءين الصغير والكبير، ويأتي الهواء الساخن من الجزء العلوي من جهاز التدفئة اليدوي الصنع.
وردا على سؤال حول جهازه، قال: “لقد قال الناس لي أن الموقع المناسب للإناءين يساعد على جعل التدفئة أكثر كفاءة. لم أكن أصدق ذلك، ولكن يبدو أن هذا الأمر صحيح فعلا”، وأضاف وينتر: “سوف تحصل على تدفق لطيف من الهواء الساخن، وستشعر أيضا بالدهشة”.
وفي ما يلي الفيديو لشرح الطريقة:
https://www.youtube.com/watch?v=9WEGlQ4xBa8
حل نموذجي
لا شك أن فكرة الإقتصاد كافية لجعل هذه الفكرة مستدامة على الرغم من أن استخدام الشمع قد يكون من الناحية البيئية غير مستحب، ولكن يظل أقل تلويثا من الديزل، واستخدم وينتر مبدأ إعادة الإستعمال Reuse في عملية تدوير النفايات، باستخدام وعاء الخبز ووعاء الشمعة، وتمكن بالتالي من تأمين الدفء بسعر منخفض وخيالي مقارنة بما يدفعه آخرون، كما أن الفكرة بسيطة للغاية ومن السهل تطبيقها في أي مكان.
في النهاية، لا شك أن هذا الحل قد يكون نموذجيا لكثير من الناس ولحالات عدة، ولكن على من يستخدمه توخي الحذر والحرص على إبعاد هذا النظام عن الأطفال، خوفا من اندلاع الحرائق والحرص على تهوئة الغرفة بشكل مستمر لضمان وجود الأوكسجين.